وسعت القوات الإسرائيلية من هجماتها براً وجواً وبحراً على مختلف أنحاء قطاع غزة أمس، لليوم الثالث من بدء العمليات البرية، مما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء ومئات الجرحى خلال التوغل، وقصف طيران الاحتلال عشرات الأهداف غالبيتها منازل للمدنيين، وشاركت البحرية الإسرائيلية فى قصف شواطئ غزة ، ووقعت اشتباكات شرسة بين المقاومة الفلسطينية والقوات الإسرائيلية فى بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا شمال القطاع الذى خيم عليه الرعب والهلع،بينما أخلت عشرات العائلات منازلها هربا من هجمات القوات الإسرائيلية التى تستهدفهم دون تمييز، بعد أن وجهت لهم إنذاراً بإخلاء بيوتهم. وواصلت القوات الإسرائيلية استهداف المدنيين العزل والأطفال أمس، حيث استشهد 7 فلسطينيين من عائلة واحدة هم الأب والأم و5 أطفال فى قصف الزوارق الحربية على منزلهم مما أدى إلى تدميره بالكامل بمنطقة المشتل الساحلية على بحر غزة، وقالت مصادر طبية إن سيارات الإسعاف نقلت جثث وأشلاء الشهداء مقطعة ومحترقة إلى مستشفى الشفاء بمدينة غزة، واستشهد 3 أطفال وأمهم وأصيب عدد آخر من الجرحى بقصف دبابة لمنزلهم فى مدينة غزة، كما استشهد 4 فلسطينيين وأصيب أكثر من 40 آخرين فى قصف إسرائيلى جوى استهدف منزلاً كان يقام فيه عزاء فى بيت حانون، واستشهدت طفلة فى قصف برى إسرائيلى فى حى الزيتون بعد سقوط 5 فلسطينيين وإصابة عدد آخر بقصف محيط مسجد مصعب بن عمير فى بلدة بيت لاهيا، مما رفع عدد الشهداء الذى سقطوا منذ بدء الهجوم البرى إلى 100 نصفهم من النساء والأطفال، ونحو 400 جريح،بينما ارتفع عدد الشهداء منذ بدء عملية «الرصاص المصبوب» على القطاع إلى 521 شهيداً وأكثر من 2550 جريحاً. وأعلن الجيش الإسرائيلى أنه قصف خلال ليل الأحد – الاثنين 30 هدفاً، بينها 5 منازل منها 4 تابعة لقيادات من كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكرى لحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، كما قصف جامعة الأمة للعلوم الإنسانية وسيارات إسعاف مما صعب من نقل الجرحى والشهداء، واستهدف قصف البوارج البحرية محاور وطرقات رئيسية فى القطاع. وأطلقت المقاومة عشرات الصواريخ على المدن والبلدات الإسرائيلية شملت سيدروت، وأعلنت القسام أنها قصفت قاعدة «حتسور» الجوية جنوب إسرائيل للمرة الأولى، وأكدت أن صواريخها وصلت إلى شمال مدينة «أشدود» الإسرائيلية لأول مرة، وأعلنت قنص جنديين إسرائيليين شمال بيت لاهيا، وفجرت عبوة ناسفة بحافلة جند مدرعة شرق بيت حانون، بينما قصفت سرايا القدس الجناح العسكرى لحركة الجهاد مدرعة إسرائيلية فى بيت حانون، وفى محاولة لتأكيد قوة المقاومة وصلابتها، أكد محمود الزهار، القيادى بحماس، أن مقاتلى الحركة تفوقوا على الجيش الإسرائيلى فى المعركة البرية، وأن حماس ستحقق النصر على القوات الإسرائيلية. ومن جانبه، اعترف الجيش الإسرائيلى بجرح 55 جندياً ومقتل جندى منذ بدء العمgيات