وما إن سمع وزير الجباية عفركوش يطلب من الكبير أن يطلب الرئيس على الموبايل ليحدد له موعدا لمقابلته إلا وخلع حذاءه ورفعه بيده واندفع فى اتجاه عفركوش صارخا: «مين ده اللى هتقابله يا بن ال.... إذا كنت أنت عفريت أنا بقى عليا ستميت عفريت!». انتفض عفركوش خائفا وفى قفزة واحدة اختبأ تحت المكتب وهو يصرخ: «إنت كمان بترفع عليا السلاح!».. وما إن رأى الكبير هذا المشهد إلا واندفع تجاه الوزير يمسكه من ظهره: «جرى إيه يا وزير؟ أنا مكتبى له احترامه».. ثم انحنى على الأرض لينظر الى عفركوش المختبئ تحت المكتب: «من فضلك يا أخ عفركوش اطلع وخلينا نتفاهم».. فأجابه عفركوش: «قوله الأول يرمى السلاح»..فنظر الكبير للوزير وأمره بلهجة حاسمة: «ارمى السلاح يا وزير»..فسأله الوزير متعجبا: «سلاح إيه؟!».. فوقف الكبير من انحنائته ومد يده إلى يد الوزير المرفوعة بالحذاء وهو يقول: «بأقولك ارمى السلاح!» ثم هز يد الوزير فوقع الحذاء على الأرض.. ثم انحنى الكبير مرة أخرى تحت المكتب وقال لعفركوش: «خلاص يا أخ عفركوش الدار أمان».. فخرج عفركوش من تحت المكتب وبدأ ينفض عن نفسه التراب وهو يتحسر قائلا: «بقى أنا عفركوش ابن بتركوش يترفع عليا سلاح على آخر الزمن !.. ده أنا كنت فتى شاشة أول لمدة ثلاثين سنة ولم أعتزل إلا لما ظهر الولد ده اللى اسمه حسين فهمى.. أنا يتعمل فيا كده!».. فغمز الكبير للوزير بعينه كى يطيب خاطر عفركوش بكلمتين فذهب الوزير إلى عفركوش مبتسما: «يا أخ عفركوش مالك واخدها على كرامتك كده؟ الحاجات دى إحنا بنعملها فى بعض كل يوم، لكن طالما إنت نجم سينمائى قديم إيه رأيك بقى يا أخ عفركوش بدل السياسة ووجع القلب ده نخلى حمادة يشتغل مع يسرا ؟».. فنظر له عفركوش متعجبا: «دى فى رئاسة الجمهورية؟!».. فأجابه الوزير بتفخيم: «لااا.. دى نجمة سينمائية كبيرة» ثم أحاط عفركوش بذراعه متوددا واستكمل هامسا: «وبينى وبينك بقى لو حمادة عمل معاها فيلم وبقى فتى شاشة هيحرق لك دم حسين فهمى، إيه رأيك؟».. سرح عفركوش قليلا ثم قال: «طيب ما هو برضه حسين فهمى دمه هيتحرق لما يعرف إن حمادة ابن عفركوش بتاع زمان بقى رئيس جمهورية!».. فأدار الوزير رأسه فى ضيق: «يووووووه.. ده هيقولى تانى رئيس جمهورية !».. فانفعل عفركوش قائلا: «أنا قلت الكلام معاكم تضييع وقت.. فاندفع إليه الكبير لتهدئته: «طيب إيه رأيك لو المحروس حمادة يشتغل وزير؟».. فأجابه عفركوش: «طراطير؟! يعنى إيه طراطير؟!».. فابتسم الكبير: «باقولك وزير.. دا إحنا أهم ناس فى مصر وأنا الكبير بتاعهم».. فتهللت أسارير عفركوش: «الكابتن حسن شحاتة!» ثم اندفع إلى الكبير ليحتضنه: «هو انت؟! ده أنا كان نفسى أشوفك من زمان».. فنزع الكبير نفسه منه: «لأ يا سيدى أنا مش حسن شحاتة، بس هأعين ابنك حمادة وزير فى حكومتى» ثم مال على عفركوش وهمس: «وبرضه علشان يطلع السلم من أوله زى ما اتفقنا.. السلم نايلو ف نايلو، ولاَّ إنت نسيت؟».. فأجابه عفركوش: «آه صحيح.. مهم برضه إنه يطلع السلم».. هنا انفعل الوزير سائلا الكبير: «إيه ده! هى الحكاية جد ولاَّ إيه؟ يكون فى علمكم.. أنا اللى هيغدر بى هاطلع دين اللى خلفوه!».. فهمس له الكبير: «اهدأ بس يا وزير.. ده حل مؤقت لحد ما تيجى الفلوس.. إحنا دلوقت هندعو بقية الزملاء لمجلس وزراء طارق ونعرض عليهم الموضوع، وبشكل ودى كده نشوف مين هيتطوع ويوافق إننا نعين حمادة بداله»... ونستكمل الأسبوع المقبل إن شاء الله