ألقت قضية برنامج مراقبة الولاياتالمتحدةالأمريكية للإنترنت بشكل سري بظلالها على قمة الدول الصناعية الثماني الكبرى، ودفعت الصين لأول مرة بشكل واضح للتعليق عليها والدخول على خط المطالب الألمانية للإدارة الأمريكية بتقديم توضيحات. وفي الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أن الصين «فهمت» رسالته «المباشرة جدا» ضد قضية «القرصنة المعلوماتية»، والتي قد تؤدى، حسب واشنطن، إلى تدهور العلاقات بين البلدين، طالبت بكينواشنطن بإيضاحات حول برنامج التجسس على الإنترنت، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية، هوا تشون يينج «نعتقد أن الولاياتالمتحدة عليها أن تولي مخاوف المجتمع الدولي ومطالبه اهتماماً وأن تعطي المجتمع الدولي التفسير اللازم». ولم تعلق حكومة بكين بشكل مباشر من قبل على هذه المسألة، واكتفت بتكرار موقفها القائل بأن الصين من أكثر دول العالم تعرضاً لهجمات التسلل الإلكترونية. وبالتزامن مع قضية القرصنة الإلكترونية بين بكينوواشنطن، قال وزير الخارجية الألماني، جيدو فيسترفيله، إنه ينتظر من حكومة الولاياتالمتحدة تقديم توضيح حول برنامج التجسس الأمريكي على البيانات الذي أثار استياء الألمان ودفع سياسياً ألمانياً إلى تشبيه الأساليب الأمريكية بتلك التي كان ينتهجها جهاز الشرطة السرية الألماني الشرقي السابق (ستاسي). وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الإثنين، إنها ستطلب أيضاً من أوباما تفاصيل عن برنامج المراقبة السرى، وقالت ميركل فى تصريحات لمحطة «آر تى إل» الألمانية التليفزيونية: «إننا بحاجة إلى شفافية فيما يتعلق ببيانات المواطنات والمواطنين». وأضافت «ميركل»: «إننا نريد أيضا مكافحة الإرهاب، لكن يتعين أن يتم ذلك وفقا لمبدأ التناسبية». وعلى خط مواز للتجسس، رفض رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، التعليق على التقارير التى أفادت بأن أجهزة الاستخبارات البريطانية اخترقت مراراً هواتف ورسائل البريد الإلكتروني لدبلوماسيين أجانب أثناء قمة مجموعة العشرين عام 2009 في لندن. وقالت صحيفة «جارديان» البريطانية قبل يومين استناداً إلى تسريبات لإدوارد سنودن، المسؤول الاستخباراتى الأمريكي السابق، إنه تمت مراقبة الحواسب الآلية وهواتف المسؤولين خلال اجتماعات مجموعة العشرين عام 2009. وكان «سنودن» المسؤول الاستخباراتي الأمريكي السابق هو الذي كشف عن برنامج «بريزم» للحكومة الأمريكية يهدف لاختراق الرسائل الإلكترونية.