فى 13 يونيو الماضى، وفى أحد المستشفيات الأمريكية توفى المخرج المسرحى سعد أردش عن عمر 86 عاماً إثر إصابته بورم خبيث فى المخ، عانى معه فترة طويلة وعاش مع الآلام فترة استمرت أكثر من ثلاث سنوات. ولد «أردش» فى مدينة فارسكور بمحافظة دمياط وتخرج فى المعهد العالى للفنون المسرحية بالقاهرة عام 1954، ثم حصل بعدها على ليسانس الحقوق جامعة عين شمس عام 1955، وسافر بعدها إلى إيطاليا لدراسة المسرح، وحصل على الدكتوراه من الأكاديمية الدولية للمسرح فى روما، ثم عاد بعدها إلى مصر وقام بإخراج عدد من المسرحيات مثل «الأرض» لعبدالرحمن الشرقاوى، و«السبنسة» لسعد الدين وهبة، و«النار والزيتون» لألفريد فرج، كما تدرج فى المناصب الإدارية إلى أن وصل إلى درجة أستاذ ورئيس قسم التمثيل والإخراج فى المعهد العالى للفنون المسرحية، ثم رئاسة البيت الفنى للمسرح، كما كان عضواً فى لجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة. تخرج العديد من الفنانين من تحت يدى أردش فى المعهد العالى للمسرح، أو من خلال عمله كمخرج، ولذلك اعتبره الكثيرون من أكبر رجال المسرح فى مصر والعالم العربى، ومن أفضل المخرجين الذين أثروا فى حركة المسرح فى النصف الثانى من القرن العشرين، ولذلك حضر تشييع جنازته عدد كبير من المسرحيين من مختلف الدول العربية. حصل أردش على العديد من الجوائز والأوسمة منها وسام العلوم والفنون عام 1967، وجائزة الدولة التقديرية من المجلس الأعلى للثقافة تقديراً لأعماله المتميزة فى التمثيل والإخراج. وأخرج أردش للمسرح مجموعة من المسرحيات منها «سكة السلامة» و«النار والزيتون» و«عطوة أبومطوة» وكان آخرها مسرحية «الشبكة» لبريخت التى عرضت على المسرح القومى فى يناير 2006، وكان يستعد لإخراج مسرحية «ألف ليلة وليلتين» على المسرح القومى، وكان يختار أبطالها لبدء بروفاتها تمهيداً لعرضها فى الموسم الشتوى الحالى، لكنه توفى. وقد أهدى فاروق حسنى وزير الثقافة دورتى مهرجانى «المسرح» و«التجريبى» و«القومى» الماضيين إلى روح سعد أردش. وشارك أردش بالتمثيل فى العديد من الأفلام منها «قنديل أم هاشم»، و«شباب امرأة» و«الأسطى حسن» و«الاختيار»، كما شارك فى عدد من المسلسلات منها «المال والبنون».
