مسلسلان تليفزيونيان يشارك بهما نور الشريف فى رمضان المقبل، أحدهما مسلسل صعيدى وهو «الرحايا»، والثانى سياسى وهو «متخافوش»، وقد بدأ نور التجهيز لهما فى وقت واحد، وظهر الثلاثاء الماضى تم افتتاح تصوير مسلسل «الرحايا» الذى يعود به نور إلى الدراما الصعيدية بعد غياب 20 عاماً منذ مسلسل «مارد الجبل»، وفيه يجسد شخصية محمد ابو دياب رجل أعمال من إحدى قرى سوهاج يمتلك محجراً يدخل فى خلاف مع مطلقاته الأربع. * ما سر عودتك إلى الدراما الصعيدية بعد غياب طويل؟ - لأن المسلسل يتناول قضايا جديدة لم تتناولها الدراما المصرية من قبل، فرغم أن «الرحايا» عمل صعيدى فإنه بعيد تماماً عن قضايا الثأر والميراث التى تجدها فى معظم الأعمال التى تقدم عن المجتمع الصعيدى، فهو عمل إنسانى يتناول الصراع فى إحدى الأسر التى تعيش فى صعيد مصر، فضلاً عن صراع رب الأسرة مع منافسيه فى السوق، كما يحتوى على العديد من مشاهد الأكشن، بصراحة القصة أعجبتنى، خاصة أن المسلسل يؤكد أن قلوب الناس أصبحت أشد قسوة من حجر الرحايا. * وهل صحيح أن أحداث المسلسل حدثت من قبل فى الواقع؟ - بعض أحداث المسلسل حدثت فى الواقع، ولكن عبدالرحمن كمال، مؤلف المسلسل، استطاع أن يمزج بين الأسطورة والحقيقة بشكل جميل جداً، رغم أن المسلسل أول عمل تليفزيونى له وساعده على ذلك نشأته فى مجتمع صعيدى. * ألم تقلق من التعامل مع مؤلف ومخرج فى عمل واحد لأول مرة؟ - أنا لا يشغلنى اسم المؤلف ولا المخرج بقدر العمل، ومدى قدرتهما على تقديمه بأفضل صورة، فالمخرج حسنى صالح «الرحايا» أول عمل له إلا أننى عملت معه من قبل كمصور ومنتج فى العديد من الأعمال الفنية، فهو لديه ثقافة كبيرة فى الإخراج كما أن أهم صفات المخرج أن تكون له خبرة فى التصوير، وقد تعاقدت مع حسنى لإخراج فيلم من إنتاجى، فلو كان غير كفء لن أستأمنه على أموالى. * وهل اخترت وجوهاً جديدة فى التمثيل فى المسلسلين اللذين ستقدمهما هذا العام؟ - يوجد فى «الرحايا» خمسة وجوه جديدة، وفى «متخافوش» 11 وجهاً جديداً استقطبتهم من معهد الفنون المسرحية، ويتم حالياً تدريبهم من خلال بروفات تحضيرية لكل عمل يحضر فيها جميع أبطال العمل حتى يستفيد الجميع من محاضرات التمثيل التى أعطيها للشباب وحتى أزيل الرهبة من قلوب الشباب خاصة أنهم يقفون لأول مرة أمام الكاميرا! * هل يتطرق «الرحايا» للقضايا السياسية التى يعانى منها المجتمع العربى؟ - «الرحايا» بعيد تماماً عن السياسة ولا توجد به إسقاطات سياسية، بعكس «متخافوش» الذى يعرض قضيتين فى غاية الأهمية، هما الرغبة فى إزالة الخوف من المواطن العربى حتى يتمكن من المشاركة فى قضاياه السياسية، وألا يصبح جباناً وتحت رحمة الغرب، كما يتناول الحركة الصهيونية فى العالم، فالمسلسل يوضح الفرق بين الحركة الصهيونية والديانة اليهودية وماذا يفعل اليهود لتحقيق أهدافهم، فتقديمه مناسب فى الوقت الحالى بعد أحداث غزة الأخيرة، فأنا منذ عامين أدرس ورق المسلسل حتى يخرج فى أفضل صورة. * رغم انشغالك بقضية غزة فإنك لم تشارك مع الفنانين فى الوقفة الاحتجاجية فى نقابة الممثلين؟ - أنا موقفى معروف تجاه القضية الفلسطينية، فلو شاركت معهم فى الوقفة الاحتجاجية لن أمسك أعصابى وسأنفجر، وبالتالى سأقع فى الخطأ، فمنذ ضرب غزة لم أستطع الخروج من البيت وابتعدت عن وسائل الإعلام، فأنا ضد ما يحدث فى فلسطين، وللأسف أصبحنا «بنردح» لبعض والحقيقة ضائعة، وما يحدث ليس غيبوبة نعيشها بل هيستيريا نتعرض لها، فيجب أن يكون لدينا عقل، فالمشكلة أن هناك شخصاً عمل قنبلة فرقعت فى الكل. * كيف يمكن أن توفق بين تصوير عملين فى وقت واحد خاصة أن أحدهما يتطلب السفر إلى الصعيد؟ - سأبدأ فى تصوير دورى فى مسلسل «متخافوش» أولاً وبعدها سأنتقل إلى «الرحايا» الذى سيتم تصوير مشاهده من غيرى، كما أن وجود مسلسلين لى فى رمضان المقبل لا توجد فيه أى مشكلة، لأن موضوعيهما مختلفان تماماً، فأحدهما صعيدى والآخر سياسى، وسيكون لكل منهما جمهوره الخاص. * هل بالفعل رفضت تصوير الجزء الثالث من مسلسل «الدالى»؟ - أنا متمسك ب«الدالى» لكن مؤلفه لم ينته حتى الآن إلا من كتابة عشر حلقات فقط، مع أنه كان الاتفاق من البداية أن يتم تصويره فى نوفمبر الماضى على أن يعرض قبل شهر رمضان، وبالتالى تم تأجيل المسلسل إلى وقت آخر، فأنا لا أبدأ تصوير عمل فنى قبل أن أقرأه كاملاً. * تحدثت فى البداية عن أنك تجهز لمسلسل دينى هو «حسن الشاذلى» فما سبب تخليك عنه؟ - أنا بالفعل تعاقدت لإنتاج هذا المسلسل لكن تم تأجيله إلى العام المقبل، خاصة أن إنتاجه يتطلب مبالغ ضخمة وتصوير مشاهد كثيرة فى الخارج، والعمل يناقش قضايا دينية حساسة، ولذلك يتطلب منا مراجع دينية لأنه للأسف عندنا مجرد الاختلاف الدينى مع أحد يوصف بالكفر، فما بالك بأنك تقدم عملاً يتناول السيرة الذاتية لأحد أئمة التصوف الإسلامى. * فى الفترة الأخيرة تتعرض الأفلام المصرية إلى بتر من القنوات الفضائية، فما رأيك فى ذلك؟ - أنا ضد الحذف فى الأفلام ولكن للأسف أن تلك القنوات هى الممول المالى الوحيد للأفلام والمسلسلات المصرية، ولذلك لها مطلق الحرية فى ممارسة ضغوط علينا، وهذا لا يحدث فى الوطن العربى فقط، إنما يحدث فى معظم دول العالم، فيجب أن توضع خطة جديدة تتحاشى البتر بأن تعرض تلك الأفلام فى وقت متأخر أو أن توضع عليها عبارة «للكبار فقط». * يقال إنك تجهز لأكثر من فيلم جديد من إنتاجك فما صحة ذلك؟ - بالفعل هناك أربعة أفلام من إنتاجى جار التحضير لها، اثنان منها من إخراجى سأبدأ فى أحدهما بعد نهاية شهر رمضان المقبل، ولكن لم أتمكن حتى الآن من العثور على موزع يدخل شريكاً معى، فالسيطرة الضخمة لرأس المال جعلت كل شىء سريعاً، مما دفع الممثلين إلى سلق أدوارهم، وأنا لا أحب أن أكون «مقاول أنفار» كمنتج منفذ. * اتجه البعض لحل هذه المشكلة بتقديم الأفلام الديجيتال، فما رأيك؟ - بالفعل حاول الكثير الخروج من هذه الأزمة بتقديم أفلام ديجيتال ولكنهم فشلوا فى بيعها إلى القنوات الفضائية التى لا تفضل عرض هذه النوعية من الأفلام، ولنا فى تجربة المخرج محمد خان فى فيلم «كليفتى» خير دليل على ذلك، فبالرغم من أننى غير مشارك فى الفيلم فإننى عملت المستحيل حتى تشترى القنوات هذا الفيلم، فالسينما المصرية تحتاج إلى إعادة النظر من جديد. * كيف ذلك؟ - هناك عشوائية فى الإنتاج السينمائى، فلو أنتجت السينما مثلاً فيلماً كوميدياً ونجح، نجد كبار المنتجين أصحاب الكيانات الكبرى فى دور العرض والتوزيع والإنتاج يقدمون أعمالاً كوميدية ولا يتخلون عنها إلا بنجاح نوعية أخرى من الأعمال وهكذا، فيجب أن تكون هناك خطة وأن نسير وراء السينما الأمريكية التى تقدم أفلاماً متنوعة، التاريخى والكوميدى والاجتماعى. * رغم تأكيدك على تقديم فيلم عن الشيخ «أحمد ياسين» لماذا توقفت؟ - المشروع موجود ولكن الخوف من رفض القنوات الفضائية عرضه، خاصة بعدما اتهمه الكثيرون بأنه إرهابى هو وتلاميذه.