يشكر الإنسان ربه فى كل الأحوال، والشكر عبادة، مطالبون بها لربنا فى الشدة وفى الرخاء، كما أننا مطالبون بالشكر على كل ما نراه عادياً لطول ما أنعم الله به علينا مثل: البصر والسمع والبيت والأمن.. أقول ذلك لأن المحنة العصيبة التى يمر بها أهالينا فى غزة لا تحرك مشاعر الغضب والحزن والعجز عن المساعدة فقط، ولكنها تفجر ينابيع الدعاء لله، الذى وعد بالاستجابة، وكذلك التأمل فى حالنا -أحببناه أم كرهناه- وشكر ربنا على فائض نعمه علينا.. أما الغريب فى الموضوع فهو أننى اكتشفت أن من نعم الله علىّ أنه لم يبتلنى بالعمل فى مهنة دبلوماسية!! حيث الصراع بين ما يشعر به الشخص وما يقوله، أو بين ما يقوله وبين ما يريد الناس منه أن يقوله.. وحيث يصبح تبسمك فى وجه العدو شياكة ودبلوماسية، وترحيبك به لباقة ودبلوماسية، بل إنك حتى لا تستطيع نهره أو شتمه على مصائبه، لأن ذلك يخالف الدبلوماسية! حتى أصبحت، والله، أشعر بالغيظ كلما سمعت هذه الكلمة، ومع طول الغيظ وتعدد أسبابه قررت تحويله إلى شكر لله، عز وجل، أنه لم يخلقنى (دبلوماسية).. ولعلى هنا لا أخالف العرف الدبلوماسى، أو أخالفه لأننى لست دبلوماسية! وأسأل: بعد توقيع الاتفاق الأمريكى - الإسرائيلى بمنع تمرير الأسلحة إلى غزة، وتعهد الدول الأوروبية بالمعاونة بكل الوسائل التكنولوجية فى ذلك لضمان أمن المساكين الضعفاء فى إسرائيل.. فهل يا ترى يمكن أن تعلن مصر ومعها الدول العربية توقيع اتفاق تسليح الحكومة الفلسطينية المنتخبة بما يضمن وحدتها، وفرض سيطرتها، وقدرتها على ردع أعدائها، وهو حق أى دولة ولو كانت مساحتها كيلو متراً واحداً مربعاً!.. هل يمكن أن يحدث ذلك أم أن هذه تخاريف (واحدة مش دبلوماسية)؟ مهندسة لبنى عبدالعزيز أحمد ميدان لبنان - المهندسين