«استعنت بطبيبة نفسية لإبلاغ بناتى بزواجى الجديد».. تصريح لفنانة شابة فى إحدى المجلات الفنية، عقب زواجها الثانى، استحق الوقوف عنده فمضمونه يشير إلى شكل متحضر فى التعامل مع مشكلة أسرية وشائكة، فمع انتشار ظاهرة الطلاق فى السنوات الأولى من الحياة الزوجية، الأمر الذى يفتح مجالاً لزواج جديد، ومع ارتفاع عدد أطفال الطلاق، كان السؤال: كيف نحمى هؤلاء الأطفال؟ ومن يؤهلهم لهذه التجربة النفسية الجديدة التى يصاحبها الخوف والنفور اللاإرادى بين زوج الأم أو زوجة الأب وبين الأبناء فى كثير من الأحيان؟ ولمن يلجآ الأب أو الأم إذا قابلا هذه المشكلة مع أبنائهما؟ يقول الدكتور ماهر الضبع، أستاذ علم النفس بالجامعة الأمريكية، والمستشار النفسى بأحد مكاتب المشورة: 70٪ من المشاكل التى تعرض علينا فى مكاتب المشورة تتعلق بالحياة الزوجية والعلاقات الأسرية وأحياناً يلجأ إلينا الأب أو الأم لطلب النصح والمشورة، فى هذه المشكلة، وهى ارتباطهما بزيجة جديدة وتكون المشكلة بالنسبة لهما فى كيفية توصيل هذه الفكرة للطفل وكيفية امتصاص غضبه وردود أفعاله وتنظيم العلاقة بينه وبين الطرف الجديد وتجنب الخلافات والمشاكل. يضيف: «بعض هذه المكاتب منها ما هو خاص ومنها ما يتبع الكنائس ومنها ما يقدم خدمة المشورة مجاناً أو بمقابل رمزى، موضحاً أن المكاتب الخاصة منها ما يقدم الاستشارة ب 200 جنيه فى الساعة ومنها ما يقدمها ب 10 جنيهات، ومن بين الكنائس الملحق بها مكاتب المشورة، كنيسة مدينة نصر الإنجيلية، كنيسة العذراء بأرض الجولف وكنيسة مار مرقص بمصر الجديدة». «تضم مكاتب المشورة خبراء نفسيين واجتماعيين يقوم المستشارون النفسيون بتوجيه الأب والأم، فى كيفية التعامل مع الأبناء فى هذا الظرف، وكيفية التعامل قبل حدوث الطلاق وبعده وفى حالة الزواج الجديد، مؤكداً ضرورة احترام الأب والأم لبعضهما وعدم إثارة المشكلات أمام الطفل لأنها تؤثر عليه سلباً». أما الدكتورة حنان حسين، استشارى طب نفس الأطفال، فقالت: «المشكلة ليست فى الزواج الثانى وتأثيره على الطفل، لكن فى انفصال الأب والأم لأن بحدوثه يشعر الطفل أنه افتقد شيئاً مهماً فى حياته ويتسلل له شعور أنه أقل من أقرانه مما يولد لديه خللاً واضطراباً نفسياً، إذا لم يعالج الأمر بحكمة، لذلك إذا استحالت الحياة بين الزوجين يجب أن يكون الانفصال بطريقة متحضرة وبعيدة عن الخلافات، وأن يتم إبلاغ الطفل بحقيقة الانفصال بطريقة سلسلة دون الإساءة لأى من الأبوين مع تأكيدهما له بالفعل والقول إن اهتمامهما وحبهما له لن يتأثر. أما فى حالة وجود طرف ثالث بزواج الأب والأم، ففى البداية يكون هناك رفض وغيرة على المكانة التى احتلها شخص غريب فيجب أن نبعد هذا التصور عن تفكيره وأن يسعى جميع الأطراف إلى ما يحقق مصلحة الطفل ويغمروه بحبهم ويشاركوه فى اهتماماته، مشيرة إلى أن الطفل قد تصدر منه بعض التعليقات والمقارنات اللاإرادية بين زوج الأم وأبيه أو العكس، أو أن يقوم الطفل برواية ما يحدث للطرف الذى يعيش معه إلى الطرف الآخر فهنا يجب ألا نعنفه، لكن لا نستمع إليه ونوعيه أن نقل الكلام شىء عيب ولا يصدر من طفل مؤدب مثله، والمشكلة الأكبر تكون إذا طلب أحد الأبوين من الطفل أن يبوح بما يسمعه ويراه فى بيت الآخر مما يشكل خطورة بالغة على نفسية الطفل وسلوكه. وتطالب حنان الأب والأم، عند اختيار شريك حياة جديد، أن يمتلك هذا الشريك مشاعر حب حقيقية للأبناء وأن يراعى الله فى معاملتهم بما يسمح بوجود حوار بين الأب والأم حول مصلحة الأولاد.
