رغم تأكيد الجامعة العربية والسعودية، عدم اكتمال النصاب القانونى اللازم لعقد القمة العربية الطارئة فى الدوحة، انطلقت القمة بمشاركة رؤساء وقادة 12 دولة عربية من القيادات العربية، وتزامن ذلك مع اجتماع طارئ عقده وزراء الخارجية العرب فى الكويت لمناقشة الوضع فى غزة، تمهيداً لقمتها الاقتصادية التى تنطلق أعمالها الاثنين المقبل، يأتى هذا فى وقت اختتمت فيه القمة الخليجية الطارئة أعمالها فى السعودية فى وقت متأخر أمس الأول، بالتأكيد على أن قادة دول مجلس التعاون الخليجى اتفقوا على مناقشة قضية العدوان الإسرائيلى على غزة فى القمة العربية المقرر عقدها فى الكويت فى محاولة لتوحيد الصف العربى الرسمى. وانطلقت قمة الدوحة متأخرة عدة ساعات، حيث كان من المقرر أن تبدأ فى الساعة العاشرة من صباح أمس، ولكنها انطلقت الساعة الثانية عشرة والنصف، وأعلن بيان مقتضب صدر عن اللجنة المنظمة فى العاصمة القطرية الدوحة أن التأجيل جاء بناء على طلب بعض الوفود المشاركة فى الاجتماع، لأداء صلاة الجمعة فى وقتها. وشارك فى القمة 12 دولة عربية، فيما ظلت كراسى الدول العربية التى لم تحضر الاجتماع فارغة فى القاعة وبينها كرسى فلسطين ومصر والسعودية والأردن، وتحتاج القمة الطارئة لموافقة 15 دولة على الأقل لعقدها، ومن بين الروساء العرب الذين حضروا الرئيس السورى بشار الأسد والرئيس الجزائرى عبدالعزيز بوتفليقة والرئيس السودانى عمر البشير والرئيس اللبنانى ميشيل سليمان ورئيس جزر القمر عبدالله سامبى ورئيس المجلس العسكرى الحاكم فى موريتانيا الجنرال محمد ولد عبدالعزيز، وشاركت الدول الأخرى بفود تمثلها وبينها العراق والمغرب واليمن والصومال وليبيا وسلطنة عمان وجيبوتى. كما حضر فى القمة الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد والرئيس السنغالى عبدالله واد ونائب رئيس الوزراء التركى بصفتهم مراقبين، كما أرسل الرئيس الفنزويلى هوجو شافيز مبعوثاً خاصاً به وشاركت أيضاً عدد من الدول الإسلامية فى مقدمتها إندونيسيا. وشارك وفد برئاسة خالد مشعل، رئيس المكتب السياسى لحماس، ورمضان شلح القيادى البارز بالجهاد، وممثلين ل6 فصائل فلسطينية أخرى. وفى كلمته الافتتاحية، وجه أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثان شكره للقادة والزعماء العرب والدول التى شاركت فى القمة قائلاً: إن حضوركم القمة يؤكد عدم وجود تناقض بينها وبين أى قمة أخرى، وأضاف: كنا نود مشاركة الرئيس الفلسطينى ولكنه فضل الغياب. وألقى مشعل، الذى جلس خلف لافتة حملت اسمه بعد أن رفض الجلوس فى المقعد المخصص لفلسطين قائلاً: نحن نعرف الأصول، ودعا مشعل الدول العربية لوقف كل أشكال التطبيع والعلاقات مع إسرائيل وتفعيل المقاطعة العربية، وأكد أن حركته لن تقبل بالشروط الإسرائيلية لوقف النار لأن المقاومة على أرض غزة لم تهزم، وأضاف: العدوان على أرض غزة يتحطم قريباً على صخرة صمود أهل غزة، واعتبر أن الحصار إعلان حرب. وقال الرئيس السورى بشار الأسد إن سلام الشجعان لا يعطى لجبناء، وطالب بغلق جميع سفارات إسرائيل فى الدول العربية وقطع العلاقات مع الدولة العبرية واعتبر أن مبادرة السلام العربية ماتت بشكل نهائى. وقبل عقد قمة الدوحة التى حملت اسم «قمة غزة»، أعلن وزير الخارجية السعودى الأمير سعود الفيصل فى مؤتمر صحفى مشترك مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجى عبدالرحمن العطية، أن النصاب القانونى اللازم لعقد القمة العربية الطارئة بالدوحة لم يكتمل، وأكد أن القمة الخليجية الطارئة التى عقدت بالرياض أعادت اللحمة للصف العربى باتفاقها على مناقشة ملف غزة فى قمة الكويت، مؤكداً ضرورة تكاتف الجهود العربية فى هذا الظرف لمواجهة التحديات، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السعودية، كما أكد الفيصل أهمية النظر إلى النتائج التى تتمخض عنها أى قمة عربية وليس مهماً مكان انعقادها، محذراً فى الوقت نفسه من الاستعجال لعقد قمة لا تناقش قضايا جوهرية ما يفقدها معناها وجدواها.