أسوان تستعد لإطلاق حملة «اعرف حقك» يونيو المقبل    القنوات الناقلة لمباراة الأهلي والزمالك في دوري المحترفين لكرة اليد    دعاء اشتداد الحر عن النبي.. اغتنمه في هذه الموجة الحارة    محافظ أسيوط: مواصلة حملات نظافة وصيانة لكشافات الإنارة بحي شرق    برلمانية تطالب بوقف تراخيص تشغيل شركات النقل الذكي لحين التزامها بالضوابط    العاهل الأردني يؤكد ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته لتكثيف إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة    مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى.. والاحتلال يعتقل 14 فلسطينيا من الضفة    الجيش الإسرائيلى يعلن اغتيال قائد وحدة صواريخ تابعة لحزب الله فى جنوب لبنان    مصدر سعودي للقناة ال12 العبرية: لا تطبيع مع إسرائيل دون حل الدولتين    وزير الري: إيفاد خبراء مصريين في مجال تخطيط وتحسين إدارة المياه إلى زيمبابوي    أبو علي يتسلم تصميم قميص المصري الجديد من بوما    يورو 2024 - رونالدو وبيبي على رأس قائمة البرتغال    مفاجأة مدوية.. راشفورد خارج يورو 2024    «نجم البطولة».. إبراهيم سعيد يسخر من عبدالله السعيد بعد فوز الزمالك بالكونفدرالية    تعرف على تطورات إصابات لاعبى الزمالك قبل مواجهة مودرن فيوتشر    محكمة بورسعيد تقضي بالسجن 5 سنوات مع النفاذ على قاتل 3 شباب وسيدة    ضبط 4 أشخاص بحوزتهم 6 كيلو حشيش فى الدقهلية    زوجة المتهم ساعدته في ارتكاب الجريمة.. تفاصيل جديدة في فاجعة مقتل عروس المنيا    الإعدام لعامل رخام قطع سيدة 7 أجزاء بصاروخ لسرقتها فى الإسكندرية    "السرفيس" أزمة تبحث عن حل ببني سويف.. سيارات دون ترخيص يقودها أطفال وبلطجية    النطق بالحكم على مدرس الفيزياء قاتل طالب الثانوية العامة بعد قليل    جيفرى هينتون: الذكاء الاصطناعى سيزيد ثروة الأغنياء فقط    تأجيل محاكمة 12 متهمًا في قضية رشوة وزارة الري ل25 يونيو المقبل    السيسي يستقبل مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية ويؤكد على دورها في نشر وتعميق المعرفة والعلم    لمواليد برج الثور.. توقعات الأسبوع الأخير من شهر مايو 2024 (تفاصيل)    جهاد الدينارى تشارك فى المحور الفكرى "مبدعات تحت القصف" بمهرجان إيزيس    كيت بلانشيت.. أسترالية بقلب فلسطينى    محافظ الفيوم يترأس اجتماع اللجنة الاستشارية للسلامة والصحة المهنية    أمين الفتوى: قائمة المنقولات الزوجية ليست واجبة    هل يجبُ عليَّ الحجُّ بمجرد استطاعتي، أم يجوزُ لي تأجيلُه؟.. الأزهر للفتوى يوضح    رئيس الوزراء يتابع عددًا من ملفات عمل الهيئة المصرية للشراء الموحد والتموين الطبي    «الرعاية الصحية» تدشن برنامجا تدريبيا بالمستشفيات حول الإصابات الجماعية    أفضل نظام غذائى للأطفال فى موجة الحر.. أطعمة ممنوعة    الجامعة العربية والحصاد المر!    «غرفة الإسكندرية» تستقبل وفد سعودي لبحث سبل التعاون المشترك    السيسي: مكتبة الإسكندرية تكمل رسالة مصر في بناء الجسور بين الثقافات وإرساء السلام والتنمية    تفاصيل حجز أراضي الإسكان المتميز في 5 مدن جديدة (رابط مباشر)    المالية: بدء صرف 8 مليارات جنيه «دعم المصدرين» للمستفيدين بمبادرة «السداد النقدي الفوري»    وزير الأوقاف: انضمام 12 قارئا لإذاعة القرآن لدعم الأصوات الشابة    «بيطري المنيا»: تنفيذ 3 قوافل بيطرية مجانية بالقرى الأكثر احتياجًا    أفعال لا تليق.. وقف القارئ الشيخ "السلكاوي" لمدة 3 سنوات وتجميد عضويته بالنقابة    يوسف زيدان يرد على أسامة الأزهري.. هل وافق على إجراء المناظرة؟ (تفاصيل)    في اليوم العالمي للشاي.. أهم فوائد المشروب الأشهر    «الشراء الموحد»: الشراكة مع «أكياس الدم اليابانية» تشمل التصدير الحصري للشرق الأوسط    الجلسة التحضيرية الرابعة للمؤتمر العام للصحافة مع القيادات الصحفية، اليوم    هالاند.. رقم قياسي جديد مع السيتي    لهذا السبب.. عباس أبو الحسن يتصدر تريند "جوجل" بالسعودية    حفل تأبين الدكتور أحمد فتحي سرور بحضور أسرته.. 21 صورة تكشف التفاصيل    وزير التعليم: مدارس IPS الدولية حازت على ثقة المجتمع المصري    أسعار طن الحديد فى مطروح وسيوة اليوم الثلاثاء 21 مايو 2024    «القومي للمرأة» يوضح حق المرأة في «الكد والسعاية»: تعويض عادل وتقدير شرعي    «ختامها مسك».. طلاب الشهادة الإعدادية في البحيرة يؤدون امتحان اللغة الإنجليزية دون مشاكل أو تسريبات    أوكرانيا: ارتفاع عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي إلى 49570 جنديًا منذ بداية الحرب    اليوم.. «خارجية النواب» تناقش موازنة وزارة الهجرة للعام المالي 2024-2025    مندوب مصر بالأمم المتحدة لأعضاء مجلس الأمن: أوقفوا الحرب في غزة    عمر العرجون: أحمد حمدي أفضل لاعب في الزمالك.. وأندية مصرية كبرى فاوضتني    بوتين: مجمع الوقود والطاقة الروسي يتطور ويلبي احتياجات البلاد رغم العقوبات    موعد عيد الأضحى 2024 في مصر ورسائل قصيرة للتهنئة عند قدومه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قبل ساعات من قرار «الجنائية الدولية»: وزير الإعلام والاتصالات السودانى الزهاوى إبراهيم مالك ل «المصرى اليوم»: البشير فرد يذهب ويأتى غيره.. لكننا سندافع عن رئيسنا لأنه يمثل عزتنا وكبرياءنا

يترقب العالم غداً، قرار المحكمة الجنائية الدولية بشأن تفعيل قرار اعتقال الرئيس السودانى عمر البشير، غير أن الخرطوم تعلن أن القرار لا يشغلها، ويقول وزير إعلامها الزهاوى إبراهيم مالك إنهم جاهزون للتصدى لهذا القرار بآليات لم يفصح عنها.
وفى حواره مع «المصرى اليوم» يكشف الوزير السودانى ما يعتبره مخططات غربية لاستعمار السودان والاستيلاء على خيراته من خلال افتعال أزمة تلو أخرى، ويدعو مصر إلى تفعيل دورها التاريخى بشأن قضايا السودان وإقرار السلام فيها.
وإلى نص الحوار:
■ بعد التسريبات الصحفية الغربية بالانتهاء من قرار التوقيف ثم الإعلان عن صدوره غداً.. كيف تقيمون الأمر فى مجمله؟
نعتقد أن أوكامبو شخصيا والمحكمة التى تعتمد على افتراءاته وادعاءاته، أداة استعمارية جديدة تريد أن تتحكم فى أفريقيا وقياداتها من أصحاب وجهات النظر المعارضة للتوجهات الغربية الاستبدادية التى تحاول فرض نفسها وسياساتها على الدول الأفريقية التى تحررت من قبضة الاستعمار الحديث.
