أشارت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية إلى التحول في ميل المصريين، من الديمقراطية إلى تأييد الجيش، ففي فبراير 2011، تجمع مئات الآلاف وربما الملايين في الشوارع للاحتجاج على حكم الرئيس حسني مبارك الذي دام 30 عامًا، الذي أطاح الجيش به فيما بعد وتم حبسه، وهلل المصريون للديمقراطية، أما يوليو هذا العام، فتجمع الملايين من المصريين مرة أخرى بالشوارع للاحتجاج على حكم الرئيس المعزول محمد مرسي الذي استمر عاما واحدا فقط، إلى أن أطاح الجيش به، وهلل المصريون هذه المرة للجيش، أكثر مما هللوا للديمقراطية. وقالت إن عدد من الأحداث التي شهدتها مصر خلال ال30 شهرًا الماضية، يمكن أن يفسر تغيير الحركة الشعبية، من حركة تحتج على مبارك المدعوم من الجيش، إلى حركة داعمة للجيش الذي أشرف على إطلاق سراح مبارك، وأحد أهم تلك الأحداث هي فشل مرسي المدعوم من الإخوان المسلمين، والحملة الشعبية عليه، بالإضافة إلى مشاعر القومية بين ليبراليي مصر الذين قادوا الاحتجاجين الشعبيين في كل مرة. ورأت الصحيفة أنه من المفاجئ أن يبدو المصريين الآن مقتنعين أكثر أن الإطاحة بمبارك لم تساعد مصر، وربما ساءت الأوضاع أكثر بعد رحيله، وذلك طبقًا لتقرير أعده مركز أبحاث «بيو» العالمي في مايو الماضي، واستطلاع نفذه «جالوب» للأبحاث، يوضح لماذا وصل الوضع الآن في مصر لما هو عليه. ففي 2011، رأى 77% من المصريين أنه من الجيد أن مبارك تنحى عن السلطة، أما في 2012، فقد رأى 44% فقط من المصريين أن مصر أفضل دون مبارك، وفي مايو 2013، كانت نسبة من يرون ذلك 39% فقط من المصريين. وفيما يتعلق بمدى رضا المصريين عن مسار بلادهم، عادت النسبة لما كانت عليه عام 2010، كانت 28% في مايو من عام 2010، وأصبحت 30% من مايو العام الجاري، بينما وصلت إلى 65% في 2011 عقب الإطاحة بمبارك مباشرة. أما الاقتصاد، فبعد عامين من التفاؤل، عاد المصريون ليتوقعون الأسوأ، فأصبح 14% فقط من المصريين يرون أن بلادهم أفضل مما كانت عليه قبل الإطاحة بمبارك، فيما يعني أن أكثر من 80% يرون أن حال بلادهم أصبح أسوأ، وذلك في يوليو من العام الجاري. وفيما يتعلق بحرية الإعلام، رأى الأغلبية (57%) أنها تحسنت منذ سقوط مبارك، على العكس من الأغلبية التي رأت أن الاقتصاد يسوء، منهم 71% يرون أن فرص عمل القطاع الخاص تدهورت، و68% رأوا المثل فيما يتعلق بوظائف القطاع العام. واختتمت الصحيفة الأمريكية بالقول إن الأمر لا يتعلق بموقف الرأي العام تجاه مبارك، بل بفشل الحكومتين المتعاقبتين على مصر بعده، العسكر ثم مرسي، «وربما يجب على مرسي أن يتعلم الدرس، إذا أراد أن يطلق سراحه، من أيًا كان المكان الذي يحتجزه الجيش فيه، فعليه أن يأمل في استمرار تدهور الاقتصاد المصري»، على حد قول «واشنطن بوست».