أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلى اكتمال انسحابه من قطاع غزة، بمغادرة آخر جندى فى ساعة مبكرة من صباح أمس، فى حين أكد أنه سيتم الإبقاء على القوات بطول الحدود مع القطاع «تحسبا لأى جديد»، وبذلك يظل القطاع محاصرا شرقا بالقوات البرية، وغربا بالزوارق البحرية التى عاودت أمس إطلاق قذائفها على بعض مراكب الصيد الفلسطينية، مما أدى إلى احتراقها دون وقوع إصابات، وجاء ذلك فى وقت أكدت فيه الحكومة الإسرائيلية استمرار فرض الحصار، مشددة على أن المعابر ستظل مغلقة. وأوضح متحدث عسكرى فى تل أبيب أن إسرائيل سحبت آخر جندى لها من القطاع بعد أسبوعين ونصف من نشرهم فى إطار عملية «الرصاص المصبوب»، التى بدأت فى 27 ديسمبر الماضى على مرحلتين، قائلا إن «الانسحاب تم بعد أن أنهى الجيش مهامه وحقق أهدافه»، وتزامن ذلك مع بدء عودة مظاهر الحياة تدريجيا إلى القطاع، حيث أكدت الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة المقالة أن القوات ستنتشر بكامل زيها الرسمى «لحماية المواطنين»، كما أعلن الناطق باسم الداخلية أن الحكومة تعتزم خلال أيام تعيين خلف لوزير الداخلية الراحل سعيد صيام، الذى اغتالته إسرائيل خلال الحرب. كانت القوات قد بدأت الانسحاب تدريجيا مساء الأحد الماضى بعد ساعات من إعلان إسرائيل وقفا «أحاديا» لإطلاق النار، استجابت له فصائل المقاومة الفلسطينية المسلحة فى غزة بإعلان وقف إطلاق الصواريخ، غير أن عدد الشهداء مازال يتصاعد مع اكتشاف المزيد من الجثث يوميا تحت أنقاض المنازل التى دمرتها الحرب، ليصل العدد – وفقا للمصادر الطبية الفلسطينية – حتى الآن إلى 1415 و5550 جريحا، بينما قتل فى المعارك من الجانب الآخر 10 جنود من قوات الاحتلال و3 مدنيين، وفقا للبيانات الإسرائيلية. من جانبها، أعلنت وزيرة الخارجية تسيبى ليفنى أن إسرائيل لن تفتح معابر قطاع غزة التجارية وأن الحصار سيبقى مفروضا، مؤكدة أن الشيء الوحيد الذى يمكن أن تتفاوض عليه إسرائيل مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هو ملف الجندى الأسير جلعاد شاليط، وذلك فى وقت أبدت فيه الخارجية الفرنسية مرونة أكبر من خلال استعدادها لإجراء محادثات مع الحركة حتى إذا لم تعترف بإسرائيل. وجاء ذلك بعدما أكد مسؤول فلسطينى أن إسرائيل ستعاود فتح 3 من معابر القطاع، للسماح بدخول شاحنات مساعدات إنسانية، وقال ناصر السراج، وكيل وزارة الاقتصاد الفلسطينية، إن سلطات الاحتلال أبلغتهم نيتها فتح معابر «كرم أبو سالم» و«المنطار» و«الشجاعية»، وأشار السراج إلى أن هذه ستكون المرة الثالثة التى يجرى فيها فتح المعابر جزئيا منذ وقف إطلاق النار. على صعيد ثان، ذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها ستنظر فى شكوى سفراء عرب يقيمون فى فيينا رجحوا فيها استخدام إسرائيل ذخائر تحتوى على «اليورانيوم المستنفد»، وقالت المتحدثة باسم الوكالة: «سنحقق فى الأمر بالدرجة التى تسمح بها قدراتنا»، بينما امتنع السفير الإسرائيلى فى الوكالة «إسرائيل ميخائيلي»، عن التعليق على الأمر. على صعيد متصل، ذكرت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية أن الجيش يحقق فى احتمال استخدام «خاطئ» من قبل الجيش لقذائف الفوسفور فى غزة، وأضافت أن التحقيق يتعلق بإطلاق حوالى 20 قذيفة فى منطقة سكنية فى شمال قطاع غزة، من قبل وحدة مظليين، مشيرة إلى أن الكولونيل الاحتياط «شاى الكالاي» كلف بالتحقيق فى هذه القضية، لكن متحدثا باسم الجيش نفى إجراء «تحقيق رسمي» فى هذا الشأن.