استحوذ المهاجم الأرجنتينى الشاب ليونيل ميسى مجدداً على كل الأضواء والاهتمام فى إسبانيا بعدما سجل ثلاثة أهداف (هاتريك) لفريق برشلونة فى مباراته التى فاز فيها على مضيفه أتليتكو مدريد فى مسابقة كأس إسبانيا لينال اللاعب الموهوب إشادة هائلة من وسائل الإعلام الإسبانية. وتألق ميسى وأبهر الجميع بعدما قاد برشلونة للفوز على أتليتكو فى استاد «فيسنتى كالديرون» بالعاصمة الإسبانية مدريد ليقترب برشلونة بشكل كبير من التأهل لدور الثمانية فى مسابقة الكأس. وغادر ميسى ملعب فيسنتى كالديرون وسط تصفيق حاد وتحية كبيرة من الجماهير بمن فيهم جماهير أتليتكو الذين أصابههم الذهول من تألق هذا اللاعب. وبدا ميسى نفسه مبتهجاً بهذه الحفاوة الشديدة من جانب مشجعى أتليتكو واعترف «إنه شىء يستحيل تفسيره وهو أمر رائع لأى لاعب». وقدم ميسى عرضاً رائعاً على مدار 80 دقيقة شارك فيها خلال المباراة وسجل ثلاثة أهداف كان أحدها من ضربة جزاء حصل عليها بنفسه إثر عرقلته داخل منطقة جزاء أتليتكو. كما تصدت العارضة لتسديدة من ميسى الذى أصاب دفاع أتليتكو بالجنون نتيجة كثرة تحركاته وخطورته الفائقة، بالإضافة إلى مساهمته بقدر كبير من خلال هذا النشاط الدائب فى طرد الهولندى جون هيتينجا، قلب دفاع أتليتكو. ولذلك لم يكن غريباً أن تذكر صحيفة «ماركا» الإسبانية الرياضية فى عنوانها الرئيسى «ميسى، ميسى، ميسى!» كما ذكرت صحيفة «آس» الإسبانية الرياضية فى عنوانها «ميسى، ملك وساحر». ونادراً ما تهتم أى من الصحيفتين اللتين تصدران فى العاصمة مدريد بأى لاعب من فريق برشلونة أو تبرزه فى صدر صفحتها الأولى، ولكن ذلك حدث مع ميسى. كما خصصت الصحف الصادرة فى إقليم كتالونيا، معقل فريق برشلونة، مساحات خاصة للحديث عن ميسى، الذى أصبح بطلاً إقليمياً. وذكرت صحيفة «سبورت» تحت عنوان «ميسى العجيب»، أن ميسى بمفرده جرد أتليتكو من أسلحته، وأن صاحب الأرض عانى من العجز أمام ميسى واضطر للعب بخشونة. وأضافت «الدليل على ذلك أن لاعبى أتليتكو نالوا سبع بطاقات صفراء وبطاقة واحدة حمراء بعدما أثار ميسى عصبيتهم، (دييجو) مارادونا صفق بحماس شديد من المقصورة قال: «ليو عبقرى». وفى المقابل أعلنت صحيفة «موندو ديبورتيفو» أنها البداية «لعصر ميسى» وأشارت إلى أن «اللاعب الأرجنتينى يمثل واحدة من أروع الفترات فى السنوات الأخيرة». ويبدو أن ميسى وجد شريكاً رائعاً له فى الناحية اليمنى وهو الظهير الأيمن البرازيلى دانييل الفيس حيث يمثل الاثنان سكيناً يمكنها اختراق دفاع أى فريق منافس وكان التعاون بينهما سبباً فى أول هدفين لبرشلونة فى هذه المباراة. ويمثل ميسى عينة دامغة ودليلاً واضحاً على التألق الذى يعيشه برشلونة فى الموسم الحالى حيث يمكن للفريق التغلب على أى منافس يواجهه. ويتصدر برشلونة جدول الدورى الإسبانى بفارق 11 نقطة أمام فالنسيا، صاحب المركز الثانى، كما اقترب الفريق بشدة من الوصول لدور الثمانية فى مسابقة كأس ملك إسبانيا، ومازال سجل الفريق خالياً من الهزائم فى دورى أبطال أوروبا هذا الموسم. ويقدم ميسى أفضل مستوى ممكن فى هذا الموسم الذى قد يصبح موسماً تاريخياً. ويبدو برشلونة مصراً على الفوز بألقاب جميع البطولات التى يخوضها، كما يبدو ميسى هو أقوى سلاح للفريق فى سبيل تحقيق طموحاته، فهو اللاعب الذى أبهر الجميع بمن فيهم منافسوه.