ونحن لا نعطى أى اعتبار لقرارات هذه المحكمة أو افتراءات أوكامبو، والذى يشغلنا حقيقة هو أن نستمر، لأننا كما رأيت التطور الكبير الذى يحدث فى السودان الآن والتقدم فى كل مجالات التنمية، سوف نفتتح محطة كهرباء تساوى كل ما أنتجه السودان فى كل تاريخه منذ استقلاله حتى الآن 10 مرات.. هذه هى الأشياء التى تشغلنا حقيقة.. الطرق التى امتدت فى شمال السودان وجنوبه ووسطه وغربه لتربط البلد، وتؤكد وتؤمن على وحدته، هذه هى المسائل التى تشغلنا حقيقة.
السيد الرئيس عمر البشير فرد يذهب ويأتى غيره، وسيبقى السودان، ولكننا سندافع عن رئيسنا لأنه يمثل بالنسبة لنا عزة السودان وكبرياءه، وسيادته، ولن نضيعه أبدا مهما كانت الظروف أو العواقب.
■ كيف ترون الصورة الآن بشأن التعامل مع المحكمة الجنائية الدولية والدول التى دفعت فى طريق صدور قرار التوقيف وفى مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا وفرنسا؟
الأمم المتحدة أصبحت أداة «طيعة» فى يد أمريكا والغرب، أمريكا التى رفضت التوقيع على المحكمة، تصر على أن المحكمة لابد أن تصدر قرارات، ضد قادة كثيرين، سواء أكانت لديهم عمليات يمكن أن يظن البعض أنها تخالف حقوق الإنسان، ولكنها تركز على القادة الأفريقيين، والسودان مستهدف فى وحدته وإسلامه وعروبته وتوجهه التنموى الكبير، وفى طاقاته البشرية التى استطاعت أن تضع حدا لحرب أهلية امتدت 50 عاما دون أى عون من أى جهة مهما كانت هذه الجهة، ووعدتنا الدول الغربية نفسها بأنه إذا حلت مشكلة جنوب السودان فإنهم سوف يدعموننا فى كل المجالات وسيرفعون عنا الحصار، وتمت هذه المعادلة.
 ونفذ ما تم الاتفاق عليه فى أوسلو وسوف نستمر فى التزامنا لتنفيذ اتفاقية الحل السياسى الشامل بالنسبة للجنوب والشرق وأبوجا، ونعمل ونسعى إلى اتفاق شامل يغطى كل هذه المنطقة، وهذه هى المسائل التى تشغلنا فى الواقع، وأمريكا سوف تستمر فى حصارها سواء سلمنا البشير أم لم نسلمه لأن المقصود ليس البشير شخصيا، وإنما المقصود هو السودان.
 فعندما تمت مسألة السلام فى الجنوب خلقت لنا أمريكا وأشباهها والذين يسيرون فى فلكها هذا الأمر، وهذه مسائل فى غاية البساطة تحدث طوال التاريخ السودانى، مشاكل قبلية تنهى بالطرق التقليدية، لكن دخلت أشياء أخرى وتطورت لأن الغرب يريدها أن تتطور، وكما تعلم فالإعلام الغربى فى ظل العولمة شرس للغاية وينفذ أجندة محددة، خلقوا كما يقول المثل «من الحبة قبة»، وساندوا الجماعات التى خرجت على السودان بكل المساعدات الممكنة، وسخروا «تشاد»، وعلى الرغم من أننا وقعنا مع تشاد أكثر من 12 اتفاقا، فإن الذين يجلسون من خلفها يضيعونها.
