الماتادور الإسبانى يسطع فى «اليورو».. وينتصر للكرة الإيجابية

لاعبو إسبانيا يحتفلون بمدربهم العجوز أراجونيس بعد فوزهم بأمم أوروبارغم التوقعات المتزايدة وحجم المسؤولية الكبيرة التى ألقيت على عاتقه بدأ المدرب الكبير لويس أراجونيس المدير الفنى السابق للمنتخب الإسبانى لكرة القدم هادئاً وواثقاً من قدرة فريقه على تحقيق طموحاته.
وعندما وقف أراجونيس أمام الصحفيين عشية يوم المباراة النهائية لبطولة كأس الأمم الأوروبية الماضية «يورو 2008» كان يدرك تماماً أن الوقت قد حان لتحرز بلاده لقب البطولة.
ووصل المنتخب الإسبانى إلى المباراة النهائية ليورو 2008 دون أن يتعرض لأى هزيمة خلال مشواره بالبطولة، ولكن القلق ظل سائداً قبل المباراة بسبب الفشل الذى لازم الفريق لعقود طويلة.
ومنذ فوز المنتخب الإسبانى بلقب كأس الأمم الأوروبية عام 1964 لم يفز الفريق بأى لقب فى البطولات الكبيرة التى خاضها وسقط الفريق فى فخ الهزيمة أمام نظيره الفرنسى فى نهائى البطولة الأوروبية عام 1984 وهى آخر مرة وصل فيها الفريق لنهائى إحدى هذه البطولات.
ومع وصول الفريق إلى المبارة النهائية للبطولة أمام نظيره الألمانى الفائز بلقب كأس العالم ثلاث مرات سابقة والفائز بلقب البطولة الأوروبية ثلاث مرات سابقة أيضاً أصبح على المنتخب الإسبانى «فريق الاخفاقات» أن يتغلب على نظيره الألمانى «فريق الإنجازات والبطولات الكبيرة».
وقال أراجونيس «ما من أحد يتذكر من يأتى فى المركز الثانى.. يتحدث الناس أحياناً عن هؤلاء الذين يقتربون من اللقب، ولكن التواجد بالقرب من البطل ليس كافياً، يجب أن تفوز بالنهائى لأن من يأتى فى المركز الثانى لا يحصل على شىء».
ونقل لاعبو المنتخب الإسبانى هذه العزيمة وهذا الإصرار إلى أرض الملعب على استاد «إيرنست هابل» فى العاصمة النمساوية فيينا.
ولم يظهر المنتخب الألمانى هذه المرة نفس العزيمة والإصرار لاقتناص لقب البطولة.
وفى الوقت الذى كان يواجه فيه أراجونيس الصحافة قبل المباراة خيمت حالة من القلق والشك على المنتخب الألمانى، حيث أصيب قائده ونجمه الأول مايكل بالاك، وثارت الشكوك حتى يوم المباراة نفسه فى إمكانية مشاركته فى اللقاء.
ولكن بالاك استطاع اللحاق بالمباراة ورغم ذلك فاز المنتخب الإسبانى فى النهائى 1/صفر بفضل الهدف الذى سجله فيرناندو توريس مهاجم ليفربول الإنجليزى فى هذه المباراة التى كانت من طرف واحد وهو ما لم تعبر عنه النتجية.
وقذف لاعبو المنتخب الإسبانى بمدربهم أراجونيس فى الهواء عالياً ضمن احتفالات الفريق بالفوز عقب إطلاق صافرة نهاية المباراة التى حسمت لهم اللقب على عكس التوقعات.
ونجحت كرة القدم الإيجابية أخيراً فى فرض كلمتها على الكرة السلبية، وتلقت فرق أخرى مثل المنتخب اليونانى حامل اللقب ونظيره الإيطالى بطل العالم العقاب المناسب لاعتمادهم على عنصر المغامرة بدلاً من تقديم الكرة الإيجابية الجميلة والممتعة.
وخرج المنتخب الإيطالى أخيراً من المسابقة على يد نظيره الإسبانى من خلال ضربات الجزاء الترجيحية.
وقدم المنتخب الهولندى أداء رائعاً ومبهراً فى مبارياته الثلاث بالدور الأول للبطولة قبل أن يسقط أمام نظيره الروسى المثير الذى سقط بدوره أمام المنتخب الإسبانى فى الدور قبل النهائى للبطولة.
بينما فجر المنتخب التركى المفاجأة ووصل إلى الدور قبل النهائى للبطولة ولكنه عانى كثيراً من الإصابات والإيقافات العديدة فى صفوفه ليخسر أمام نظيره الألمانى 3/2 فى المربع الذهبى.
وستظل المباراة بين المنتخبين الألمانى والتركى راسخة فى الذاكرة بسبب العطل الذى حدث فى بث المباراة نتيجة العاصفة الرعدية التىضربت فيينا وقتها وتسببت فى وقف التغطية التليفزيونية مؤقتاً قرب نهاية المباراة.
وكان أكبر دليل على الأداء الراقى للمنتخب الإسبانى فى البطولة وفوزه عن جدارة باللقب هو اختيار تسعة من لاعبيه ضمن منتخب البطولة الذى أعلنه الاتحاد الأوروبى «يويفا» حيث ضم منتخب البطولة من بين صفوف المنتخب الإسبانى كلاً من توريس وديفيد فيا هداف البطولة ولاعبى خط الوسط أندريس إنييستا وخافى وسيسك فابريجاس.
كما انعكس الأداء الراقى للمنتخب الروسى فى البطولة من خلال اختيار أربعة من لابعيه ضمن منتخب البطولة وكان فى مقدمتهم أندرى أرشافين ورومان بالفليوتشنكو.
وأشاد الفرنسى ميشيل بلاتينى رئيس اليويفا بمستوى البطولة فى الوقت الذى بدا فيه منزعجاً وقلقاً من قدرة أوكرانيا وبولندا على التنظيم المشترك للبطولة القادمة «يورو 2012».
وقال بلاتينى «عندما تصل إلى نهاية إحدى البطولات توجه شكرك للناس، وأود أن أشكر اللاعبين والمدربين لأنهم قدموا صورة جيدة لكرة القدم الأوروبية».
وغاب عن هذا المحفل الأوروبى الرائع المنتخب الإنجليزى الذى فشل بقيادة مديره الفنى الأسبق ستيف ماكلارين فى التأهل للنهائيات، لكنه حالياً فى مستوى أفضل ويعيش مسيرة ناجحة فى التصفيات الأوروبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا وذلك تحت قيادة مديره الفنى الحالى الإيطالى فابيو كابيللو الذى تولى تدريب الفريق فى نهاية عام 2007 خلفاً لماكلارين.