كثفت الولاياتالمتحدة تحركاتها اليوم في محاولة لإنقاذ محادثات السلام المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين من الانهيار جراء رفض إسرائيل تمديد قرارها بتجميد النشاط الاستيطاني. و فى الوقت الذى سيصل فيه المبعوث الأمريكي للسلام فى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، إلى المنطقة خلال ساعات، طلبت واشنطن من الجانب الفلسطيني مزيداً من الوقت لإجراء مباحثات إضافية مع تل أبيب، فيما أكدت الجامعة العربية أنه «من غير المقبول» أن يوافق العرب على استمرار المفاوضات، فى ظل استئناف الاستيطان، بينما رحبت مصر بتقرير اللجنة الدولية لحقوق الإنسان حول تجاوزات إسرائيل في غزة، وطالبت باتخاذ موقف ضد الاستيطان. وقبل وصوله إلى المنطقة اليوم في مسعى لإحياء عملية السلام، أجرى الموفد الأمريكي جورج ميتشل اتصالاً هاتفياً بالرئيس الفلسطينى محمود عباس (أبومازن) أمس أبلغه فيه بأنه سيزور رام الله غداً. وفي الوقت نفسه، قالت مصادر فلسطينية إن الإدارة الأمريكية طلبت من السلطة الفلسطينية مزيداً من الوقت لإجراء مباحثات إضافية مع إسرائيل بشأن حل الخلاف على البناء الاستيطاني، بحسب ما ذكرت صحيفة «الأيام» الصادرة في رام الله. وفي تلك الأثناء، اقتحم مئات المستوطنين اليوم الأحياء الشرقية لمدينة نابلس فى شمال الضفة الغربية وعربدوا في «مقام يوسف» الذى يقع فى منطقة خاضعة للسلطة الفلسطينية، فى ظل حراسة عدد كبير من آليات جيش الاحتلال. من جانبها أكدت الجامعة العربية أن موقفها واضح وثابت إزاء ضرورة وقف الاستيطان «كشرط لاستمرار المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين»، منوهة بأنها تجرى الآن اتصالات مكثفة بين الأطراف العربية استعدادا لاجتماع لجنة مبادرة السلام العربية التى تحدد مصير المفاوضات المباشرة، معربة عن رفضها لأي طرح أمريكي لاستمرار المفاوضات في ظل الاستيطان. وحول ما إذا كانت هناك احتمالات بأن يقبل العرب باستمرار المفاوضات، بدون تمديد وقف الاستيطان، كما تدعوا الولاياتالمتحدة، قال السفير هشام يوسف رئيس مكتب الأمين العام للجامعة العربية ل«المصرى اليوم»: «هذا غير مقبول وغير منطقى وليس من المتصور أن يحدث»، مشدداً على أن الموقف العربى واضح. وذكر يوسف أنه مطلوب حاليا خطوة من تل أبيب، و«الكرة الآن فى الملعب الأمريكي والإسرائيلي». وفى سياق آخر رحبت مصر بتقرير لجنة الخبراء الدوليين المستقلة، المكلفة من مجلس حقوق الإنسان الدولي، بتقييم ومتابعة التحقيقات الإسرائيلية والفلسطينية حول التجاوزات التي وقعت أثناء الحرب على غزة في يناير 2009، وطالبت باتخاذ موقف ضد الاستيطان. من جهته انتقد مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان مشروع القرار المقدم من منظمة المؤتمر الإسلامي بالنيابة عن الوفد الفلطسينى وبقية الدول العربية والإسلامية إلى مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، معتبراً أن المشروع بمثابة «دفن تدريجى» لتقرير «جولدستون» الذى أوصى بإحالة الحرب التى ارتكبتها إسرائيل وحركة حماس خلال عملية «الرصاص المصبوب» فى غزة خلال يناير 2009، إلى المحكمة الجنائية الدولية إذا لم تقم هذه الأطراف بإجراء تحقيق جدى فى هذه الجرائم.