كشف الحادث الذى وقع، أمس الأول، أمام قرية دهروط بمغاغة وأسفر عن مصرع 57 وإصابة 10 آخرين انقلبت بهم حافلة فى ترعة الإبراهيمية، عن أن الترعة أصبحت مصيدة للموت على طريق مصر/ أسوان الزراعى بسبب كثرة الحوادث باختلاف أنواعها التى تقع عليه، وتمثل الترعة خطراً دائماً يهدد أبناء محافظات الصعيد بالموت يومياً. وتعتبر ترعة الإبراهيمية التى تبدأ من قناطر أسيوط، أطول ترعة صناعية فى العالم وتم حفرها عام 1873 بأمر من الخديو إسماعيل لرى أراضى مصر الوسطى فى أسيوطوالمنيا وبنى سويف بطول 268 كيلو متراً ثم مدت بعد ذلك نحو 40 كيلو متراً لتروى جزاءًا من أراضى الجيزة، وتصب حالياً فى مصرف العياط، وتفصل الترعة بين طريق مصر/ أسوان الزراعى، وخط السكك الحديدية، وتكمن خطورتها فى كونها ملاصقة للطريق الزراعى الذى لا يزيد عرضه على 12 متراً وتلتصق به المنازل من الجهة الأخرى، وبسبب أن الطريق غير مزدوج تكثر حوادث انقلاب السيارات فى الترعة. كشف المهندس صلاح فارس، رئيس لجنة النقل والمواصلات فى مجلس محلى محافظة المنيا، عن إصدار 3 تقارير العام الماضى حول الحوادث التى تقع على هذا الطريق ومشاكل الترعة أوضحت جميعها تعدى مواطنين على المسافة الصغيرة بين الترعة، والطريق وزراعتها بالمحاصيل استناداً إلى سدادهم رسوماً لمصلحة الضرائب العقارية تسمى «ربط منافع»، رغم نفى مديرية الرى وجود منافع لها فى هذه الأماكن وأنها ملك الطريق السريع. كما كشفت عن حصول مزارعين على أتربة من جانبى الطريق وإقامة عشش للطيور والمواشى، مما أدى إلى انهيارهما وتضاؤل مسافة عرض الطريق. ولفت فارس إلى تزاحم المواطنين والطلاب من أبناء المحافظة على جانبى الطريق فى فترات الذروة صباحاً عند الانتقال إلى المدارس والجامعات والعمل، ومساءً أثناء العودة وهو ما يؤدى أيضاً إلى وقوع العديد من الحوادث. وصرح فارس بأن المجلس طالب الدكتور أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء، بسرعة ازدواج الطريق، ومديرية الرى بالتنسيق مع الهيئة العامة للطرق والكبارى والنقل البرى لاتخاذ الإجراءات العاجلة لتأمين وحماية الطريق، وتشديد الرقابة المرورية عليه، وحصر المنحنيات وتزويدها بالعلامات الإرشادية اللازمة. وقال المهندس سمير أبوالليل، سكرتير عام المحافظة الأسبق إن الطريق أنشئ منذ 100 عام لخدمة عدد قليل من السكان والسيارات فى ذلك الوقت، لافتاً إلى أن الحكومة لم تراع الزيادة السكانية والدراسات التى كشفت عن ارتفاع عدد سكان محافظة المنيا إلى 4 ملايين و400 ألف نسمة العام الجارى.
