بدأت أمس أولى جلسات محاكمة ضابط الشرطة المتهم بقتل عامل بطريق صلاح سالم بالخطأ أمام حديقة الأزهر، بسيارته الخاصة، وأودع الحرس الضابط قفص الاتهام وأحاط بالضابط المتهم 3 مجندين داخل القفص لمنع باقى المتهمين من الاقتراب منه. وتم منع دخول المصورين الصحفيين وكاميرات التليفزيون للقاعة، وقام الحرس عند ترحيل الضابط بإخفاء وجهه لعدم تصويره. بدأت الجلسة فى التاسعة صباحًا، وحضر والد المجنى عليه وزوجى شقيقتيه، ولم يحضر أحد من أسرة الضابط المتهم. ترجع أحداث الواقعة إلى الأسبوع الماضى حينما صدمت سيارة شخصًا يدعى سيد صالح «عامل» أثناء عبوره طريق صلاح سالم أمام حديقة الأزهر. وتبين أن قائد السيارة ضابط شرطة كان فى حالة سكر، طبقًا لتقرير الطب الشرعى، وحاول الهروب إلا أن انفجار إطار السيارة عطله. عاد الضابط إلى مكان الحادث، وأخذ يركل الضحية بقدميه، وقال شهود العيان فى التحقيقات إن المتهم كان فى حالة سكر، وأحال النائب العام الضابط المتهم إلى محاكمة عاجلة بدأت أمس، منعت المحكمة دخول كاميرات التليفزيون والمصورين الصحفيين، وصرحت بأن الحضور للإعلاميين فقط، دون تصوير، ظل أهل المجنى عليه ينتظرون حضور المتهم، ليشاهدوا الشخص الذى قتل ابنهم الوحيد. فى الحادية عشرة وصل المتهم تحت حراسة مشددة وتم إدخاله قاعة المحكمة من خلال غرفة مداولة رئيس المحكمة، ودخل عدد كبير من الضباط وظلوا يصافحونه قبل دخوله القفص، ثم قاموا بفصل القفص لعدم وقوفه مع المتهمين، حيث وقف المتهمون بأحد جانبى القفص، وفى الجانب الآخر وقف الضابط المتهم، وفصل بينهم 3 مجندين. طلب دفاع الضابط من المحكمة بطلان القيد والوصف الذى حددته النيابة العامة وانتفاء خطأ المتهم، كما طالب دفاع الضحية فى الدعوى المدنية بالتعويض ب 5001، وقرر المستشار حسين رمزى، رئيس محكمة الدرب الأحمر، بحضور أحمد عبدالعزيز، وكيل أول النيابة، وأمانة سر محمد على، تأجيل القضية لجلسة 3 ديسمبر المقبل، مع استمرار حبسه لإعلان المتهم بالدعوى المدنية، وعقب الجلسة أسرع أهل المجنى عليه إلى القفص ليشاهدوا الضابط المتهم والفتك به، فمنعهم الأمن، وأخرجهم من القاعة. وقف والد المجنى عليه بجوار باب القاعة شارد الذهن من هول المصيبة التى حلت عليه، وظل يردد: «حسبى الله ونعم الوكيل» ثم صمت لحظات ولم يتحدث مع أحد، وقال ل«المصرى اليوم»: ابنى مات قبل خطوبته بأيام لم يعرف «معنى الفرح» يوم الحادث خرج من المنزل متجهًا إلى عمله بالعتبة ثم اتجه إلى حديقة الأزهر للتنزه مع زميله، وفوجئت بزميله يأتى لنا فى الحادية عشرة مساء مصابًا بحالة توتر وطلب منى الخروج معه واستوقف «تاكسى» فشعرت بأن ابنى حدث له مكروه فظل يبكي، وقال لى سيد مات، توجهت إلى مكان الحادث ووجدته ملقى على الأرض غارقًا فى دمائه، ويلتف حوله المارة، وعلمت أن سيارة صدمته كان يقودها ضابط شرطة.