■ ما تفسيرك لموقف أمريكا؟
أمريكا تريد أن تعيد استعمارنا، هذه هى الأجندة التى تضعها، فالسودان بخيراته كله أصبح يشكل هاجسا لأمريكا، وهى تحاول استغلال هذه الثروات والخيرات، نحن نعلم ذلك جيدا، وندرك عبر تاريخنا أننا نستطيع أن نقف ضد أى جهة تريد أن تسىء للشعب السودانى وتقلل من قيمته وتضعفه وتستنزف ثرواته.
■ هل تعتقد أن فرنسا وإنجلترا تنفذان نفس الأجندة؟
نعم فبينهما وبين أمريكا تحالف غير مقدس.
■ كيف سيواجه السودان هذا القرار حال صدوره؟
لكل حادث حديث، فالذى يكشف كل خططه وكل تحركاته يصبح مطية وفى نفس الوقت يصبح مستهدفا، وقد شكلنا لجنة لمعالجة الأزمة منذ ظهورها، وهى تجتمع بصورة دورية ونحن ولله الحمد نعد العدة لمواجهة كل شىء فى ميعاده وبالآليات التى نمتلكها، نحن لا نقول إننا أقوى من أمريكا ولكن إرادتنا أكبر من إرادة كل الطغاة الذين يحاولون أن يستهدفوا السودان.
■ بعض الصحف الأجنبية يتحدث عن احتمال حدوث اضطرابات أو حوادث شغب أو عنف إذا صدر هذا القرار.. ما تعليقكم؟
هذه هى نظرية الفوضى الخلاقة، وبعد الهلع الذى أصاب بعض المنظمات والجهات من الأمم المتحدة، حاولنا أن نطمئنهم بأننا شعب كريم وأصيل ولديه الأخلاق التى تجعله يتعامل مع المعاهدات بكل الصدق والأمانة، ويجب على هؤلاء الذين يعتقدون أن السودان لقمة سائغة أن يتوقفوا.
■ إذن أنتم تستبعدون تماما حدوث شغب؟
كل شىء وارد، لكننا نعمل على تفادى هذه المسألة.
■ هل تتوقعون أن يشجع مثل هذا القرار على تصاعد أعمال الحركات المسلحة ضد الحكومة السودانية وأن يشجع البعض على تصعيد نغمة الانفصال فى الجنوب ودارفور؟
هذا المخطط مخطط كبير، وكل ما ذكرته جزء من الخطة التى يعملون عليها، تفتيت السودان، ومحاولة خلق بلبلة بين القبائل فى الجنوب والقبائل فى الغرب، هذا جزء من المخطط ولكننا له بالمرصاد، وكل شىء فى السياسة وارد، وليس فى السياسة مستحيلات، وهو الشىء الذى تضعه أمريكا أمام ناظريها، لكن كل ما تخطط له وتعتبر أنه يمكن ويجب أن يسير بالطريقة التى تخطط لها، وكأنها المولى عز وجل، لابد أن تدرك أيضا أن هنالك احتمالات أخرى، والعالم كله ليس لبنة طيعة فى يديها تخلقه كما تشاء، والله غالب.
■ لماذا يخرج السودان من مشكلة أو أزمة فيجد نفسه فى مشكلة أو أزمة أكبر؟ لماذا تتعدد الأزمات وتتوالى؟ وأين ترى الأزمة الكبرى ؟ وهل تتوقعون أن الأمر يسير فى طريق مأزق للبلاد؟
هذا الأمر حدث منذ وقت بعيد، وكما ذكرت فالحرب الأهلية استمرت 50 عاما والعالم العربى يتفرج، ولكننا بإرادتنا نجحنا فى كل هذه المسائل، وسوف نسعى لنؤكد هذا ونشكر الدول الشقيقة والصديقة لعونها الذى قدمته. لقد عشنا الحرب الأهلية 50 عاما فمن الذى تقدم بمبادرة لحل مشكلة الجنوب، لم يتقدم أحد، وبعد كل هذا يريدون أن نلتزم وأن ننظر إلى النظام العالمى وأن نحترم..
