استمر نزيف الدماء والمشاجرات فى طوابير أنابيب البوتاجاز فى أنحاء متفرقة من الجمهورية أمس، خصوصًا الجيزةوالدقهليةوسوهاج، بسبب نقص «الأسطونات» للأسبوع الثانى وارتفاع سعرها فى عدة محافظات إلى 20 جنيهًا. ففى الدقهلية، أصيب مواطن يدعى خالد مجدى رزق، بجرح قطعى فى رأسه فى مشاجرة نشبت بين مواطنين وموزعى السيارة رقم 494 التابعة للمحافظة بمنطقة معسكر جديلة. واتهم المواطنون موظف التوزيع بإلقاء أنبوبة عليهم، مما أدى لإصابة خالد، واضطر السائق للفرار بالسيارة، متهمين الموظف ببيع الأنابيب «للتجار السريحة» الذين يعيدون بيعها لهم ب 20 جنيهًا للأنبوبة. وشهدت قرى «شاوة والربيعة وسللنت» بالمحافظة نقصًا حادًا فى الأنابيب، ويضطر الأهالى للذهاب إلى مدينة المنصورة للحصول على ما يحتاجونه، فيما تمكنت مباحث التموين من ضبط 4780 أسطوانة فى السوق السوداء وتحرير 80 محضرًا للمنشآت، التى تستخدم أسطوانات البوتاجاز فى غير الأغراض المخصصة لها. وقال اللواء سمير سلام، محافظ الدقهلية، إنه تمت زيادة إنتاج محطة تعبئة غاز طلخا إلى 3200 أسطوانة يوميًا لسد الاحتياجات المتزايدة للمواطنين. وفى سوهاج، تصاعدت مشكلة نقص الأسطوانات داخل القرى والمراكز ووصل سعر الأنبوبة إلى 15 جنيهًا، والحصول عليها يحتاج إلى «وساطة»، فى غياب تام للرقابة التموينية، مما يؤدى إلى المشاجرات فى «الطوابير». وقال أحمد السنوسى، وكيل مديرية التموين، إن سبب الأزمة تزايد معدلات الاستهلاك فى الشتاء، مشيرًا إلى أنه تم الاتفاق مع شركة الغازات البترولية على زيادة حصة المحافظة إلى 1.5 مليون أسطوانة بزيادة 200 ألف عن المعدل الطبيعى. وفى القليوبية، قرر المحافظ المستشار عدلى حسين، إغلاق 43 مستودعًا لتوزيع أسطوانات البوتاجاز لمدة شهرين لقيام أصحابها بالبيع بأزيد من السعر المقرر. وتصاعدت الأزمة للأسبوع الثانى على التوالى فى محافظة الجيزة، ووصل سعر الأنبوبة إلى 20 جنيهًا، وشهد مستودع «ناهيا» الأكبر فى المحافظة، زحامًا شديدًا أمس، واصطف المواطنون فى طوابير طويلة، فيما أكد عدد كبير منهم أنهم فشلوا فى الحصول على «الأسطوانة» منذ أيام دون أن يعرفوا السبب. وشهدت الطوابير مشاجرات ومشادات كلامية بين الأهالى الذين تدافعوا للحصول على الأنابيب بمجرد وصول السيارة. وبرر المسؤولون بالمستودع الزحام، بتخفيض مديرية التموين الحصة إلى النصف، لتصبح 800 أسطوانة بدلاً من 1600 يوميًا.