تفتتح اليوم الخميس فعاليات الدورة 59 لمهرجان «برلين» السينمائى الدولى، التى تستمر حتى الخامس عشر من فبراير الجارى. يعرض فى حفل الافتتاح الفيلم الأمريكى «الدولى» فى عرضه العالمى الأول قبل عرضه التجارى فى الولاياتالمتحدة والمقرر 13 فبراير الجارى، يلعب بطولة الفيلم «كلايف أوين» و«ناعومى واتس»، اللذان يجسدان دورى ضابط إنتربول ومحققة شرطة يبحثان تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية على البنوك والتلاعبات المالية التى تحدث بها، أخرج الفيلم «توم تويكر»، الذى يعرض له فيلم فى افتتاح المهرجان للمرة الثانية بعد افتتاح فيلمه «الجنة» عام 2002 للدورة 52، وقد تم تصوير فيلم «الدولى» فى ثلاث مدن أوروبية هى برلين وإسطنبول وميلان إلى جانب مدينة نيويوركالأمريكية، وقد حمل الأفيش الدعائى للفيلم جملا تصب فى مضمونه، وانتقاد أعمال البنوك وهى «يملكون مالك.. يديرون حياتك.. ويتحكمون فى كل شىء».. يأتى اختيار إدارة المهرجان لفيلم «الدولى» وما يتناوله من الأزمة الاقتصادية العالمية تطبيقا لسياسات رئيسه «ديتر كوسليك» الذى حرص منذ توليه إدارة المهرجان قبل 8 سنوات على ربط فعالياته بالأحداث العالمية الكبرى، فكان الاهتمام باختيار عرض أفلام تتناول أزمات المناخ والطقس والبيئة فى السنوات الأولى لرئاسته للمهرجان، ثم اختيار أفلام لها علاقة بالمستجدات السياسية على الساحة العالمية كأحداث 11 سبتمبر والحرب الأمريكية على العراق. وتعليقا على اختياره فيلم الافتتاح عن الأزمة الاقتصادية العالمية قال «كوسليك»: كان يمكن للأزمة أن تؤثر على ثلث ميزانية المهرجان التى توفرها وزارة الثقافة الألمانية لنا وتقدر بنحو 22 مليون دولار، إلا أن تمتع ألمانيا باقتصاد قوى منع وقوع ذلك، ولقد اخترنا هذا الفيلم لافتتاح الدورة الجديدة لتلامسه مع هذا الموضوع الشائك، وبحثه بشكل كبير فيما حدث من أزمة وتداعيات لها فى جميع المجالات على مدى الأشهر الثلاثة الماضية بأسلوب أشبه بالوثائقى، وقد أصبح مصطلح «أزمة» مزعجا بشكل كبير، ويدل على كارثة زلزالية للاقتصاد العالمى سببها تنامى العولمة التى تدعمها آلات اقتصادية ضخمة.. اللافت للانتباه أن عددًا من الأفلام التى تتنافس فى المسابقة الدولية للمهرجان هذا العام يتناول بشكل ما آثار وتداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية، وليس فيلم الافتتاح فقط، منها «الرسول» إخراج «إيرين موفرمان» و«العاصفة» إخراج «هانز كريستيان شميد» و«ماموث» إخراج «لوكاس مودايسون»، والأخير الذى يلعب بطولته «جيل جارسيا بيرنال» عبر «كوسليك» عن تحمسه الشديد لعرضه، لأنه يتناول قصة شاب تتبدل حياته حين يتوجه للعمل فى تايلاند تأثرًا بالأزمة الاقتصادية، وقال «كوسليك» : هذه الأفلام تعكس كيفية تأثر الحياة العادية والشخصية للمواطنين بهذه الأزمة وبالعولمة.. المثير أن العولمة التى