يحمل على عاتقه مسؤولية إدارة أكبر مؤسسة رياضية كروية والمتحكمة فى إدارة كرة القدم حول العالم، فمنذ انضمامه إلى الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» عام 1975كمدير لبرامج التطوير وهو دءوب ويسعى للارتقاء باللعبة قبل أن يتولى الرئاسة فى عام 1998 خلفا للبرازيلى جواو هافيلانج، وأعيد انتخابه كرئيس للاتحاد الدولى عام 2007 لفترة ولاية ثالثة، إنه السويسرى جوزيف بلاتر الذى فتح قلبه من خلال هذا الحوار مع موقع «جول» العالمى كشف فيه عن العديد من المفاجآت. * فى رأيك من هو المنتخب الذى يمكنه الفوز بلقب كأس العالم المقبلة فى جنوب أفريقيا؟ - ببساطة الفريق الذى سيحرز عددا أكبر من الأهداف فى شباك المنافسين، هذه كانت مزحة، ولكن فى رأيى أن الفجوة بين القوة الكروية العظمى والأخرى الأصغر منها أصبحت ضيقة جدا حاليا، وأصبح بإمكان أى فريق أن يفوز على الآخر بسهولة، وأعتقد أن ذلك يضفى نوعا من الإثارة على كرة القدم حاليا خصوصا على مستوى المنتخبات وهو ما يمنحنى شعورا بالراحة لنجاحى فى مهمتي. * ما أكثر شىء يقلقك فى الوقت الحالى؟ - بالتأكيد كرة القدم، لذلك حرصنا على تكوين لجان عمل تحت شعار «من أجل مصلحة كرة القدم» وتنقسم هذه اللجان إلى ثلاث مجموعات رئيسية أولاها لإدارة الشؤون المالية والثانية لوضع السياسات للاتحاد، وأخيرا لجنة لإدارة المسابقات، لتوفير حلول سريعة لأى مشكلة تظهر بشكل مفاجئ. * وما أهم القضايا التى يعمل الفيفا عليها حاليا؟ - هناك العديد من القضايا أهمها الفساد فى بعض المناطق وقضية العنصرية والمراهنات والمنشطات. * وماذا عن ملكية الأجانب لأندية كرة القدم، والكساد الاقتصادى الذى انتقل لعالم كرة القدم؟ - هناك مخاوف كبيرة على مستقبل بعض الأندية فى حال قرر أحد المستثمرين أن يرحل عن النادى الذى يملكه، خصوصا فى الدورى الإنجليزى الذى يعد الأكثر جذبا للمستثمرين فى الفترة الحالية، ولكن هذا خطأ ولم أستطع حتى الآن إيجاد حل لهذه المشكلة ولكن الأزمة المالية جاءت لتمثل عامل ضغط لتوفير النفقات فى عالم كرة القدم. * وكيف أثر المستثمرون على كرة القدم؟ - يمكن لأى فرد حاليا أن يشاهد العدد الكبير من الجنسيات الذى يلعب فى الدوريات المختلفة سواء فى إيطاليا أو إسبانيا أو إنجلترا. خصوصا من الأوروبيين نظرا لحرية العمل بين أعضاء الاتحاد الأوروبى. * وماذا عن قاعدة «5+6» التى يسعى الفيفا لتطبيقها؟ - أتمنى أن أراها مطبقة بحلول عام 2012 بأن يكون داخل الملعب 6 لاعبين من أبناء البلد الذى تقام فيها المنافسة، والسماح بمشاركة خمسة لاعبين فقط من الاجانب، على الرغم من أن هذا المشروع له عيوب وتم انتقاده من قبل الاتحاد الأوروبى، خصوصا أن أى فريق سيتعاقد مع عدد كبير من الأجانب ولكنه لن يشرك إلا ستة لاعبين فى أى مباراة. * ولكن ظهرت فى الفترة الأخيرة بعض المشاكل بسبب مشاركة اللاعبين مع منتخبات بلادهم مما يؤثر على فرقهم وتحديدا فى أوروبا؟ - هذه وظيفتنا كاتحاد دولى لكرة القدم ونستطيع التدخل لحل تلك المشكلات، وسنحاول أن نوفر الوقت للاعبين للحصول على الراحة لأنهم ليسوا مثل «العمال». * بمناسبة هذا التعليق، لماذا أطلقت على البرتغالى كرستيانو رونالدو لقب «العبد السيئ»؟ - أولا التعليق تم تحريفه لأننى لم أصف رونالدو بالعبد، وإنما تحدثت عن العبودية بصفة عامة لأن سياسة الأندية الأوروبية الكبرى بالتعاقد مع لاعبين صغار السن لم يتجاوز عمر واحد منهم أربعة عشر عاما يعد نوعا من «العبودية الحديثة». * وماذا عن القيم التى يسعى الفيفا لإرسائها خلال الفترة المقبلة؟ - هناك العديد من القيم التى نسعى لان تكون فى كرة القدم، وأهمها الإخلاص والتنوع الدينى وعدم الالتفات للعنصرية الدينية، لأن هذه القيم عالمية يجب أن تعمم على جميع الدول بداية من إنجلتراوإسبانيا وحتى إيران والهند، ويجب أن نفصل بين كرة القدم والدين داخل الملعب على الرغم من أننا كاتحاد دولى لا نهمل تأثير الدين على لاعبى الكرة بدليل أننا نجرى أبحاثا عن تأثير صوم رمضان بالنسبة للاعبين المسلمين خصوصا الذين ظهروا بشكل مميز فى المباريات رغم صيامهم. * وما رأيك فى الاقتراح المقدم من البعض بمعاقبة الفرق التى تهاجم جماهيرها الفرق الأخرى بسبب العنصرية؟ - أحب أن أعترف بأن معظم العقوبات التى تم توقيعها فى قضايا الهتافات العنصرية كانت مخففة، وأننا بصفتنا الاتحاد الدولى للعبة يجب أن نتخذ عقوبات صارمة يتم تعميمها على مستوى العالم للحد من هذه الظاهرة السيئة، وسأفجر مفاجأة وهى أننا بصدد إصدار قانون فى هذا الشأن، فضلا عن أننا أطلقنا يد الاتحادات المختلفة لتوقيع عقوبات صارمة سواء بالإيقاف أو خصم النقاط أو الشطب النهائى للحد من هذه الظاهرة، وسنتحد كلنا كأسرة لكرة القدم لمكافحة العنصرية والتمييز بين البشر على أى أساس داخل ملاعب كرة القدم. * ما أكثر مكان تعتقد أنه يستحق استضافة كأس العالم؟ - أتمنى أن أراها فى أقرب وقت تقام فى آسيا خصوصابعد المستوى العالى من التنظيم الذى لاحظته خلال بطولة كأس العالم للشباب التى أقيمت فى الإمارات عام 2005، وبالفعل لقد انبهرت بهذا المستوى العالى من التنظيم، وأستطيع أن أعدهم بالحصول على شرف تنظيم أكثر من بطولة تابعة للفيفا فى المستقبل. * أى البلدان تستطيع أن تعتبرها مثالا على التطور على المستوى العالمى؟ - أعتقد أن التجربة الروسية كانت ناجحة بكل المقاييس بدليل إفراز الدورى الروسى لعدد من اللاعبين المميزين بسبب النظام الجيد ووضع خطة معينة والسير على أساسها بشكل احترافى، وأنا متأكد أن هناك عددا من اللاعبين المميزين وصغار السن الذين سيفرزهم الدورى الروسى فى المستقبل، وسعيد لكون روسيا انضمت للقوى العظمى فى عالم كرة القدم الحديثة، وأنصح جميع الدول الصغيرة بالاستفادة من تجربة الدب الروسى. * فى النهاية هل تحب أن تضيف شيئا؟ - نعم، لقد طورنا كرة القدم وجعلناها لغة عالمية من أجل هدف واحد، هو استخدام كرة القدم لبناء مستقبل أفضل لنا ولأولادنا.