نجحت السيطرة الأمنية على مساجد العاصمة الرئيسية أمس، فى السيطرة على مظاهرات الغضب ضد مجزرة غزة، وتمكنت من إجهاضها فى عدد كبير من المساجد، رغم الدعوة التى أطلقها الشيخ يوسف القرضاوى، رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، بتخصيص أمس الجمعة «يومًا للغضب» للتنديد بالمذابح الإسرائيلية فى قطاع غزة. شهد الجامع الأزهر المظاهرة الوحيدة فى القاهرة ضد العدوان على غزة، لكنها تمت تحت سيطرة أمنية مشددة، داخل باحة المسجد، حيث طالب المتظاهرون برفع الحصار عن القطاع، وفتح معبر رفح، ورفع المتظاهرون لافتات تعبر عن رفضهم المبادرة المصرية لحل الأزمة. ووقعت العديد من المصادمات بين قوات الأمن والمصلين حول وداخل مسجد الأزهر، حين حاول الأمن منع المتظاهرين من الخروج. كانت قوات الأمن قد تواجدت بشكل مكثف بجوار المسجد، حيث وقفت العشرات من عربات الأمن المركزى، وتم تفتيش كل من دخل المسجد والتأكد من هويته، وتم منع جميع وسائل الإعلام من الدخول، خصوصًا القنوات الفضائية والمصورين الذين تمت مصادرة كاميراتهم ومنعهم من الدخول، بمن فيهم مصور «المصرى اليوم». وأغلقت قوات الأن البوابة التى تربط بين مصلى السيدات ومصلى الرجال فى محاولة لمنع دخول النساء الباحة للتظاهر مع الرجال، إلا أن مجموعة من النساء تدافعن وكسرن الباب ونجحن فى الانضمام إلى الرجال، وردد المتظاهرون عشرات الهتافات من بينها «بالروح بالدم نفديك يا غزة» و«يا أبوالغيط حرام عليك» و«أبومازن يا خائن»، كما رفعوا لافتات كتب عليها «غزة لن تموت»، ورفع البعض صورة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر. ولم يسمح الأمن بخروج المتظاهرين إلا بأعداد صغيرة، واحتجزوا غالبيتهم خارج الباحة وكلما حاول المتظاهرون الخروج بأعداد كبيرة يشتبك معهم أفراد أمن فى زى مدنى، كما حاصرت قوات الأمن جميع أبواب المسجد، وأغلقت بعضها تمامًا. وتناول خطيب الأزهر تاريخ اليهود منذ موسى عليه السلام، وأكد أنهم دائمًا ما يخلفون عهودهم مثلما خلفوا عهدهم مع رسول اللّه فى غزوة خيبر، مشيرًا إلى أن الجيوش فقط هى التى تهزمهم. وقال: «إنهم مثلما هُزموا على أيدى المسلمين فى خيبر وفى حرب 73 فإنهم سيهزمون على يد حماس وحزب اللّه، كما دعا بهزيمة اليهود وبتشتيت شملهم. وشهدت صلاة الجمعة أمس بجامع عمرو بن العاص بمنطقة مصر القديمة، تواجدًا أمنيًا مكثفًا، خوفًا من تظاهر المصلين بعد الانتهاء من الصلاة، إذ وقفت 5 سيارات أمن مركزى فى الجهة المقابلة للجامع، فضلاً عن سيارات الشرطة التى أحاطت بالمكان. وأدى المئات من المصلين بمسجدى «النور بالعباسية» و«الخازندارة بشبرا»، صلاة الغائب على أرواح شهداء غزة، عقب صلاة الجمعة، فيما اختص إماما المسجدين أهالى وشهداء غزة بالدعاء. تناول إمام مسجد الخازندارة فى خطبته أحداث غزة، ودعا من خلالها الحكام العرب إلى الاتحاد من أجل إنقاذ الشعب الفلسطينى،منتقدًا موقف الحكومات العربية و«تخاذلها» فى حل الأزمة. كانت قوات من الأمن المركزى أحاطت المسجد ومنعت خروج المصلين إلا بعد التأكد من انتهاء الهتافات. فيما دعا إمام مسجد النور بالعباسية المصلين لأداء صلاة الغائب على أرواح «شهداء غزة»، ودعا لهم وعلى كل من يحاول تهديد أمن وسلم المسلمين والمصريين، وسط حصار أمنى مشدد، وانتقد إمام المسجد أثناء خطبته، موقف قيادات فتح وحماس وإصرارهم على عدم التوحد فى وجه العدوان مما يتيح للكيان الإسرائيلى الاستمرار فى عدوانه على الشعب الفلسطينى. كان عدد من المصلين بالمسجد قد هتفوا تعاطفًا مع غزة والشعب الفلسطينى، وحاولوا الخروج إلى الشارع، إلا أن قوات الأمن حالت دون ذلك. شهد مسجد الفتح برمسيس حصارًا أمنيًا مشددًا، لمنع أى مظاهرات للتضامن مع غزة، حيث تجمعت فرق الأمن المركزى وقوات مكافحة الشغب أمام المسجد وفى ميدان رمسيس والشوارع الجانبية المحيطة به منذ الصباح الباكر أمس، وتم تشديد الرقابة المرورية على السيارات، وإلغاء موقف الميكروباص المتوجه إلى الأزهر والدراسة، إضافة إلى التضييق على مداخل ومخارج مترو الأنفاق.