«الشكوى مافيش أسهل منها.. بس مافيش حاجة بتتغير».. هكذا أنهى فريق «كورال الشكاوى» الغنائى حفله بمركز الجيزويت الثقافى، أمس الأول، أطلق بعدها الفريق ضحكات متتالية بمصاحبة الموسيقى، لينتهى الحفل الختامى لورشة مشروع «كورال»، التى بدأت كمبادرة فنية بادر إليها مجموعة من الشباب فى مايو 2010، فى جاليرى التاون هاوس بالقاهرة، فى إطار مبادرة «كورالات الشكاوى العالمية»، التى بدأت فى فنلندا منذ 5 سنوات، كتجربة لمنح الجمهور من غير الموسيقيين مساحة من التعبير الفنى، من خلال فنون الموسيقى والحكى والمسرح للتعبير عن مشكلاتهم، وتقديم شكل موسيقى وغنائى مختلف وأكثر ارتباطاً بالمجتمع. قدم «كورال الشكاوى» أغانى متنوعة تتناول أهم المشاكل التى يواجهها الإنسان المصرى فى صورة ساخرة وبسيطة، قدمها الفريق بكلمات عادية بعيدة عن التكلف، مثل أغنية «بييب»، التى ناقشت عدة قضايا، مثل الغلاء والفقر والروتين وقانون الطوارئ، الذى يقول الفريق ضمن كلماتها: «بقى لى مستنى سنتين.. موظف يمضيلى ورقتين.. فلوسى قليل طلباتى كتير ومش عارف أسد الفواتير. ده الشعب المصرى جعان وفقير..»، وأغنية أخرى للفريق تعرض مشاكل فوضى الفضائيات والاستخفاف بعقول المشاهدين، وتحول كل السلع إلى الصناعة الصينية وتصدير الغاز لإسرائيل، تنتهى ب«زغرودة» نسائية طويلة، ونداء ساخر «يا لهوى يا لهوى يا حمادة.. اصحى اصحى وفوق». سارة رفقى، منسقة المشروع، قالت عن فكرة «كورال» إنه جزء من مشروع أكبر، يحمل عنوان «الجماهير الخفية» يقدم لأول مرة فى مصر، وتتلخص فكرة المشروع فى إمكانية أى يأتى أى شخص ويتقدم بمشكلته ويجلس مع ورشة عمل، لمدة أسبوع، تساعده على صياغة تلك المشكلة فى كلمات وجمل موزونة، وألحان تراثية مشهورة، ليغنيها الكورال، وكان أصحاب هذه الفكرة هما الفنانان الفنلنديان تلرفو كالينين وأوليفر كالينين كوشتا، بدأ المشروع على أيديهما عام 2005، إلا أن فكرتهما سرعان ما اكتسبت شعبية واسعة، فتشكلت كورالات الشكاوى فى العديد من المدن بجميع أنحاء أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا. وأشارت سارة إلى أن المشروع تقدم له ما يزيد على 19 شخصاً حاولوا الصياغة والتعبير عن أهم المشاكل التى تواجه الشعب المصرى، التى تنوعت بين المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
