إذا واجهتك حادثة على طريق الموت المعروف بالدائرى، فعليك أن تبحث عن أحد أقاربك أو أصدقائك لإنقاذك أو استنجد بإحدى السيارات المارة، ففى كل الأحوال سيكون الإنقاذ أسرع بكثير من طلب شرطة النجدة. هذه هى نتيجة ما توصلت إليه مساء الثلاثاء الماضى، بعد تعرض سيارتى لحادث على هذا الطريق.. الحكاية بدأت فى الساعة الحادية عشرة مساء عندما استقللت سيارتى من مدينة 6 أكتوبر عائداً إلى القاهرة وبجوارى صديقى طارق أمين بينما جلس صديقنا الثالث أحمد الخطيب فى المقعد الخلفى كعادته دائماً فى مثل هذه المناسبات، حيث يفضل النوم لكنه هذه المرة خالف عادته المفضلة حتى فوجئنا بتوقف الطريق الدائرى فنزلنا لعلنا نستطيع تقديم خدمة، خاصة أن طارق، مندوب وزارة الصحة، لكننا اكتشفنا أن معركة صعبة تدور بين ثلاثة كانوا يستقلون سيارة نقل وبين سائق تاكسى على فتاة كانت تجلس فى التاكسى.. ونزل عدد من ركاب الميكروباص ليدافعوا عن سائق التاكسى وفتاته التى ادعى أنها شقيقته.. وانتهت المعركة وعندما بدأنا نستكمل الرحلة شاهدنا سيارة نقل أخرى تسير فى الطريق وتقطعه وتتجاوز الرصيف وتدخل الطريق العكسى ثم تصطدم بسور الطريق لنكتشف أن السيارة سارت بمفردها وظل صديقنا الخطيب يواسى السائق ثم استكملنا رحلتنا حتى فوجئنا فى المسافة بين مطلع المريوطية ومنزل صفط اللبن بمجموعة من السيارات المكدسة على اليمين. توقفنا قبلها بصعوبة ليصدمنا ميكروباص من الخلف بقوة ثم سمعنا عدة اصطدامات أخرى ونزل الخطيب مسرعاً ليكتشف أن سبب الحادث هو سائق التاكسى الذى يصطحب فتاته والسيارة النقل التى يحاول مستقلوها خطفها.. على الفور اتصلنا ب122 شرطة النجدة، خاصة أن السيارة النقل قد هربت وأخذت مفتاح السيارة التاكسى التى كان قائدها فى حالة «سكر».. وتحول الحادث إلى تصادم وسرقة ومحاولة خطف قد تؤدى لاغتصاب فتاة وشخص فى حالة سكر.. وكل ذلك والشرطة غائبة ونائمة منذ الواقعة الأولى.. وظللنا على صبرنا فى الاتصال بالشرطة نحاول الاستنجاد بهم خاصة أن الميكروباص الذى صدم سيارتى قد هرب وكذلك السيارة النقل.. وبقيت مع التاكسى وسيارة ميكروباص كان يحاول ركابها إنقاذ الموقف وعدد من السيارات الأخرى فى انتظار المستحيل «وصول الشرطة».. ثم فاجأنا مندوب النجدة عندما اتصلت به فى المرة الثانية، أن هذه شرطة نجدة القاهرة وليست الجيزة.. وعلى الفور اتصلنا بالجيزة وفى هذه المرة حضر شقيق سائق التاكسى وأدرك حالة شقيقه وعلى الفور شغل السيارة من خلال الموتور و«خلع».. وظللت أنا وطارق والخطيب ننتظر النجدة وبعد ساعة من الواقعة حضرت وظل أمين الشرطة فى سيارته يرفض النزول ويطلب منا الذهاب إليه.. انفعلنا وقررنا عدم تحرير محضر لأننا لا نثق أن الشرطة فى مقدورها أن تفعل شيئاً، وبالمناسبة رقم سيارتى التاكسى والنقل لدى لمن يريدهما؟!. ** أعتقد أن دور الشرطة فى مثل هذه الأمور يمكن أن يتمثل فى البحث عن ملجأ للطفل المنتظر إذا ما نجح الخاطفون فى اغتصاب الفتاة «لا قدر الله» لأن النجدة لن تلحق عمليتى الخطف والاغتصاب «يادوب» ممكن تصل على الولادة.