هدد وزير الشؤون الدينية الإسرائيلى "إسحاق كوهين" بتعليق العلاقات مع الفاتيكان عقب صدور عفو عن الأسقف البريطانى "وليامسون" الذى قال فى مقابلة تليفزيونية: "إنه لا يعتقد أن عدد الضحايا اليهود الذين سقطوا فى المحرقة اليهودية الهولوكست كان ستة ملايين، وأنه باستناده إلى أدلة تاريخية يعتقد أن عددهم يتراوح بين 200 و300 ألف فقط"، وقبل ذلك قدم "روجيه جارودى" للمحاكمة لنفس السبب، وغيرهم كثيرون من مفكرى العالم الحر. وعندما وقعت مذبحة "قانا" فى جنوب لبنان طلبت معلمة يابانية من تلاميذها أن يرسموا لوحة تعبر عن مأساة الأطفال الأبرياء الذين راحوا ضحية الغارة الإسرائيلية على مقر الأممالمتحدة، الذى كان يحتمى به الأطفال، وتقول مديرة المدرسة اليابانية: «إنها لا تعرف حتى الآن كيف علمت الحكومة الإسرائيلية بهذا الأمر وأرسلت لها مندوبا من السفارة يطالبها بالاعتذار، وتصحيح هذه المعلومات للأطفال، وأن إسرائيل ليست مسؤولة عن قتل الأطفال بل (الإرهابيون العرب) هم السبب». وقد تعرض (العبد لله/كاتب هذه السطور) لحملة شرسة عندما كتبت مسلسل "فارس بلا جواد" وكذلك الفنان محمد صبحى وامتدت الحملة الظالمة من الكونجرس الأمريكى حتى الكنيست الإسرائيلى والسفارة الأمريكية بالقاهرة، لمنع عرض المسلسل لأنه تناول خطط الصهاينة للاستيلاء على العالم، ومازال هناك حظر قائم لمنعى من دخول أمريكا رغم أننى تلقيت أكثر من دعوة من مؤسسات ثقافية أمريكية لزيارتها ومنعت من السفر لاتهامى بمعاداة السامية، وهو شرف لا أدعيه. إلى هذا الحد يعمل الجهاز المنوط به حماية الكيان الصهيونى على مستوى العالم بدقة وانتظام ومتابعة حثيثة لكل ما يمس إسرائيل، وكأن هناك شبكة من جهاز عصبى ضخم يحيط بالكرة الأرضية إذا لمست أطرافه فى أى بقعة من بقاع الأرض استنفر باقى الجهاز وهب لحماية إسرائيل. وهذا الجهاز لم تبتكره إسرائيل الآن لقد أوجدته المنظمات الصهيونية المنتشرة فى كل دول العالم من عشرات السنين. ولا أريد هنا أن أضخم من حجم الخطر الصهيونى وهو أمر ترغب فى تأكيده إسرائيل،حتى ترهب شرفاء العالم وأحراره، ولكن أمام العرب جميعا شعوبا وحكاما مهمة أساسية، وهى ألا يفلت السفاحون الإسرائيليون من العقاب بعد مجازر الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين فى غزة، ولابد أن يتوحد العرب ولو لمرة واحدة فى تاريخهم لمحاكمة قادة إسرائيل كمجرمى حرب. لقد كان ومازال "اليهودى الدولى..هو المشكلة الأولى للعالم"!! وهذه العبارة ليست لى، ولكن قائلها أحد رموز الحياة الأمريكية الحديثة، وهو "هنرى فورد" رائد صناعة السيارات فى العالم، والذى لا يعرفه الكثيرون أن هنرى فورد قاد حملة ضارية ضد اليهود الصهاينة، وناصبهم العداء طوال حياته، بعد أن أدرك منذ وقت مبكر مدى خطورتهم على العالم أجمع، لدرجة أنه أصدر جريدة خاصة باسم (Dearborn Independent/ ديربورن المستقلة)، لنشر وتعميم آرائه المعادية للسامية، وقد لعبت هذه الجريدة دوراً مهمًا فى نشر وتوزيع "بروتوكولات حكماء صهيون". وأشار فورد فى العدد الأول من جريدته (يناير 1919) إلى قوى الظلام السياسية والعسكرية والرأسمالية الذين سببوا للأمريكيين الكثير من المشاكل، ثم نشر سلسلة من المقالات عبر 91 عددا عن شخصية أطلق عليها (اليهودى الدولي) ثم جمعها فى كتاب صدر فى أكتوبر1920 بعنوان "اليهودى الدولى.. المشكلة الأولى للعالم" ولعب هذا الكتاب دورا كبيرا داخل أمريكا وخارجها، بل لعل هتلر ورجاله قد عرفوا هذه البروتوكولات من خلال ما نشرته جريدة فورد، وعنها تم ترجمتها إلى الألمانية، وصدر منه 21 طبعة خلال عام واحد، وكان فورد داعية للسلام وناشطا فى مناهضة الدعوة إلى الحرب التى كان صهاينة العالم لا يملون من دق طبولها فى كل مكان، وقد تحول مفهوم "أمراء الحرب والبنوك الدولية" عند فورد إلى مفهوم جديد آنذاك أطلق عليه اسم "اليهودية الدولية". وقد صرح فورد بأن الحروب تقع بسبب "هؤلاء الناس الذين لا وطن لهم ويعيشون فى جميع الأوطان" ويقصد هنا كل يهود العالم، وكلهم شياطين فى نظره،وكان رأى فورد فى البروتوكولات: "أن الخطورة لا تكمن فى مصداقيتها وإنما فى مدى تطابقها مع الأحداث على أرض الواقع"..وإلى الحلقة القادمة لنقدم لكم مزيدا من أسرار الصهيونية العالمية.