طالبت مصر المجتمع الدولى بعدم استباق نتائج استفتاء حق تقرير المصير لأبناء جنوب السودان، والمقرر إجراؤه فى يناير المقبل، مشددة على ضرورة الالتزام بتنفيذ اتفاق السلام الشامل فى هذا البلد الذى نص على ضرورة التزام جميع الأطراف بالعمل على جعل خيار الوحدة جاذباً، والتزام شريكى الاتفاق بالامتناع عن أى شكل من أشكال الإلغاء من جانب واحد فيما يتعلق بتنفيذ الاتفاق، وإنشاء آلية لحل أى خلافات قد تظهر خلال التنفيذ. وقال السفير حسام زكى، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، إن أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية، شارك أمس فى الاجتماع الدولى رفيع المستوى الذى دعا إليه السكرتير العام للأمم المتحدة بان كى مون حول السودان، والذى حضره عدد من رؤساء الدول والحكومات، وممثلى قرابة الأربعين دولة ومنظمة وجهة إقليمية ودولية من المهتمين والمعنيين بالشأن السودانى، وذلك على هامش فعاليات الدورة الخامسة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة. وأضاف زكى:أن الاجتماع تناول مجمل الأوضاع فى السودان، وركز على الترتيبات الخاصة باستفتاء تقرير المصير فى الجنوب وكيفية إجرائه بنزاهة وشفافية، ويعبر عن إرادة أبناء الجنوب بحرية. ونوه بأن الاجتماع تناول أيضا قضايا ما بعد الاستفتاء بما فى ذلك موضوعات الأمن والمواطنة وإدارة الموارد الطبيعية وتوارث المعاهدات، علاوة على سبل إدارة المرحلة الانتقالية. أوضح المتحدث أن «أبوالغيط» استعرض خلال الاجتماع الرؤية المصرية للتعامل مع الاستحقاقات المهمة التى سيشهدها السودان فى غضون الأشهر القليلة المقبلة، والتى تعد الأهم فى تاريخه الحديث، حيث أشار وزير الخارجية إلى أن التحرك الدولى ينبغى أن يتأسس على دعم شريكى اتفاق السلام لإدارة الفترة من الآن وحتى موعد الاستفتاء ، والتوصل إلى تفاهمات تتعلق بقضايا وترتيبات مرحلة ما بعد الاستفتاء، مؤكداً ضرورة تضافر الجهود الدولية لدعم أى اتفاقات يتم التوصل إليها بين الشريكين بما يضمن حفظ الأمن والسلم فى مختلف أرجاء السودان وعدم العودة إلى الحرب. وفيما يتعلق بالأوضاع فى دارفور، ذكر زكى أن وزير الخارجية أكد ضرورة أن يتناول المجتمع الدولى أزمة الإقليم فى إطار خطة لمعالجة الوضع من جميع جوانبه السياسية والأمنية والتنموية والإنسانية، مشيراً فى هذا السياق إلى أهمية دعم الاستراتيجية التى أعلنت عنها الحكومة السودانية مؤخراً، بحيث يتم العمل على معالجة جذور الأزمة من خلال وضع خطة إنعاش الإقليم اقتصادياً وتنموياً. من جهة ثانية عقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ، الاجتماع الوزارى للتشاور السياسى بين وزراء خارجية الدول الأعضاء بمنتدى التعاون بين الصين وأفريقيا برئاسة مصر. وصرح المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية أن الوزير أحمد أبوالغيط ألقى فى بداية الاجتماع بيانا شاملا، أشاد فيه بالتقدم المحرز لتعزيز التعاون المشترك بين الجانبين، وأكد مجددا ضرورة توسيع التمثيل الأفريقى فى المنظمات الدولية والمؤسسات الاقتصادية والمالية، بما يتيح لها الإسهام الفاعل فى صنع القرار بشأن النظام الاقتصادى والسياسى الدولى الجديد. إلى ذلك شارك أبوالغيط فى اجتماع المنظمة الدولية بشأن الصومال، ودعا الوزير المجتمع الدولى إلى دعم حكومة الرئيس الصومالى شيخ شريف أحمد، والمؤسسات الشرعية فى الصومال.
