القضية مش قضية كورة أو أهلي أو ترجي أو بطولة أو رياضة من الأساس... و لا هي قضية حقد و كره و صراع بين دولتين و لا أي حاجة من كدة برضة... القضية بإختصار هي (كرامة) مواطن ضاعت في بلده...القضية هي قضية شعب هانت عليه كرامته فهانت على (كل) شعوب الأرض. القضية قضية (شرطة) استقوت على شعبها...اصبح همها إستعراض (القوة) على المصريين فقط. المصري اللي يغلط أو حتى ما يغلطش (تتقطع) رقبته...إنما أي جنسية أخرى.أيا كانت...هم (ضيوف) وجبت علينا حمايتهم بل و جعل (خدودنا) مداس لهم.!!! أي مصري لابد أن يخضع لتفتيش صارم و عنيف فتحقيق الأمن له الأولوية القصوى بينما أي أجنبي فدمه (نقي) (نظيف) غير مشكوك فيه...(تفتيشه) عيب و كبيرة من الكبائر! المصري في مصر أصبح (جربان) لا قيمة له...إذا لم يمتلك المصري القوة و النفوذ و السلطة يصبح كائن (حقير) يستحق أحط معاملة في بلده...! جرب كدة و أنت مصري و في بلدك تتخانق مع أي عربي أو أجنبي ..المهم أنه يكون (مش مصري)...و شوف اللي هيحصلك.و شوف (البهدلة) و (الإهانة) اللي أنت هتشوفها لو حظك و قدرك ساقك إلى أي قسم شرطة علشان تشتكي واحد (مش مصري).! قارن بين تعامل أفراد الأمن المصري (الأشاوس) مع شباب مسالم كل حلمه في الحياة أن يرى بلده في أفضل صورة و أحسن حال..و بين تعامله مع مشجع تونسي أو جزائري بلطجي قرر أن يضرب مواطن (مصري) على قفاه في بلده.! إغلط كدة و أنت مصري و إكسر (إشارة) مرور في أي بلد عربي شقيق...أو خلي شيطانك يضحك عليك و يغريك انك (تسكع) مواطن عربي على قفاه في بلده...جسمي (بيقشعر) من مجرد التفكير في اللي هيحصل لك!!! قارن بين الطريقة التي تعامل بها سفاراتنا في الخارج مواطنيها من المصريين المغتربين الساعين وراء لقمة العيش و بين الطريقة التي تعامل بها جميع سفارات الدنيا مواطنيها في كل مكان.و كأن (المصري) خلق في هذه الدنيا فقط من أجل (المرمطة).! في نفس الوقت تأمل الطريقة التي تعامل بها سفارات الدول (الشقيقة) في مصر المواطنين المصريين الراغبين في السفر الى هذه الدول كأنهم مجموعة من (المتسولين) طالبوا الإحسان لتدرك كم أن المصري (رخيص) في وطنه.! قارن بين إجراءات دخول أي (عربي) أو (أجنبي) إلى مصر و مدى سهولتها و بين الإجراءات (التعسفية) التي تفرضها (جميع) دول العالم تقريباً و خاصة (الأشقاء) على دخول المصريين إليها لتعرف لماذا هُنّا على الناس.! قارن بين إستقبال مطارات مصر لأي أجنبي و طريقة دخوله البلاد بكل سهولة و يسر و بين مطارات الدول (الشقيقة) و التي تصنف القادم إليها إذا كان (إبن البلد) فله (كاونتر) خاص به أما (الأجنبي) فعليه أن يقف في الطابور...فالمواطن في أي مكان في الدنيا له كل (التكريم) في بلده...أما عندنا فالأجنبي له الأولوية في الدخول و (البرطعة) كيفما شاء.! تأمل طريقة (إحترامنا) أو بالأحرى (عدم إحترامنا) لبعضنا البعض في البرامج الحوارية الفضائية و كأن مجرد إختلافنا في الرأي هي (جريمة) تستحق (العداء) و تجعل المختلف معك فكريا مجرم يستحق القتل... تأمل بعض افلام (المقاولات) و التي تعرض إعلاناتها (المسفة) ليل نهار في الفضائيات لتدرك كيف تقلل بعض الأعمال (الفنية) الحقيرة من قيمة مصر و المصريين بشكل عام لدى مشاهد (ضيق الفكر) يلخص مصر في رقصة ساخنة و كأس و يسكي و سيجارة بانجو و عاهرة! و حتى لا تتحول القضية إلى (خناقة) و (ردح) بين إعلام دولتين و بين شعبين على المنتديات أُحب أن أوضح أن القضية ليست في تونس أو الجزائر أو السعودية فالغوغاء في كل مكان و لا يوجد شعب على وجه الأرض جميعه من الملائكة...و لدينا أيضا في مصر غوغاء و سوقة...و لكن هل يستطيع أحد أن يذكر متى مارس المصري عنف أو بلطجة في أي دولة من الدول...؟! القضية ليست قضية شعب يكرهنا أو دولة حاقدة هنا أو هناك...القضية ليست قضية توانسة أو جزائريين أو غيرهم...العلة فينا نحن المصريون... عندما يدرك القادم إلى مصر زائرا أو مقيما أن المصريين شعب متحضر يحترم بعضه الأخر...عندما يرى أن القانون في هذا البلد يطبق على الصغير قبل الكبير...عندما يرى الشرطة المصرية في (خدمة) شعب مصر و ليست في خدمة (نظام) مصر.عندما تختفي الواسطة و النفوذ و المحسوبية و (معلش المرة دي) و (علشان خاطري)...عندما يطبق القانون المصري على الأمير السعودي و الثري القطري و الشيخ الكويتي قبل أن يطبق على المواطن المصري المطحون...عندما يحدث كل هذا لن نرى مرة أخرى من يأتي بلدنا ليعربد فيها و (يبرطع) و يضربنا على قفانا و يخلع!!! تأمل و فكر في السطور السابقة جيدا لتدرك أننا نحن أصحاب الداء..و نحن من بأيدينا الدواء لتدرك أن علتنا تكمن في انفسنا التي هانت علينا...فهُنّا على الناس. مدونة الأغلبية الصامتة http://theegyptiansilentmajority.blogspot.com/