ترددت أخبار مشروع «بيتشو أمريكان سيتى» فى المعادى بكثرة فى عدد كبير من وسائل الإعلام، وبأكثر من طريقة، كانت البداية بإعلانات تحمل الوعود بحياة مخملية فى واحد من أرقى أحياء القاهرة، لكن لم تمر سنوات قليلة حتى تحولت هذه الأحلام والوعود الوردية، إلى اتهامات وشكاوى وصلت إلى ساحات المحاكم وصفحات الجرائد. «المصرى اليوم» تجولت فى المشروع، بعد تلقيها شكاوى من عدد من الحاجزين فى المشروع، الذى يستقبلك هدوؤه الشديد بمجرد أن تطأ قدماك أرضه، فلا صوت لمعدات بناء تعمل فى المشروع الذى كان من المفترض أن يكون إحدى المدن المتميزة منذ سنوات مضت، ولا وجود لأى عامل بناء، ولا أثر لأى حركة تعمير، فأغلب وحدات الحيين الثالث والرابع مازالت طوباً أحمر، وكان الصعود إلى إحداها مغامرة فى ظل الدخول من مدخل مهجور، للصعود باستخدام سلم معتم يقود إلى وحدات تحت الإنشاء، ولا يوجد إلا عدد قليل من العمال لبناء المسجد المجاور للحى الثانى، وكان لافتاً أن العمال الذين التقيناهم فى الموقع قالوا إنهم يأتون إلى الموقع للمبيت فقط بعد انتهاء عمل فى مواقع أخرى، بعد أن ترك المقاول المشروع. قال أحمد عبداللطيف، أحد الحاجزين فى الحى الثالث، وهو يشير إلى عمارة غير مكتملة: «تلك هى العمارة التى يفترض أن أكون من سكانها، وتحديداً فى الطابق السابع منذ عام 2008، فعندما حان موعد التسلم وجدت العمارة لم يبن منها سوى الطابق الأرضى، رغم أننى سددت جميع الأقساط، حتى تكاليف المرافق، ونفس الأمر بالنسبة لباقى المتعاقدين فى هذه المرحلة التى تتكون من 16 عمارة لم يتم الانتهاء الكامل منها، وأكثر إنجاز تحقق هو بناء 5 طوابق على أقصى تقدير فى بعض العمارات، لدرجة أن الخامات كالخشب، والحديد صدئت وتآكلت». وأضاف عبداللطيف: «الوضع على ما هو عليه حتى الآن، وعندما يئست وعلمت من تجارب زملائى أن الشركة لم تلتزم معهم، قدمت بلاغاً إلى نيابة المعادى، بالتضامن مع 110 متضررين من الحاجزين فى جميع مراحل المشروع منذ يونيو الماضى». عبداللطيف كان نموذجاً لحال من لم يتسلموا وحداتهم، لكن حال الذين تسلموا وحداتهم بالفعل تصفها عائشة حسين، من سكان الحى الرابع بقولها: «كان من المفترض أن أتسلم وحدتى كاملة التشطيب فى أول نوفمبر 2008، وعندما توجهت إلى العمارة وجدتها مجرد أساسات، عندها جمعت بقية المتضررين وتوجهنا إلى النائب العام، وغيره من الجهات المعنية وقدمنا بلاغات ضد الشركة، وصدر ضد صاحب الشركة حكمان، كلاهما بالحبس 3 سنوات، و 5 آلاف جنيه غرامة». وأضافت عائشة: «بعد صدور الحكمين ما كان منه إلا أن نقل بعضنا إلى الوحدات الجاهزة فى الحيين الأول والثانى من المشروع، والبعض الأول إلى الصف الأول من الحى الرابع، وتعهد بإنهاء التشطيبات خلال 3 أشهر، لكنه حتى الآن لم ينفذ تعهده، ومازالت وحداتنا دون مرافق، وما تم توصيله منها لم يكن بشكل سليم، حيث اقتصر الأمر على نقطة كهرباء واحدة فى كل غرفة، رغم أننى سددت رسوم المرافق كاملة بواقع 24 ألف جنيه، بالإضافة إلى الرسوم الخاصة باتحاد الملاك، وعندما يئست من تشطيب الشقة، شطبتها على نفقتى، كما فعل أغلب الحاجزين فى جميع المراحل، وما كان منه إلا أن أعطانى بعض الدهانات من إنتاج شركاته والتى لم تكف غرفتين».
