على أثر الهزيمة التى خرج بها فريق الأهلى المصرى من تصفيات كأس أبطال دورى أفريقيا أمام الترجى التونسى وقبلها بأيام هزيمة منتخب مصر من النيجر، فأننى لم أعد أكترث أو أحبط كثيرا عندما تحدث أية إنتكاسة للكرة المصرية بسبب تكرار الهزائم والإنكسارات السابقة وخصوصاً مع كل تصفيات لكأس العالم، ولأننى ومنذ وقت طويل وبالتحديد منذ خروج منتخبنا من تصفيات كأس العالم 2006 وقبلها خروجنا المهين من كأس القارات 1999 كنت أجد نفسى مع كل هزيمة أتضايق وأغضب وأظل على هذا الوضع يومين أو ثلاثة وهذا عادى، ولكن غير العادى هو من يموت بسبب جلطة أو من يخسر أصدقائه ويتشاجر معهم أو من يطلق زوجته وهذا كله غير مقبول على الإطلاق. وجدتنى اسأل نفسى سؤالا ما هو العائد الذى سيعود على إذا كسب الفريق أو خسر ؟ وكانت الإجابة لا شىء، لأنه إذا كسب الفريق فأن أرصدة اللاعبين والجهاز الفنى فى البنوك هى فقط التى تزداد أما أنا وغيرى فالحمد لله على فرحة الفوز والأنتصار وكفى وإذا خسر الفريق خصوصاً فى الأدوار النهائية مثل نصف النهائى أو تصفيات كأس القارات فبرضه بيستفيد اللاعبين والجهاز الفنى أما أنا فيكفينى ما يكفينى من حرق دم وإرتفاع ضغط وتوتر وزعل فى طوال المباراة وبعدها . أيضاً بدأت أبحث عن أسباب إحساسنا بكل هذا الضيق والغيظ والغضب بعد كل هزيمة ووجدت أن السبب أولاً هو الحس الوطنى والإنتماء للبلد ،ثانياً الشحن الإعلامى المسيطر أرضاً وجواً وتصوير مباريات كرة القدم كأنها معارك حربية من أجل الإستقلال وتحرير الأرض والأنتصار فيها هو مجد خالد سيكتب فى صفحات التاريخ مع جنكيز خان وقطز والظاهر بيبرس وتقوم الدنيا ولا تقعد على أغانى ما شربتش من نيلها اوأنا مصرى وابويا مصرى وتستنفر الطاقات وتستفز العزائم وترفع الأعلام والرايات وبعدين؟......ولا حاجه أخدنا كأس أفريقيا خمس مرات وبعدين؟.....وبعدين أيه ؟ بعد كده هنعمل أيه ؟.....خلاص ما أحنا أخدنا الكأس .....طيب وبعدين؟......مفيش حاجة... تفريغ ...تخدير...تضييع....تغييب ....نعم الكرة لها فوائد كثيرة لمن يلعبها ومن لا يلعبها . بدأت أبحث عن طريقة أو علاج للخروج من حالة الغضب والزعل والضيق التى تحدث مع كل إنتكاسة ووصلت الى ما يسمى بثقافة الهزيمة وهى أن تتعايش مع الإنكسار والهزائم والإنتكاسات عن طريق برمجة النفس وتهيئتها لما بعد المباراة فى حال هزيمة المنتخب أو الفريق وهذا ما يجعلنى لا أعبأ كثيراً بهزيمة الأهلى أو هزيمة المنتخب لأننى وبفضل هذه الطريقة لم تنتابنى تلك المشاعر لأننى مسبقا كنت أتوقع ما حدث . وأنا فى طريقى لإكتشاف هذا العلاج، والذى جعلنى أتعايش مع الهزيمة أننى كنت اسأل نفسى الأسئلة التالية : ما هى نواحى التقدم فى حياتنا علشان نبقى متقدميين فى كرة القدم ؟ من المستفيد من سبوبة كرة القدم فى بلدنا ؟ ما هو الدور الذى تلعبه كرة القدم سياسياً واقتصادياً ورياضياً ؟ لماذا أخذنا صفر فى المونديال ؟ حال الكرة المصرية إحتراف أم أنحراف ؟ لماذا لم نصل إلى كأس العالم منذ عام 1990 ؟ هل تتوقع أن نصل كأس العالم 2030 ؟ من الذى يدير كرة القدم المصرية ؟ هل من الطبيعى أن يكون لاعب الكره مثالا يحتذى به فى الوقت الذى تختفى فيه نماذج أخرى كالعلماء والأطباء والمعلمين وأصحاب الإختراعات ؟ ولما عرفت الإجابة على الاسئلة السابقة أصبحت لا أغضب عندما تحدث أية إنتكاسة او هزيمة للكرة المصرية .... أدعو لكم الله بالفرحة الدائمة وأن تكون أيامكم كلها أنتصارات