حديث الرسول عليه الصلاة والسلام: «حبك للشىء يعمى ويصم» يعنى يجعلك «أعمى» عن رؤية مصلحتك! «ولا تسمع» النصيحة المخلصة، وهناك حكمة شهيرة تعبر عن هذا المعنى وتقول: من الحب ما قتل! وهذا الأمر يظهر بوضوح بعد انتهاء رمضان شهر القرآن والصيام! والغريب أن صاحبه يعلم أن ما يفعله خطأ، لكنه لا يبالى، فالحب هنا تحول إلى شهوة أو نزعة متسلطة على صاحبنا لا يستطيع منها فكاكاً!! وأذكر لحضرتك عدة أمثلة أشرح بها وجهة نظرى، وأبدأها بهذا «الهباب» المنتشر بين ملايين الناس وأقصد تدخين السجائر! وصاحب تلك العادة السيئة تراه فى نهار رمضان قوى الإرادة وعنده القدرة على مقاومة هذا الإدمان! لكنه يستسلم لها بعد الإفطار! فإذا انتهى الشهر الكريم انهار تماماً «وعادت ريما إلى عادتها» بالتعبير العامى واختفت إرادته التى قاوم بها التدخين أثنتى عشرة ساعة كل يوم حتى مدفع الإفطار.. وصدق رسول الله صلى عليه وسلم: «حبك للشىء يعمى ويصم»!! إنه لو فكر قليلاً لانتهز شهر رمضان ووضع خطة للخلاص منها ولو بالتدريج واعتمد على إرادته التى أثبتت وجودها بالفعل! لكن شهوته فى التدخين أنسته كل شىء!! والغريب أنه يعلم جيداً أنها مضرة بالصحة ومرفوضة دينياً، ولم يقل أحد من الفقهاء أنها حلال بل تتراوح بين الكراهية والحرمة لأضرارها الفادحة، وكلما اكتشف العلم الحديث «بلاويها» على الصحة ازداد الإثم الدينى عليها. وترى فى بلادى من فيه خير كثير، لكنه يشرب الخمر!! فإذا جاء رمضان امتنع عن تناول «الويسكى أو الكونياك»!! لأننا فى شهر القرآن، ولا يعقل أن تقبل على ما حرمه الله.. «عيب.. ما يصحش»!! وترفع قبعتك تحية احتراماً له: والمؤسف أنه يعود من جديد إلى تلك المسكرات فور انتهاء العيد مع بداية شوال!! ولا يكتفى بذلك بل يعمل نفسه «فيلسوف عصره»!! ويحاول تبرير ما يفعله قائلاً: «القرآن ما قلش الخمر حرام»! ربنا قال فقط «اجتنبوه»!! وهو يعلم جيداً أن كلامه هذا لا يقنع أحداً ولا حتى ضميره الذى توقف عن الشرب احتراماً لشهر الصوم! وفى رمضان تبور الملاهى الليلية وتغلق أبوابها، ويأخذ أصحابها إجازة، لأننا فى أيام مباركات.. ومش معقول من راقصة تهز وسطها فى شهر الصوم وتعمل فتنة بين الناس!! ويؤسفنى أن هذا المنطق تراجع حالياً لأن الشاشة الصغيرة بقنواتها المختلفة تقوم بالواجب!! وتنشر الرذيلة بأكثر مما يفعل الكباريه!! والعجيب أن صاحب الملهى بدلاً من أن يرتقى بنفسه بعد انتهاء الشهر الكريم يعود إلى الحضيض من جديد!! والمصيبة تكون مضاعفة إذا كان قد قضى الأيام الأخيرة من رمضان فى أحضان الكعبة!! لكنه يرفع شعار: «ساعة لقلبك وساعة لربك»! ويقول أيضاً: الدين مالوش دعوة بالفن الذى لا يخضع لمقاييس الحلال أو الحرام». عجائب!!