يا أخى من لا يحترمك لا تحترمه، ونحن ندرك كل هذه المسائل، وهم أيضا يدركون هذه الحقائق، ولكن لماذا هذه المواقف العقلانية جدا التى لا تساير ما نعيشه نحن، هناك من يعد البندقية لإصابتك وتطلب من المستهدف أن يتعقل وأن ينظر للأمور بعقلانية، يا أخى ابعد عنى هذه البندقية واطلب منى العقلانية بعد ذلك.
لهذا يُستهدف السودان لأنهم لا يريدون له دوره الذى يريده لنفسه ويريده المخلصون من أبناء هذه الأمة العربية والإسلامية والأفريقية.
■ مع صدور هذا القرار هل ترى أن الأمور قد تصل إلى مأزق يصعب التعامل معه؟
لا أعتقد لأننا قد مررنا بأزمات كثيرة، صحيح أن استهداف السيد الرئيس هو عملية غاية فى الخبث والدناءة، ولكننا والحمد لله نسير فى تنمية مستمرة.
■ لماذا غاب بعض الحركات عن مفاوضات السلام بين الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة فى دارفور فى العاصمة القطرية؟
العدل والمساواة استجابت لنداء السلام، كما استجابت من قبل حركة تحرير السودان وقائدها منى أركو ميناوى .. ومن لا يريد الجلوس معنا لن نجلس معه فالدعوة وجهت للجميع ونحن نرحب بتوقيع الحركات التى تولدت بعد ذلك من الانشقاق داخل هذه الحركات نفسها.. وسوف نسعى لدعوتها كلها.
■ البعض يقول إن السودان أهدر فرصا عديدة لمحاسبة مرتكبى جرائم فى دارفور أمام القضاء الوطنى.. فما تعليقك على هذا؟
شكلنا لجنة عدلية بمستوى راق جدا ترأسها مولانا دفع الله الحاج يوسف وهو قاض مشهود له ووجهنا بعد ذلك عددا من القضاة وفتحت بعض القضايا وحوكم البعض وفيهم من أعدم، هم يطالبوننا مثلا بأن نقبض على الجنجويد، من هو الجنجويد، أذكر أننى ذهبت ومعى عدد من المراسلين الأمريكيين ونحن أمام سجن «نيالا» العمومى طلبت عدم الدخول، وجلست فى الخارج أسفل شجرة، بجوار الحقائب التى يحرسها شرطى، ونسيت صحفية أمريكية الكاميرا الخاصة بها أو قلمها، فجاءت وسألتنى هل سأرى الجنجويد فى السجن، فضحكت وقلت لها نعم سترينه إنه شىء بذيل طويل وقرنين كبيرين.. ثم ضحكت وقلت لها: إنهم أناس عاديون مثل كل البشر ولكنهم متهمون بارتكاب جرائم.. كيف تتصورينهم؟!
