بأى ذنب قتلوا وأصيبوا ويتمت أطفالهم وتهدمت منازلهم وتشردوا.. بأى ذنب ترقد سيدة فى مستشفى معهد ناصر فى القاهرة، مصابة ببتر فى ساقيها، تغضب من شقيقها فى غزة، لأنه لم يسأل عنها وهى لا تعرف أنه استشهد وابنتها الرضيعه لاقت ربها. بأى ذنب يضطر أخ إلى أن يكذب على أسرته فى غزة يخبرهم بأن أخاه المصاب فى حالة جيدة، والأطباء هنا فى القاهرة يؤكدون أن حالته سيئة، ماذا فعل طالب الثانوية العامة لتحرمه الصواريخ الإسرائيلية من استكمال تعليمه، بعد أن أصيب 3 مرات فى غارات على مدار 5 أعوام، وأصبح وجهه معروفاً لممرضات المعهد هنا فى القاهرة. بأى ذنب ينقطع قلب أب بعد أن بحث عن ابنه ووجده فاقد الوعى داخل مستشفى فى غزة، تضعه الظروف فى اختبار صعب، كان عليه أن يرحل من المستشفى إذا أراد النجاة بحياته ويترك ابنه، أو البقاء إلى جوار سرير ابنه ويموتان معاً، اختار الأب الاختباء أسفل سرير ابنه، وكتب لهما الله النجاة، بأى ذنب يفقد طفل عمره «8 سنوات» والده و3 من إخوته. السطور التالية تحمل بطولات ومآسى يرويها ضحايا العدوان الإسرائيلى على غزة ل «المصرى اليوم».