أبدى خبراء سوق العقارات تخوفهم من اتجاه وزارة الإسكان لخفض أسعار الأراضى المخصصة للإسكان المتوسط فى المدن الجديدة فى محاولة منها لإنعاش دور المستثمرين العقاريين الصغار، بسبب تحديات الركود المحتملة. وأوضح الخبراء أن الوزارة طرحت مؤخراً أراضى أمام صغار المستثمرين لإقامة وحدات لمتوسطى الدخل، غير أن أسعارها اتسمت بالارتفاع، مشيرين إلى أن هذا الأمر أثار التخوف بعدم اختلاف الأسعار النهائية للوحدات عن الأسعار السائدة فى السوق، مما يجعلها بعيدة عن قدرات محدودى ومتوسطى الدخل. وقال أحد خبراء العقارات إن الأسعار التى طرحت بها هذه الأراضى من قبل هيئة المجتمعات العمرانية مؤخراً لا تختلف كثيراً عن أسعار السوق، متسائلاً: كيف يتراوح سعر المتر فى بعض المناطق بين 1500 و2500 جنيه للمستثمر الصغير ولا يقوم هذا المستثمر ببيع المتر «مبانى» بأسعار مرتفعة لا يقدر عليها سوى من هم فوق متوسطى الدخول بمستويات عدة؟! وأشار إلى ضرورة أن تقوم وزارة الإسكان بتخفيض أسعار الأراضى فى الفترة المقبلة، خاصة أن نسبة كبيرة من الطلب على العقارات تعود لمحدودى ومتوسطى الدخل فى البلاد. ورد المهندس محمد الدمرداش، مساعد وزير الإسكان، قائلاً: لا يمكن للوزارة طرح أراض للمستثمرين الصغار بأسعار تقل كثيراً عما هو سائد فى السوق، لأن هذا المستثمر فى النهاية لن يبيع وحداته بأقل من السعر السائد، فى وقت لن تتمكن الوزارة بإلزامه بشىء سوى تخصيص ال20٪ من المشروع لهيئة المجتمعات العمرانية، التى تسدد قيمتها وتقوم بدعمها وبيعها للراغبين فى الحصول عليها من المستحقين. من جانبه، أكد مجدى غازى، رئيس شركة الفرسان للاستثمار والتنمية العقارية، أن أسعار الوحدات غالباً ما تكون مرهونة بتكلفة وسعر الأرض المقامة عليها، موضحاً أنها تخضع لقاعدة الربح على الدوام، إلا فى حالة حدوث عوامل خارجية مثل البيع نظير ضغوط مادية أو لتسديد قروض بنكية. وأشار محمد بنانى، نائب رئيس مجلس إدارة شركة «كولدويل بانكر» للمشروعات الحديثة، إلى أن مؤشرات الطلب على الوحدات السكنية يتوقع أن تصل إلى مستوى 500 ألف وحدة سنوياً خلال الفترة القادمة، مشيراً إلى أن صغار المقاولين أو المستثمرين العقاريين لا يحتاجون لتحقيق هامش ربح قياسى، مقارنة بشركات التطوير العقارى التى تتحمل تكلفة مضاعفة تحتاج لتوفيرها. وكان قد تقدم للمشروع 303 عروض من صغار المقاولين والمستثمرين العقاريين، تم قبول 295 عرضاً منها من الناحية الفنية، وتم رفض 8 عروض، وشهدت مدينتا القاهرةالجديدة والشيخ زايد إقبالاً كبيراً من المستثمرين الذين تقدموا للمشروع، وتم قبول 87 عرضاً بالقاهرةالجديدة و76 عرضاً بالشيخ زايد، بينما تم قبول 37 عرضاً بمدينة 6 أكتوبر ومثلها بالعبور و25 عرضاً بدمياط الجديدة و17 عرضاً بالشروق.