هذه أشياء خلقت فى أذهان هذه المجتمعات خلقا وصورت لهم تصويرا، سواء سمى جنجويد أو أى شىء، هم قطاع طرق وجماعة تعمل ضد السلم فى المنطقة كيف نفرزهم إلا بأن يبلغ عنهم أو يلقى القبض عليهم وهم يرتكبون هذه الجرائم، من قام بالإبلاغ ضده قبضنا عليه ومن رأيناه فى عملية نهب قبضنا عليه أيضا، وقدمناهم للمحاكمات، هل يريدون منا أن نقبض على كل عربى يركب على جمل، أو كل من يتصورون أنه جنجويد، كيف يمكن ذلك، يريدون أن نمحو كل هؤلاء، هناك مجموعات نهب مكونة من كل القبائل وليس من قبيلة معينة، كل من يريد أن ينهب ويقتنى مالا بطريق غير مشروع يصبح من هذه المجموعة التى تسمى جنجويد، ماذا نفعل نحن؟
■ ما الأفق الذى تتوقعون الوصول إليه بالنسبة لمفاوضات الدوحة؟
نتمنى أن تصل هذه المباحثات إلى منتهاها وهى أن نوقع وثيقة للسلام سواء أكان مع حركة العدل والمساواة أو معهم جميعا ونحن نعتبرها خطوة متقدمة، والبعض يعتقد أنها ليست بالمستوى المطلوب، يا أخى مسألة السلام تحتاج إلى صبر ومثابرة ومواصلة وإقناع واقتناع، مجرد الخطوة الأولى فى أن يجلس من كان لا يعتقد أنه يمكن أن يجلس على طاولة مع الحكومة لمناقشة هذه القضايا كحركة العدل والمساواة التى تعتقد بأن ما قامت به من عملية مدعومة من الخارج كان يمكن أن تستولى على أم درمان، وافقت على أن تجلس معنا، هذه خطوة متقدمة، نحن لم نرفض فى يوم من الأيام الجلوس مع أحد، على استعداد للجلوس والنقاش والتفاوض لأن هذه هى إستراتيجيتنا، لأننا نعتبر أن السلاح لا يمكن أن يحل قضية، كل الحروب لا يمكن أن تحل قضايا.
■ هل ترى أن موقف الحكومة السودانية يتسم بالمرونة فى تلك المفاوضات؟ وكيف ترون موقف العدل والمساواة؟
نعتقد أن هناك صعوبات حتى لو استبعدنا الضغوط والتدخلات الخارجية فى إعاقة عملية السلام.
■ هل تتفق مع الآراء التى تنسب هذا إلى أطراف خارجية؟ ومن هى تلك الأطراف؟
العقبات قد تكون نتيجة تدخلات خارجية، أو لظروف نفسية فى وقت من الأوقات وارتفاع سقوف المطالبات، قد تكون نتيجة لطمع وخوف، الحركات نفسها قد تخاف من أنه إذا وقعت اتفاقا تخرج عليها بعض الجماعات بداخلها، فهذه المسائل تحتاج إلى ترتيب ولا نضع خطوطا حمراء فى هذه المسائل، ولكن الخطوط الحمراء تفرضها علينا أشياء معينة، لا يمكن أن نقبل مثلا بقول حركة العدل والمساواة أنها تريد رئاسة دورية كأن الرئيس معين، خذ هذه الرئاسة بالانتخابات المباشرة، كفلها لك الدستور، أشياء مثل هذه إذا ركب الإنسان رأسه وتعنت فهى قد تضر بسير القضية.
■ كيف ترى الوضع على الأرض الآن فى دارفور؟ خصوصا بشأن عودة النازحين واللاجئين؟
الوضع بالنسبة للنازحين واضح جدا، فهناك جهات تريد أن تجعل من معسكرات النازحين إقامة مستديمة، لأنها الكارت الرابح فى الحديث مع المنظمات العالمية ومع الأشياء التى تدعمهم والتى تحاول أن تكيد بالسودان، هذه واحدة تواجه مشكلة النازحين فى معسكراتهم، وهؤلاء يحاولون الضغط عليهم بعدم العودة الطوعية.
لكن النازحين فى كل هذه المناطق شعروا أن هذه المسألة لا يمكن أن تستمر للأبد واغلب هؤلاء النازحين وهم فى معسكراتهم عندما يأتى الخريف يذهبون إلى الزراعة فى فصل الأمطار، ويحصدون زرعهم ويعودون إلى المعسكرات، صحيح كانت هناك ظروف معينة اضطرتهم للنزوح ونحن نراعى ذلك لكن الأماكن آمنة الآن، بدليل أنهم يذهبون إلى مزارعهم ويزرعون ويقيمون هناك، ولكن بعض الحركات التى كانت تريد أن تجعل هذه المعسكرات دائمة تهاجمهم أحيانا ولكن الحكومة تعمل على حمايتهم بصورة متكاملة.
