أعتقد أنه بعد أن وصل العك إلى أقصى العكاعيك وبلغت اللغوصة منتهى اللغاويص آن الأوان نتحدث بصراحة و«بالمفتشر» وكفانا تظاهراً بأننا نصدق أن الجماعة لا تحكم مصر.. يجب أن نتوقف عن ذلك التمثيل ونتوقف عن مناشدتنا ل«مرسى» ووالنبى وعشان خاطرنا بأن يصبح رئيساً لكل المصريين.. من يحكم مصر هو المرشد.. وكل تلك القرارات والتراجعات إنما تصدر من عندياته.. وإفتكر معايا كده، ألم يصرح المرشد قبل انتخابات الرئاسة بأن الإخوان لن يطرحوا مرشحاً منهم؟.. وبعدين إيه اللى حصل؟.. ألم يرجع فى كلامه؟.. وهذا هو طبعه وطابعه الذى طبع به طريقة حكم مصر فيما بعد.. كل قرار تم اتخاذه لابد- بحكم السمع والطاعة- أن يوافق عليه المرشد أولاً.. هذا إذا افترضنا أن «مرسى» اتخذ بادرة قرار أصلاً، فمبدأ السمع والطاعة ينص على أنه لابد أن ينتظر وصول القرارات على موتوسيكل ديليفرى من المقطم.. ثم بنفس التراجع الذى أظهره المرشد فى قرار طرح مرشح رئاسى نجد ذلك التراجع الذى أصبح ملازماً لكل قرار يصدر عن الرئاسة، بينما «مرسى» يا ولداه هو الذى يتلقى كل ما تثيره تلك التراجعات من سخرية وتهكمات.. والغالب أن المرشد بدوره يضع ثقة عمياء فى نائبه الذى لست أدرى بأى أمارة يثق فيه المرشد لإدارة البلاد!!.. يعنى هل كل من نجح فى بيع ربع جبنة رومى على ربع بسطرمة وما يقولش حلاوة بجنيه يصلح للنهوض بالاقتصاد؟.. ده حتى لو ميزانه مظبوط يا أخى برضه مش سبب!.. ولست أدرى بأمارة إيه تلك العظمة التى أصبحت ملازمة للمرشد فى خطاباته الأسبوعية.. طبعاً لا ينكر دور الإخوان فى ثورة يناير إلا كل نكير، تماماً مثل دور الأمن المركزى فى قلب ثورة يناير الذى أشاد به «مرسى» وتأكيده لهم أنهم فى القلب والعين، رغم أنه نسى يقولنا مين السبب فى الحب القلب ولَّا العين!.. وإياك يا حمادة أن تنسى دور الجماعة التاريخى فى القبض على مستر إكس بأمارة ما أحد قياداتها سخسخت على كتف سمير صبرى وقالتله: «الحقنى يا وحيد»، ناهيك عن القيادة الانتحارية التى تنكرت لتسترد الألماظة فرقصت مع ميرفت أمين أمام المهراجا بقوة وعزيمة وإيمان رغم إنه كان بيرقصلها شنبه وبيلعبلها حواجبه!.. لكنك يا حمادة قاعد لهم عالواحدة وإلا لما كنت تعترض على منح أبلة باكينام لقب نائب رئيس وزراء من ورا الشعب.. والحقيقة أنه ليس هناك أى اعتراض ولا حاجة، هو حد يكره الحلال، لكن أن نفاجأ بمنصبها هذا زينا زى الأجانب وتهون عليهم عشرة الغاز والرصاص الحى، والله عيب وما يصحش!..و تتجلى براعة المرشد فى إدارة الأزمات عندما تم اختيار عصام الحداد ليسافر أوروبا إثر قرار البرلمان الأوروبى بوقف المعونات لمصر لانتهاك نظامها حقوق الإنسان!.. طب لماذا يسافر أحد إذا كان الحل فى التوقف عن انتهاك حقوق الإنسان؟!... هل هو مثلا سافر ليقنعهم أننا نستاهل الضرب؟!.. إن تعامل المرشد مع كل أزمات الحكم أشبه بمن فقد نقوده فى شارع مظلم فذهب ليبحث عنها فى شارع آخر لأنه منور!.. وقمة تجلى مشكلة المرشد معنا تجدها فى رده الغريب على الشاب الذى هاجمه فى أحد المولات بأن «الله لم يكلفه بالرد على أمثاله».. وهنا تكمن مشكلتك يا حمادة ومشكلة مصر، فالمرشد يعتبر نفسه مكلفاً من الله!!.. رغم أن الله نفسه فى كتابه الكريم أكد أن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام هو خاتم الأنبياء، لكن يبدو أن المرشد لديه قول آخر!!.. ولست أدرى هل يقصد المرشد أنه يوحى إليه من الله؟!.. يا وقعتك السودة يا مصر فى الفسخونيا اللى لا كانت عالبال ولا عالخاطر!!.. كان ماله الفساد؟!.. على الأقل مبارك كان بعقله ولم يدَّعِ النبوة ولم يكفِّرنا!!.. وكما قال الشاعر «ألا أيها الليل الطويل ألانجلى»، فوالنبى يا د. بديع عمَّك «ألانجلى» بيسلم عليك !