البرية، وبينما أكدت حماس أنها أسرت جندياً إسرائيلياً، قال الجيش إن الاتصال انقطع مع الجندى فى حى الزيتون جنوب مدينة غزة فى اعتراف ضمنى بوقوعه فى الأسر. وأفاد شهود عيان أن مدرعات الجيش الإسرائيلى ودباباته تحركت إلى جنوب وشمال مدينة غزة وشرقها، وأن قوات الاحتلال لاتزال متمركزة خارج التجمعات السكنية حيث تواجه مقاومة قوية من جميع الفصائل وتمكنت القوات من عزل مدينة غزة من خلال السيطرة على طريق صلاح الدينى الرئيسى الذى يمتد على طول القطاع، وعلى الطريق الساحلى مدعومة بقصف جوى مكثف كما تقدمت الدبابات الإسرائيلية إلى شرق وشمال المدينة. وعلى الصعيد ذاته، أكد وزير الدفاع الإسرائيلى إيهود باراك أن مدينة غزة أصبحت محاصرة جزئياً، وأن القوات البرية وصلت إلى جميع الأهداف التى كانت محددة لها، وأن حماس تلقت ضربة بالغة القسوة ولكننا لم نحقق أهدافنا حتى الآن، وأن الهجوم سيتواصل حتى تصبح المناطق الإسرائيلية أمنة، معتبراً أن قواته ستخرج لا محالة ظافرة من المواجهة الحالية، بينما ادعى رئيس الوزراء الإسرائيلى المستقيل إيهود أولمرت أن الهجوم العسكرى البرى على غزة كان لا مفر منه، وأن القيادات العسكرية فى الجيش أوصت به لتغيير الواقع الأمنى فى القطاع، مؤكداً رفضه وقف الهجوم على القطاع قبل تحقيق الأهداف التى أعلنتها بلاده. وبينما تتواصل الهجمات الشرسة على القطاع، لاتزال المخاوف من فتح جبهة ثانية مع حزب الله تسيطر على الساسة الإسرائيليين، حيث حذر رئيس الموساد عاموس جلعاد من إمكانية شن حزب الله هجوماً عند الحدود الشمالية لإسرائيل، وقال إن الحزب قد يتذرع بالهجوم على غزة ضد حماس لفتح جبهة ثانية، بينما قال باراك: «إن أنظارنا متجهة إلى شمال إسرائيل ونحن جاهزون لمواجهة أى تطور». وعلى صعيد متصل، أعلن مسؤولون إسرائيليون أن بلادهم تشترط إغلاق الأنفاق وتشديد الرقابة على الحدود المصرية لإنهاء الهجوم على القطاع، وألا تقوم حماس بإعادة بناء تلك الأنفاق أو تسليح نفسها، وقال مسؤولون إسرائيليون إن حكومتهم غير راضية عن مطالب الغرب وأوروبا بوقف الهجوم، وأنها تطالب بوجود دولى على الحدود بين مصر وغزة، وقال مسؤول إسرائيلى، لم يذكر اسمه، إن بلاده اقترحت أن يتولى سلاح المهندسين الأمريكى أمر الأنفاق، وأن الرد الأمريكى كان إيجابيا على هذا المطلب رغم استمرار المحادثات. وفى الوقت نفسه، ذكرت صحيفة «هاآرتس» أن القيادة الإسرائيلية تريد اتفاقاً دبلوماسياً يؤدى إلى إنهاء العملية العسكرية لا يشمل حماس، موضحة أن إسرائيل ستنقل تلك المطالب إلى الوفد الأوروبى الذى سيزورها، مؤكدة أنها تريد التوصل لاتفاقيات منفصلة مع دول «معتدلة» والسلطة الفلسطينية، تضمن لها حق الرد على حماس وأنها ترغب فى تعزيز اتفاقية 2005 بشأن المعابر، بينما أقر عاموس مالكا، الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية، بأن إسرائيل حصلت من دول أوروبية وجهات دولية على مهلة أسبوعين لإنهاء العدوان على غزة.