وأنا أرى اليوم أن الظروف أصبحت مواتية جدا لتفريغ كثير من معسكرات النازحين، أما اللاجئون فى المناطق الأخرى فالكثير منهم يأتى لأن الذى طردهم ليس الحكومة كما يدعى البعض، والذين طردوهم هم جزء منهم ويعرفونهم تمام المعرفة، وأغلقوا عليهم الباب للذهاب إلى مناطق أخرى، وقالوا اذهبوا إلى تشاد، دى أوامر، وكثيرون منهم عادوا وإذا ما فتحت المسألة لهم بخيار العودة الطوعية سوف تفرق.
 لكن المنظمات التى تسمى نفسها إنسانية تسترزق من هذا العمل، بصورة واضحة جدا لأن الذى يجمع لا يذهب كله إلى قوت هؤلاء الناس بل يذهب إلى الموظفين والعربات الفاخرة وإلى أشياء أخرى والذى يذهب هو نذر بسيط لا يغطى احتياجاتهم، وعليه سوف تستمر عملية البيزنس لأطول وقت، وهم يريدون أن تستمر هذه المعسكرات ليستفيدوا من هذا الأمر بالصورة التى تخلق لهم وظائف ورواتب.
■ كيف ترون الدور المصرى فى مشكلة دارفور؟ وماذا تنتظرون من مصر؟
ما ننتظره من الأخوة فى مصر كبير وكثير، ونتمنى أن تقوم مصر بهذا الدور ليس فقط فى مساعدة الأخوة فى دارفور كما هو فى مشروعات كثيرة جدا لإعادة التوطين وحفر الآبار والمساعدة فى بناء المدارس، وهذا العمل ضخم جدا، ونريد من مصر أيضا أن تلعب دورا أساسيا فى عملية السلام وأن تضطلع بدورها الذى تلزمها به علاقتنا الأزلية فمستقبل السودان هو مستقبل مصر وأى معاناة يعانيها السودان سوف تعانيها مصر، ومن يعتقد غير ذلك فهو مخطئ وأعتقد أن عبقرية مصر وإدراكها يجعلها تتلمس الحقائق قبل أن تقع، نحن نتوقع من مصر الكثير، ولا نشعر بأى عدم راحة من علاقتنا مع مصر، نحن فى حالة ارتياح تام لما يجرى.
■ نلاحظ وجود بعض التوترات أحيانا بين شريكى الحكم «المؤتمر الوطنى» و«الحركة الشعبية» مما يثير المخاوف على مصير اتفاقية «نيفاشا» الخاصة بالسلام مع الجنوب.. والحركة الشعبية تتحدث أحيانا عن اتهامات للمؤتمر الوطنى بالتباطؤ فى تنفيذ الاتفاقية.. ما موقفكم من مثل هذه الاتهامات؟
شكلنا لجنة عليا لمتابعة تنفيذ الاتفاقية وخرج برنامج مفصل بتواريخ إنفاذ هذا البرنامج وأنا أعتبر أن الحكومة تتابع وتراقب هذا الأمر، وعندما ذهب وفد التفاوض كانت كل هذه الأوراق معه، أنا لم أذهب إطلاقا إلى نيفاشا ولا حتى فى زيارة ولكنى كنت أتحدث هنا من خلال الأجهزة الإعلامية فى كل صغيرة وكبيرة كأن أقرأ الكتاب لأنى وضعت الاتفاقيات المبدئية فيه ودرست كل هذه المسائل مع أخواننا الذين يتفاوضون هناك، ونعلم ما هى الحدود التى يمكن أن يتحرك فيها المفاوض، وعليه لم تكن هناك مشكلة على الإطلاق، لكن محاولة الأخوة فى الحركة الشعبية إلقاء اللوم على المؤتمر الوطنى مرفوضة، لأن كل شىء يمكن أن يناقش داخل اللجنة العليا وهو أمر يسير فى شفافية شديدة..
