أستاذ طب نفس الأطفال الدكتورة حنان حسين تقول: الأطفال الآن يعيشون حالة من السعادة الوقتية فترتها قصيرة جدا، نتيجة وفرة المغريات وتحولها السريع وانتشار النمط الاستهلاكى، الأمر الذى دفع الأطفال إلى تطلعات لا يستطيع الأهل توفيرها، على عكس أطفال الزمن الماضى، الذى كان يحاول فيه الأطفال استخدام الأشياء التى تتوافر لهم فقط لتحقيق التسلية، وأضافت أن أغلب الأطفال يعانون من عدم وجود شىء جديد يقومون بأدائه، وغالبا ما يتعرضون لأقصى درجات الإشباع فى حالات اللعب مثلا أو مشاهدة الكارتون أو الخروج إلى النادى لدرجة أنهم يزهدون فيها بعد فترة. وأضافت أن الآباء والأمهات أسباب التعاسة الحقيقية للأطفال حاليا أما لتوفيرهم لكل الأشياء دون جهد أو لتعويدهم على أنهم فى المقام الأول دائما، أو لانشغالهم عن تربية الأبناء فى سبيل توفير حياة أكثر ترفيهاً. وأكدت حنان أن السعادة الحقيقية للطفل قد تتحقق عندما يلعب مع الأب والأم ألعاباً بسيطة مثل لعبة بنك الحظ ويكون أكثر سعادة من الخروج لتناول الغذاء، وأنه لابد من تقنين كل الأشياء، فالأساس فى الأسرة هو استماع الطفل لرغبات والديه، لا العكس، واقناع الأطفال بذلك، بالإضافة إلى نقل إحساس الرضا لديهم وتعليمهم الاجتهاد من أجل الأفضل وعدم الحصول على كل شىء، فضلاً عن توجيه الطفل إلى هواية يحبها لأنها مصدر طبيعى للسعادة، ونتج علميا أن ممارسة هواية يحبها الطفل تفرز مضادات الاكتئاب. د. نادية: الرفاهية أستاذ علم الاجتماع الدكتورة نادية رضوان قالت إن السعادة نسبية، وكلما قلت لحظات الترفيه شعر الإنسان بها، وإن الشعور بالإحباط والملل يختلف من أطفال الطبقة الفقيرة عن الطبقة الغنية، فأطفال الطبقة الغنية أو المرفهة يحصلون على كل ما يريدون الأمر الذى يجعلهم دائما فى حالة بحث عن الزيادة، ونتيجة تدليل الآباء للابناء فإنهم يفسدون عليهم لحظات المتعة والسعادة، لأنه كلما زادت حالة الاشباع زاد الشعور بالجوع، ومعنى ذلك أن الشعور بالإحباط والملل، ومن ثم فقد السعادة والوصول إلى درجة التعاسة يكون مؤشراً على التدليل الزائد للأبناء ومحاولة الأطفال الاستزادة من سبل الرفاهية، وعلى النقيض تماما بالنسبة إلى أطفال الطبقة الفقيرة، حيث يعانى الطفل من عدم مقدرته على الوصول إلى متطلباته نتيجة ظروفه العائلية، رغم قدرته على مشاهدة ما يعيشه أطفال الأثرياء من خلال التلفاز، لذا فإنه يعيش فى ظل الشعور بالحرمان والدونية، ثم يتحدث عن كونه تعيسا أو حزينا. والطفل الذى يشعر بالتعاسة دائما ما تكون البيئة المحيطة به غير مستقرة، وأشارت إلى أن لكل طفل طاقة يسعى لاستثمارها فى الحركة واللعب، إن فشل فى استثمارها فإنه يشعر بالتعاسة والملل، لذا فإنه على الأسرة أن تشغل أبنائها بالهوايات.