ثلاثة كتب تضم مذكرات لثلاثة زعماء سياسيين ساهموا فى تشكيل تاريخ العالم الحديث من المؤكد أنها ستثير جدلاً ربما يكون خطوة لإعادة تدوين تاريخهم مرة أخرى. الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش الإبن ورئيس الوزراء السابق تونى بلير والرئيس الكوبى فيدل كاسترو هم أبطال المشهد فى سوق النشر الغربى فى النصف الأخير من هذا العام. جورج بوش: نقاط القرار خلال الأيام القليلة المقبلة، سيعود جورج بوش الإبن للأضواء مرة أخرى فى إطار الحملة الدعائية لمذكراته، التى ستصدر فى مطلع شهر نوفمبر القادم عن دار النشر: «كراون» وتحمل اسم نقاط القرار Decision points وسيبدأ بوش حملته بالظهور فى برنامج Today على شبكة NBC وهو واحد من أعلى برامج المشاهدة الصباحية فى الولاياتالمتحدة. وتعد مذكرات بوش (نقاط القرار)، التى تقاضى مقابل نشرها 7 ملايين دولار، أحد أسباب اختفائه فى منزله بولاية تكساس وعدم ظهوره فى المناسبات العامة، ففى اليوم التالى لخروج بوش من البيت الأبيض، بدأ كتابة هذه المذكرات، التى قرر من اللحظة الأولى أنها ستكون وسيلة لتحسين الصورة السلبية الشديدة عنه، والتى اكتشف لحظة انتهاء حكمه للولايات المتحدة أنها لم تكن لدى الشعب الأمريكى فقط، لكن امتدت لكثير من شعوب العالم، لقد اعتبر بوش أن الفترة التى حكم فيها الولاياتالمتحدة وقعت بها أحداث لم يواجهها أى رئيس فى أى مكان من قبل، اختار بوش التركيز فى مذكراته على المراحل المهمة فى حياته الشخصية والمهنية وأهمها علاقته بوالده بوش الأب عندما كان رئيسا للولايات المتحدة، إدمانه الخمر وقرار الإقلاع عنه فى سن الأربعين، اكتشافه حقيقة الإيمان بالديانة المسيحية، ثم تبدأ بعد ذلك الفصول الأكثر سخونة، بداية من سرد ما حدث فى منزله بولاية تكساس ليلة الانتخابات الأمريكية عام 2000، حيث ثار العديد من الشكوك حول فوزه بمقعد الرئاسة، اللحظات التى تلت الهجوم على برجى مركز التجارة العالمى وعمليات تأمينه داخل طائرة الرئاسة، كواليس القرارات، التى تم اتخاذها من داخل غرفة العمليات أثناء الحرب على العراق وأفغانستان. فيدل كاسترو: النصر الاستراتيجى على العكس من جورج بوش المبتعد عن الأضواء منذ حمل لقب الرئيس السابق، فإن الرئيس الكوبى فيدل كاسترو، الذى اضطر للتنحى عن ممارسة أعمال الرئاسة بسبب المرض عام 2006 وتولى شقيقه راؤول المسؤولية لايزال فى دائرة الضوء دائما داخل وخارج كوبا، ومؤخراً، أصدر «فيدل كاسترو» الجزء الأول من مذكراته، التى حملت اسم النصر الاستراتيجى The Strategic victory وذلك فى احتفال بثه التليفزيون الكوبى من داخل إحدى قاعات مركز الاحتفالات الدولى فى العاصمة هافانا وحضره عدد من قادة الثورة الكوبية وحرص كاسترو على تحيتهم أثناء الاحتفال ووجه التحية إلى كل من سقط خلال حرب التحرير والوصول للسلطة فى 1 يناير عام 1950. فيدل كاسترو، 84 عاما، تعرض بشكل سريع فى مذكراته لأصوله الإسبانية ودراسته القانون فى جامعة هافانا ونفيه إلى المكسيك عام 1955 حيث انضم إلى أخيه ورفاقه الثوريين ومنهم تشى جيفارا، الذين نظموا أنفسهم ليعودوا مرة أخرى إلى كوبا، متخفين فى شعاب الجبال ويشنوا ما يشبه حرب العصابات على نظام الرئيس فولجنسيو باتيستا الفاسد وهى الأجزاء التى تحدث عنها كاسترو فى مذكراته بالتفصيل، شارحا كيف كانت الولاياتالمتحدة تزود جيش باتيستا بالمعدات وتدربه على أساليب تعذيب السجناء، وإنهاء النظام العسكرى الفاسد لباتيستا والتحول للنظام الشيوعى. بلغ عدد نسخ الطبعة الأولى من المذكرات عشرة آلاف نسخة، وسيتم طبع خمسين ألفا أخرى خلال الشهور المقبلة، بينما أعلن كاسترو أنه بدأ فى كتابة الجزء الثانى من المذكرات وهو حول مرحلة ما بعد الاستيلاء على الحكم فى كوبا. تونى بلير: رحلة فى إنجلترا، حيث يعد رئيس الوزراء هو السلطة الأعلى فى البلاد، تصاعدت الحملة الدعائية لمذكرات رئيس الوزراء البريطانى السابق تونى بلير، التى صدرت فى الأول من سبتمبر الجارى تحت اسم A journey «رحلة» عن دار النشر: راندم هاوس. ويبدو أن بلير كان حريصا على أن تتناول صفحات المذكرات حياته السياسية فقط. ذكر بلير فى مذكراته عدم ندمه على الإطلاق بشأن اتخاذه قرار المشاركة فى الحرب على العراق عام 2003، فرغم كل الخسائر المادية والبشرية، لكن قرار ترك صدام حسين فى السلطة كان سيتسبب فى مشاكل أمنية أكثر فداحة. وبالإضافة للنسخة المطبوعة المقرر ترجمتها حتى الآن إلى 14 لغة، فقد قررت دار نشر «راندم هاوس»، إصدار نسخة إلكترونية من المذكرات، بالإضافة إلى كتاب صوتى Audio book سجله تونى بلير شخصيا فى أحد الاستديوهات، وهو ما جعل الشائعات تنطلق بشأن المبلغ، الذى تقاضاه بلير، مقابل حقوق نشر مذكراته ويقال أنه وصل إلى 5 ملايين يورو.
