لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم!! هل هذا معقول أن يتفوه عالم دين وأستاذ بجامعة الأزهر وكان رئيساً لجبهة علماء الأزهر بألفاظ وتعبيرات يخجل الشخص الأمى من سماعها؟ وهل وصل الأمر بالدكتور الشيخ محمد عبدالمنعم أن يصف شيخين أسبقين للأزهر ومئات العلماء الكبار بأنهم مغفلون؟ للأسف هذا ما قاله يوم الخميس الموافق الرابع من الشهر الحالى فى حديث نشرته له جريدة «نهضة مصر» وهو يشن هجوماً عنيفاً ضد الشيعة مساندة منه للفتنة، التى أراد الشيخ يوسف القرضاوى إحداثها فقال بالنص عن الشيعة: «يحاولون القضاء على أى مبدأ سنى تحت الغطاء الذى ابتدعوه فى عصر الراحل الشيخ محمود شلتوت، وأكدوا رغبتهم فى التقريب بين المذاهب حتى يأخذوا صك الاعتراف بمذهبهم الباطل، وقد انخدع الرجل بما قالوا وأؤكد أنه لو كان الشيخ شلتوت حياً واطلع على ما اطلعت عليه لبادر بتغيير رأيه على الفور بل لطردهم من مصر، وتحت يدى من الوثائق التى تقول إن الشيعة لا يؤمنون بدين ومشركون، ومن أراد معرفة المزيد فليقرأ كتاب (علل الشرايع) للصدوق الشيعى رئيس المحدثين، حيث أكد أن دين الشيعة يعطى الفرصة للرجل أن يتزوج مليون أنثى وأن يعقد عليها على عرد واحد، والعرد هو القضيب ولا يحتاج إلى شهود ولا يطؤها إلا من الخلف..»، فهل هذا مستوى يليق بعالم دين يدرسه لطلبته فى جامعة دينية؟! أى ضمير وأخلاق تصدق وجود دين ينص على زواج الرجل من مليون امرأة وأن يعقد قرانه عليهن لا فى وثائق رسمية وإنما على عضوه التناسلى الذى يتسع لمليون اسم وكأنه قضيب السكة الحديد من أسوان للإسكندرية!! كيف يتفوه هذا الرجل بمثل تلك الألفاظ؟ ولم يقف عند ذلك الحد وإنما قال عن شيخى الأزهر شلتوت والدكتور عبدالحليم محمود: «لا يمكن أن نستند إلى ما قاله الشيخ محمود شلتوت ولا إلى ما أفتى به من جواز التعبد على مذهب الشيعة على أساس أنه هو والشيخ عبدالحليم محمود لم تتيسر الأمور لهما للاطلاع على أسرار المتفجرات الشيعية، وهذا حال كثير من المغفلين منا، إننا نقول بجواز التناكح بين المسلم واليهودية إذا لم يجد مسلمة مناسبة ولا نفتى بأن يتزوج المسلم من شيعية حيث إنهم كفار». أهذا مستوى يليق بعالم دين وأستاذ بجامعة دينية. وكان المذهب الجعفرى - الاثنا عشرى - والشيعة عموما والعراقيون الذين لجأوا إلى مصر قد تعرضوا لهجوم بشع من الشيخ أسامة سليمان عضو مجلس إدارة جماعة أنصار السنة المحمدية وخطيب المركز العام للجماعة، قال فيه: «هم أكبر خطر على الأمة المسلمة وبالأخص مصر، وهم يهود هذه الأمة، بالإضافة إلى أنهم صناعة يهودية خالصة، وينتشرون الآن بصورة واضحة، خاصة بعد هجرة العراقيين بحجة حب آل البيت ويلبسون عباءة التصوف، حيث يلتقون معهم فى بعض المعتقدات بجانب أنهم أخذوا بعض المعتقدات من اليهود، واستغلوا فقر البعض وحاجتهم للأموال فدخلوا من هذا الطريق، وشعار حب آل البيت حق يراد به الباطل، والاثنا عشرية هى أخطر فرقة فى المذهب الشيعى وأفكارها أكثر خطورة من غيرها». وإذا نحن تركنا روح الجحود التى اتسم بها التحريض ضد اللاجئين العراقيين الذين هربوا من بلادهم خوفاً من عمليات الإبادة إلى مصر، ويقيمون فيها بأموالهم لا بمعونات من الدولة، وهم الذين فتحوا بلادهم أمام أكثر من مليونى مصرى سنى بدون تأشيرات أو إقامة، ووفروا لهم الوظائف وأعطوهم نفس حقوق المواطن العراقى وتركزوا أساساً فى المناطق الشيعية دون أن يتشيع واحد منهم.. يأتى الداعية الإسلامى ليعتبر هؤلاء الذين يعيشون محنة الغربة أخطر على مصر من اليهود. والمشكلة فى رأيى ليست فى هذا الجحود والكراهية التى ينفثها صدر داعية مسلم نحو إخوان له فى الدين، وإنما فى الاتهام غير المباشر لشيخ الأزهر الأسبق المرحوم محمود شلتوت الذى أجاز التعبد على المذهب الجعفرى ومعه كل العلماء الكبار الذين تابعوه بأنهم أجازوا مذهباً ضد الإسلام وهو اتهام يمتد أيضاً لوزارة الأوقاف وبعض مطبوعاتها. وتعرض الشيخ شلتوت كذلك إلى هجوم آخر غير مباشر من شخص آخر اسمه ربيع الحافظ، مدير معهد اسمه الشرق العربى فى لندن، نشرت له مجلة «المنار الجديد» الفصلية فى عدد خريف 2008 أكتوبر مقالاً عنوانه: «الدولة العربية الحديثة.. استدراك الثغرة الطائفية»، قال فيه: «وزاد المسلمين فى مصر فى حقبة المد القومى فتوى تجيز للمسلم التعبد بما يسمى بالمذهب الجعفرى الذى يسفه حرمات الإسلام وعظماء التاريخ الإسلامى». إذن هناك اتجاه لشن حملة تركز على الإقلال من خطر إسرائيل باعتبارها ممثلة لليهود، وإحلال الخطر الشيعى بدلاً منها، ويمثله إخوة عرب يعيشون بيننا فى العراق ولبنان والسعودية ودول الخليج، وهم الأخطر على ديننا لا اليهود الذين اغتصبوا فلسطين، ومحاولة سوداء لإلغاء روح التسامح بين أنصار مذاهب دين واحد، هم السنة والشيعة، فماذا سيكون حالنا مع أشقائنا فى دين آخر وهم المسيحيون؟! إننا أمام موجة سوداء فجرها الشيخ القرضاوى، ويتحمل وزرها رغم أنها فشلت فى تحقيق أهدافه.