 ولو لاحظت أن حديث النائب الأول لرئيس الجمهورية سيلفا كير فى احتفالات ملكال كان واضحا فيه، وما قاله فى أمريكا من أن الاتفاقية يسير تنفيذها بصورة دقيقة وبصورة مرضية لأن هناك التزامات أخرى كثيرة عندما تأتى لتحديدها على أرض الواقع تظهر معضلات ومشكلات حتى لو كانت هذه المسائل بين ولاية وجارتها فى السودان والحديث عن كشف الحساب الآن «نشر غسيل» ونحن لا نريد ذلك، بل نريد ان يتم كل شيء داخل قنواته الرسمية.
■ لماذا لم تصدر حتى الآن نتائج التعداد السكانى الذى تم بالفعل فى منتصف العام الماضى؟
الحديث الذى قاله النائب الأول لرئيس الجمهورية فى «واو» عندما ذهب لافتتاح محطة الكهرباء، ذكر بصورة واضحة جدا، بقوله يا إخوانى تقبلوا نتيجة هذا الاستفتاء مهما كانت مخيبة لبعض الآمال عندكم، لأن هذه الحقيقة على أرض الواقع.
■ كيف تقيمون العلاقات المصرية السودانية فى هذه المرحلة؟
كما ذكرت لك من قبل ليس لدينا أى لوم نلقيه على الأخوة فى مصر.
■ البعض تحدث عن التوتر خلال الأيام القليلة الماضية.. ما صحة هذا الحديث؟
لا يمكن أن تقف مصر عقبة فى أى طريقة لحل قضية، خاصة إذا قامت بها أى دولة عربية، لقد توسطت نيجيريا وجلسنا فى «أبوجا»، فهل كان موقف مصر ضد «أبوجا»؟، يا أخى هذه مسائل يختلقها الذين يريدون الإساءة للعلاقة بينا وبين مصر، وهى أكبر من أن تغار على شىء سبقتها إليه دولة عربية أخرى.
■ البعض يتحدث عن مشكلات فى تطبيق اتفاقية الحريات الأربع بين مصر والسودان.. كيف يسير تطبيق هذا الاتفاق؟
هناك اعتبارات قانونية لابد من مراعاتها فى البلدين، لابد أن تجاز بواسطة المجالس التشريعية ومجالس الشورى هناك والمجلس الوطنى هنا، ثم بعد ذلك تسلم إلى الوزارات ذات الشأن، والتطبيق العملى لهذه المسائل قد تعترضه بعض العقبات، لكن الهمة والإرادة السياسية متوفرة لإزالة العقبات.
■ كيف ترى فرص الاستثمار المصرى فى السودان؟
واسعة جدا، فى كل المجالات، مثلا فى الكهرباء بدأ عمل الكابلات، بتقدم واضح، وفى الزراعة هناك مشروعات ضخمة جدا.. هذا هو الوقت الذى يجب أن تفكر مصر فيه تفكيرا واقعيا بأن تجعل من السودان سلة لسد الفجوات التى تحدث بها من وقت لآخر، ومساعدة السودان على أن يكون من الأقطار التى يعتمد عليها العالم العربى فى فترة الركود العالمى والبحث عن الغذاء ومشكلات كثيرة جدا، وهذا كله يسير بخطوات متقدمة جدا، ونرحب بأى مشروعات أخرى يمكن أن تفكر فيها مصر، صحيح أن هناك بعض العقبات التى تعترض الاستثمار لدينا ونحن نجلس باستمرار لحل هذه القضايا فإذا ما كانت هناك مشاكل أمكن حلها..
 وقد تكون العقبات نتيجة مشاكل فى ملكية الأراضى مثلا، أو نتيجة الإجراءات الجمركية بيننا، قبلها كانت مشكلة الكهرباء، والحمد لله انتهت هذه المشكلة، بعد إنشاء محطة كبيرة ستوفر الاحتياجات حتى عام 2015


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.