طالبت مصر بضرورة عدم الخلط بين مكافحة الإرهاب والإسلام، مؤكدة خلال اجتماعات مجموعة الاتصال الدولية بشأن أفغانستان والتي عقدت في روما علي مدي يومين واختتمت أعمالها الثلاثاء، علي ضرورة وضع حدود واضحة وفاصلة لمصطلح الحرب علي الإرهاب الذي تعتبره بعض شرائح من السكان المحليين ومن الشارع الإسلامي حرباً علي الدين الإسلامي. وقال مصدر دبلوماسي مصري مسئول: إن السفيرة وفاء بسيم مساعدة وزير الخارجية لشؤون مكتب الوزير - التي مثلت مصر في هذه الاجتماعات - أكدت في مداخلاتها علي الموقف المصري بالنسبة للمسألة الأفغانية والذي يُشدد علي أهمية تبني منظور شامل لعملية إعادة الاستقرار في أفغانستان، وضرورة مصاحبة أي عمليات عسكرية لجهود جادة تُبذل من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والحاجة للتركيز علي مواصلة عملية التأهيل وإعادة الإدماج وتحقيق المصالحة الوطنية والتي ترحب مصر بالجهود الهامة التي تمت حالياً من قبل الرئيس الأفغاني حامد كرزاي وحكومته من أجل تحقيقها. وأشار المصدر إلي أن اجتماع روما لمجموعة الاتصال الدولية بشأن أفغانستان يتسم بأهمية استثنائية، حيث شهد تغيير اسم المجموعة من «اجتماع المبعوثين الخاصين للدول لأفغانستان» إلي «مجموعة الاتصال الدولية لأفغانستان» لكي يعكس الفاعلية التي يتسم بها نشاط وعمل المجموعة، وكذلك للتعبير عن إتمام عملية توسيع المجموعة، التي تحظي مصر بعضويتها، لتضم عدد جديد من الدول الهامة من أجل الوصول للمساعدة في حل القضية الأفغانية. وقال المصدر: كما يكتسب اجتماع روما، أهمية خاصة نظراً لعدد من الأسباب أولها، كونه أول اجتماع يُعقد بعد المؤتمر الدولي لأفغانستان في كابول يوم 20 يوليو الماضي والذي خرج بتوصيات هامة في الشأن الأفغاني، وثانيها، أنه أول اجتماع للمجموعة يتم عقده بعد شروع الرئيس الأفغاني كرزاي والحكومة الأفغانية في جهود المصالحة الوطنية، التي كانت إحدى التوصيات المباشرة لمؤتمر كابول الدولي، حيث افتتح الرئيس الأفغاني أعمال «المجلس الأعلى للسلام»، يوم 7 أكتوبر الجاري بمشاركة 70 عضواً يمثلون كافة الأطياف الأفغانية، وعين برهان الدين رباني، قائد ما يُعرف بتحالف الشمال رئيساً له، ومنحه صلاحيات غير مشروطة لتسهيل توصل المجلس لتحقيق المصالحة المنشودة، وثالثها، أنه أيضاً أول اجتماع يُعقد بعد إجراء الانتخابات المحلية يوم 18 سبتمبر 2010، والتي مثلت تحدياً هاماً نجحت فيه الحكومة الأفغانية حيث لم تنجح حركة طالبان في تقويض جهود الحكومة أو إفشال عملية الاقتراع، أو مجرد تعطيلها، ومرت العملية الانتخابية، التي شارك فيها 40% من الناخبين بسلام. وأشار المصدر إلي أنه وفي إطار الاهتمام المتواصل الذي توليه مصر بالشأن الأفغاني، وإسهامها بكل ما تملك من جهود لحل الأزمة الأفغانية وتحقيق المصالحة الوطنية، ودعم أمن واستقرار أفغانستان والعمل علي تنميه هذا البلد، يستقبل الوزير أحمد أبو الغيط نظيره الأفغاني الدكتور زلمي رسول يوم 7 نوفمبر المقبل، الذي يقوم بزيارة إلي مصر يلتقي فيها عدداً من السادة الوزراء وكبار المسئولين، كما تقوم وزارة الخارجية حالياً بالتنسيق للإعداد لتحديد موعد لاستقبال وزير الزراعة الأفغاني في لقاهرة.
