مع احتدام حرب الشوارع الدائرة بين المقاومين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية المتوغلة فى قطاع غزة، تجددت المعارك البرية والاشتباكات المسلحة، شمالاً وجنوباً، تحت غطاء من الغارات الجوية المكثفة، وهو ما رفع إجمالى عدد الشهداء إلى ما لا يقل عن 686 وأكثر من 3100 جريح، بعد ساعات من الهدوء النسبى، كما كثفت المقاتلات الحربية غاراتها على طول الشريط الحدودى مع مصر، المعروف بممر صلاح الدين (فيلادلفيا). جاء ذلك فى وقت أعلن فيه جيش الاحتلال أنه سيتوقف عن قصف القطاع لمدة 3 ساعات يومياً، اعتباراً من أمس، ليتسنى تشغيل ممر إنسانى، أمر رئيس الوزراء إيهود أولمرت بفتحه. وأوضح متحدث عسكرى أن القرار جاء بعد موافقة أولمرت على فتح ممر آمن «لتمكين الفلسطينيين من تخزين السلع الضرورية» على حد قوله الأمر الذى تجاوبت معه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) سريعاً، على لسان موسى أبومرزوق، القيادى بالخارج، بإعلانه عدم إطلاق أى صواريخ على الأهداف الإسرائيلية أثناء توقف العمليات. تزامن الإعلان مع اجتماع للحكومة الأمنية الإسرائيلية المصغرة، أمس، بحثت فيه ما وصفه مسؤول رفض الكشف عن اسمه ب«المرحلة الثالثة والأخيرة» لعملية «الرصاص المتدفق» وانتهى الاجتماع بإرجاء الاقتراع على مرحلة الهجوم الأخير. وعاشت غزة أمس ثلاث ساعات من الهدوء النسبى قبل أن تستأنف إسرائيل قصفها القطاع بعد انتهاء «الهدنة المؤقتة». وقبل عقد جلسة لمجلس الأمن الدولى أمس، لبحث الوضع فى قطاع غزة، تجاهل المجلس فى جلسته، التى عقدت أمس الأول، مناقشة مشروع القرار العربى الجديد لوقف العدوان الإسرائيلى على غزة، مما دفع الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» لمغادرة قاعة المجلس بعد نصف ساعة فقط من بداية الجلسة وبمجرد الانتهاء من إلقاء كلمته، احتجاجاً على تجاهل مناقشة بنود مشروع القرار العربى بعد تعديله. من جهته، اتهم كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات وزراء الخارجية العرب وممثلى الدول الغربية المشاركين فى الجلسة ب«العجز الكامل» عن تقديم أى عون حقيقى للفلسطينيين، وقال عريقات فى تصريحات للصحفيين إن هؤلاء الوزراء جاءوا فقط إلى نيويورك من أجل «تنويم» الرأى العام فى بلدانهم والإيحاء بأنهم يفعلون شيئاً من أجل وقف المذبحة فى غزة. واقتصر اجتماع أمس الأول الذى عقد على مستوى وزارى برئاسة وزير الخارجية الفرنسى برنار كوشنير، الذى تتولى بلاده الرئاسة الدورية للمجلس فى يناير على إلقاء المشاركين فى الاجتماع كلمات بلادهم.