انتقدها «كوسليك» تلقى بظلالها بشكل آخر، حيث يقدم كثير من المخرجين الأجانب المشاركين فى المهرجان هذا العام إما أفلامًا أمريكية أو بريطانية الإنتاج أو باللغة الانجليزية وهى الأكثر انتشارا فى العالم، وعلى سبيل المثال « المخرجان الألمانيان «هانز كريستيان شميد» و«لوكاس مودايسون» اللذان يشاركان بفيلمى «العاصفة» و«ماموث»، كما أن هناك مخرجين يقدمون فى أفلامهم تعاملاتهم مع الثقافات المختلفة عن ثقافتهم المحلية مثل البريطانى «ستيفن دالدرى» الذى يشارك بفيلم «القارئ» عن رواية ألمانية لسيدة شاركت فى محارق الهولوكوست، التى قام بها النازيون ضد اليهود خلال الحرب العالمية الثانية تلعب دورها «كيت ونسليت»، وأيضا فيلم «ربيع جون» للمخرجة «فلوريان جالينبرجر» عن رجل أعمال ألمانى ساهم فى إنقاذ آلاف الصينيين خلال مذبحة «نانجنج» خلال الحرب العالمية الثانية.. ويتنافس فى المسابقة الرسمية هذا العام 18 فيلما، وترأس لجنة تحكيمها الممثلة البريطانية «تيلدا سوينتون»، وهذه الأفلام هى «عن إيلى» إيران إخراج «أزهار فرهادى»، و«كل شخص آخر» ألمانيا إخراج «مارين إيدى»، و«شيرى» بريطانيا إخراج «ستيفن فريارز»، و«إلى الأبد» الصين إخراج «كايجى شين»، و«جيجانتى» إنتاج مشترك بين أوروجواى والأرجنتين وألمانياوإسبانيا وإخراج «أدريان بينيه»، و«دموع سعيدة» أمريكا إخراج «ميتشيل ليتنستين»، و«الضباب الكهربائى» إنتاج أمريكى فرنسى وإخراج «برتراند تافرنير»، و«كاتالين فارجا»، وهو إنتاج رومانى مجرى بريطانى إخراج «بيتر سترايكلاند»، و«الجندى الصغير» الدانمارك إخراج «أنيت كى أوليسون»، و«نهر لندن» إنتاج فرنسى بريطانى إخراج الجزائرى رشيد بوشارب، و«ماموث» السويدوألمانيا والدانمارك إخراج «مايكل مواديسون»، و«الرسول» أمريكا إخراج «أوين موريفمان»، و«حليب الحزن» إسبانيا وبيرو وإخراج «كلاوديا ليوسا»، و«أنا لوحدى فقط» أمريكا إخراج «ريتشارد لونشارين»، و«راجى» إنتاج أمريكى بريطانى وإخراج «سالى بوتر». وأكد «كوسليك» أن اختيار الأفلام هذا العام تم وفقا لمراعاة تحقيق التوازن فى عرض الأفلام الكبيرة لمخرجين مشهورين ولهم خبرتهم فى أقسام المهرجان المختلفة، وليس قسم المسابقة الرسمية فقط. يذكر أن المهرجان زاره من الجمهور فقط 260 ألف شخص العام الماضى، وفى حين يحتفل العام المقبل بدورته الستين، فإن «كوسليك» الذى جدد مؤخرا عقد رئاسته للمهرجان خلال الفترة من 2011 وحتى 2013 تساءل: لا أفهم لماذا أصبح احتفال المهرجانات الكبرى بدوراتها الستين تقليدا؟، فكما ننظر لما حققه المهرجان علينا النظر فى مستقبله بعد هذه السنوات الستين، صحيح أن لدينا مهرجانا ناجحا والأمور تسير بشكل جيد ولنا جمهورنا، لكن قد نغير بعض الأمور لمزيد من التطوير، وأضاف: لا يعنى ذلك عدم احتفالنا بالدورة الستين، بل سيكون هناك قسم خاص لتأمل ما حدث فى الدورات السابقة.