أعلنت اللجنة المركزية للانتخابات الإسرائيلية فى نتائجها الرسمية شبه النهائية فجر أمس فوز حزب «كاديما» الوسطى، بزعامة تسيبى ليفنى، إثر تقدمه بمقعد واحد فقط على منافسه «الليكود» اليمينى، بزعامة بنيامين نتنياهو، لتحسم بذلك يوما من الغموض والجدل والتصريحات المتضاربة بين الخصمين حول فوز كل منهما، وهو ما أدى إلى تراجع الشيكل الإسرائيلى أمام الدولار الأمريكى، ففى حين أعلنت ليفنى انتصارها، مؤكدة أن «الشعب اختار كاديما»، وداعية نتنياهو إلى «احترام اختيار الناخبين» قال الأخير إنه على قناعة بأنه سيكون رئيس الوزراء المقبل، مستندا إلى أن الكتلة اليمينية هى الأغلبية فى البرلمان، وذلك فى «فوضى سياسية» اعتبرتها صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية مقدمة لتشكيل ائتلافين متنافسين متزامنين، لإثبات قدرة كل منهما على تشكيل حكومة وحدة مستقرة. وأعلنت اللجنة حصول «كاديما» على 28 مقعدا (مقابل 29 فى البرلمان المنتهية ولايته)، و»الليكود» على 27 مقعدا (مقابل 21)، والحزب اليمينى المتطرف «إسرائيل بيتنا» على 15 مقعدا (مقابل 11)، أما حزب «العمل» فقد حصل على 13 مقعدا (مقابل 19)، كما حصل حزب «شاس» الدينى المتشدد على 11 مقعدا، مقابل 12 فى البرلمان المنتهية ولايته، وذلك فى حين لم تقدم التوقعات أرقاما حاسمة بشأن تمثيل الأحزاب العربية التى يتأرجح عدد مقاعدها بين 7 و 10 مقاعد. وتم إعلان هذه النتائج بعد فرز أصوات حوالى 99 % من مراكز الاقتراع، كما أنها لم تشمل أصوات حوالى 175 ألف جندى، لن ينتهى فرزها قبل اليوم الخميس، لكن معلقين أكدوا أن هذه الأصوات لن يكون لها تأثير كبير على نتائج الاقتراع، وفقا للأرقام. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أنه بذلك يبلغ عدد المقاعد التى حصلت عليها الأحزاب اليمينية والدينية 65 مقعدا، مقابل 55 مقعدا لأحزاب اليسار والوسط، وأضافت أنه لم يتم بعد فرز الأصوات فى 28 صندوق اقتراع ظهرت فيها بعض المشاكل الفنية، موضحة أن نسبة التصويت العامة فى الانتخابات ال 18 تخطت 65 % ممن لهم حق الاقتراع، مقارنة ب 63 % فى الانتخابات التى أجريت عام 2006، أما فى الأوساط العربية، فقد بلغت نسبة الاقتراع 54%، وهو ما يقل بنسبة 2 % عن معدل التصويت فى الانتخابات السابقة. ورغم إعلان النتائج شبه النهائية، أكد حزب «الليكود» فى بيان أن زعيمه نتنياهو هو الذى سيشكل الحكومة المقبلة، وقال إنه «سيكون رئيس الوزراء المقبل. نتائج الانتخابات تثبت أن الليكود هو الفائز، وأن المعسكر القومى هو الذى فاز، لقد رفضت أغلبية واضحة من الشعب كاديما وانضمت إلى الليكود». وقبل ساعات من إعلان النتائج، تراجع الشيكل الإسرائيلى أمام الدولار، بسبب المزاعم المتضاربة بالفوز بين ليفنى ونتنياهو، وسجل الشيكل سعر 4.0590 للدولار، مقارنة مع السعر الرسمى وهو 4.0370 شيكل، واستمرت التصريحات المتضاربة حتى بعد إعلان النتائج، إذ ظل نتنياهو يؤكد - أمام حشد جماهيرى فى مقر حزبه بتل أبيب - أنه سيرأس حكومة ائتلافية مكونة من الأحزاب اليمينية، بينما أكدت ليفنى بدورها أنها ستصبح رئيسة للوزراء، داعية إياه إلى الانضمام إلى «حكومة وحدة»، وقالت ليفنى أمام أنصارها المبتهجين «يمكن للشعب الإسرائيلى أن يبتسم مرة أخرى عندما نشكل الحكومة». من جانبه، أكد أفيجدور ليبرمان، رئيس حزب «إسرائيل بيتنا» أنه مستعد للانضمام إلى حكومة ائتلافية برئاسة ليفنى أو نتنياهو، وقال أمام حشد من أنصاره «إننا لا نستبعد أحدا»، لكنه أضاف أن «رغبته القلبية» هى حكومة «قومية»، وأشار ليبرمان إلى أن أى حكومة مقبلة يجب أن يكون هدفها الأول هو «هزيمة حماس»، وكان رئيس «إسرائيل بيتنا» يتحدث بعد ان أظهرت نتائج استطلاعات لآراء الناخبين عقب إدلائهم بأصواتهم فى الانتخابات التى جرت أمس الأول، وحصل فيها الحزب على المركز الثالث، بفارق صغير خلف كاديما والليكود. أما حزب العمل، فقد أكد رئيسه إيهود باراك أنه لا يخشى أن يكون بين صفوف المعارضة، وأنه سيتعلم من أخطائه ولن يشارك فى أى ائتلاف حكومى، كما هو الحال فى حكومة تسيير الأعمال الحالية التى يتولى فيها حقيبة الدفاع، ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن باراك تأكيده أمام حشد من أنصار حزبه الذين يعانون وطأة الهزيمة أنه لن يستقيل من منصبه فى رئاسة الحزب، وقال «تتطلب النتائج منا التعلم من أخطائنا.. أخطائى فى المقام الأول، علينا أن نعى الدرس ونواصل خدمة الجماهير بأفضل طريقة ممكنة».
