على مسرح «الغد»، بدأ المخرج مصطفى طلبة بروفات المسرحية الجديدة «الغولة» التى من المقرر عرضها علي المسرح نفسه، فى أول الشهر المقبل، ويعتبر هذا العرض هو باكورة إنتاج مسرح «الغد» بعد تغيير هويته من العروض التجريبية إلى العروض التراثية بقرار من فاروق حسنى، وزير الثقافة. يتناول عرض «الغولة» معتقدات وموروثات شعبية تخص أهل الواحات فى شكل درامى شعبى، من خلال فتاة نشأت فى الواحات، يساعدها والدها على استكمال تعليمها، عكس فتيات الواحات اللاتى يكتفين بقدر قليل من التعليم. ولجمال هذه الفتاة وعلمها يطلبها كبير الواحة للزواج، ولا يستطيع أحد رفض طلبه، وبعد إتمام مراسم الزواج وفى ليلة الدخلة يتوفى الزوج، الأمر الذى دفع أهالى الواحة إلى حبس الزوجة 100 يوم، طبقاً لعادات الواحة التى تقضى بحبس الأرملة طوال هذه المدة، لا تخرج من منزلها ولا يزورها أحد، وكانوا يقدمون لها الأكل من خلال فتحة ضيقة، وبعد مرور تلك المدة يخرجونها لغسل وجهها فى بئر «الغولة»، ثم ينادونها بهذا الاسم. المسرحية من تأليف بهيج إسماعيل وإخراج مصطفى طلبة وبطولة خليل مرسى وسميرة عبدالعزيز وسامية عاطف وناصر سيف وناصر شاهين وأحلام الجريتلى. ويقول مصطفى طلبة إن «الغولة» هى موروث شعبى موجود فى الواحات المصرية وكان منتشراً فى فترة الخمسينيات التى تدور فيها أحداث المسرحية، وقال: نقدم هذا العرض حالياً لتكريم المرأة المصرية التى كانت دائماً ضحية جهل الآخرين، فمأساة المرأة غير مقصورة على الواحات فقط، بل فى بعض المناطق فى أفريقيا كانوا يدفنون المرأة وهى حية إلى جوار زوجها المتوفى، والأمر نفسه كان يحدث فى الهند، فعندما يتوفى الزوج كانوا يحرقون زوجته إلى جواره، فالمسرحية تلقى الضوء على كل ذلك وتحدد موقفنا من هذه العادات البالية، والآثار السيئة التى تركتها فينا. وأكد طلبة أن بعض أهالى الواحة حالياً مازالوا متمسكين بعاداتهم القديمة، مشيراً إلى أنه تم تصميم ديكور وملابس تتناسب مع أهل الواحة، كما أنه تم الاستعانة بمصحح لهجة لتقديم المسرحية بلهجتهم.