ولد الأمير محمد على باشا توفيق بالقاهرة عام 1875 وهو ابن الخديو محمد توفيق وشقيق الخديو عباس حلمى وكان وصيا على العرش فى الفترة ما بين وفاة الملك فؤاد الأول وجلوس ابن عمه الملك فاروق على عرش مملكة مصر لحين إكماله السن القانونية بتاريخ 28 أبريل 1936م، ثم أصبح وليا للعهد إلى أن أنجب فاروق ابنه الأمير محمد فؤاد الثانى. كان الأمير محمد على يأمل أكثر من مرة أن يتولى حكم مصر بعد وفاة الملك فؤاد الأول بحكم أن الملك فاروق الأول كان صغير السن ولكن بحكمة الملكة نازلى لم يستطع فعل ذلك. كان مولعا باقتناء الخيول العربية الأصيلة. وكان دائما حليفاً للإنجليز لأنه كان يرى أنهم قادرون على توليته حاكماً على مصر وخصوصا بعد حادث 4 فبراير 1942 عندما طالب سفير إنجلترا بتعيين مصطفى النحاس رئيسا للوزراء وكاد أن يخلع السفير الإنجليزى الملك فاروق عن الحكم بأن يجبره على التنازل عن العرش ويقوم بتعيين الأمير محمد على توفيق ملكاً على مصر. ولد الأمير محمد على توفيق بالقاهرة عام 1875م، ودرس بالمدرسة العليا بعابدين (مدرسة الأنجال) ما بين 1881-1883م، ثم أرسل إلى سويسرا لاستكمال دراسته، حيث التحق بمدرسة «هكسوس» بمدينة جنيف لدراسة العلوم العسكرية، ثم عاد إلى مصر بعد وفاة والده الخديو توفيق عام 1892م. ولم يتزوج لإصابته فى حادث منعه من الإنجاب. وعلى إثر عزل الخديو عباس عام 1914، نفاه الإنجليز خارج مصر وتم إيقاف مرتباته من قبل السلطان حسين كامل، فذهب إلى مونترو بسويسرا حيث سمح له بتحويل إيرادات أملاكه إليه. ولكن الإنجليز قلصوا مرتبه إلى 250 جنيهاً شهريا بعد اكتشافهم علاقاته مع على الشمسى ذى الميول التركية ضد الإنجليز وخوفا من استخدام المال لدعم الحركات الوطنية بمصر ضدهم. ولكنهم وافقوا على إعطائه جواز سفر مع منعه من السفر إلى مصر أو أى من الدول التى حاربت إنجلترا. أما عن قصره بالمنيل فقد قام الأمير محمد على باشا ببنائه فى عام 1901، وقام على إنشاء هذا القصر الفريد سعياً لإحياء العمارة الإسلامية التى عشقها فبنى أول الأمر قصراً للإقامة ثم أكمل بعد ذلك باقى سرايا القصر وهو القصر الواقع حاليا إلى جوار مستشفى قصر العينى وعلى مقربة من كوبرى المنيل. ووضع التصميمات الهندسية والزخارف اللازمة بنفسه، وأشرف على كل خطوات التنفيذ، وتبلغ المساحة الكلية للقصر حوالى 61711 متراً مربعاً منها خمسة آلاف متر هى مساحة المبانى، وحوالى 34 ألف متر للحدائق وحوالى 22711 متراً عبارة عن طرق داخلية وغيرها. تشمل السرايا التى يتكون منها القصر العديد من الفنون والزخارف المعمارية من طرز إسلامية مختلفة كما تضم العديد من التحف النادرة، والقصر يتألف من سراى الاستقبال وبرج الساعة والسبيل والمسجد ومتحف الصيد وسراى العرش والمتحف الخاص والقاعة الذهبية وحديقة تعد فى حد ذاتها فريدة من نوعها.. وقد أقام فى قصره قاعة للعرش بعد أن أصبح قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الحلم الذى ظل يراوده لسنوات على أن يصبح ملكاً على مصر. وفى عددها الصادر فى 14 أبريل عام 1921م نشرت مجلة «اللطائف المصورة» على غلافها الخارجى صورة للأمير محمد على توفيق بمناسبة عودته من رحلة قام بها إلى أوروبا، وجاء الموضوع المصاحب للصورة تحت عنوان «العود أحمد» ومما جاء فى الموضوع: «كان يوم 27 مارس فى مصر عيدا عاما، خرجت فيه الإسكندرية لاستقبال الأمير المحبوب محمد على حين عودته سالما» من أوروبا. وكان فى مقدمتة المستقبلين أصحاب السمو الأمراء وأعضاء الجمعية التشريعية ونخبة أعيان مدينة الإسكندرية وأصحاب الفضيلة العلماء واصطفت فرق الكشافة على اختلافها فأرادت لسموه التعظيم اللائق بمقامه الجليل واستأنف سموه السفر إلى مصر «القاهرة» فى قطار خاص ولما وصل إلى العاصمة استقبله فيها أصحاب السمو والأمراء وأصحاب المعالى الوزراء وكبار الباشوات والموظفين والأعيان وهتف له المستقبلون فى المحطة واحتشدت الجماهير على جانبى الطريق وجعلت تهتف لسموه، فى أثناء مروره بسيارته ذاهبا إلى قصره فكان يحييهم بيده، وتقاطر العظماء والأمراء صباح يوم وصوله إلى قصر العامر فى المنيل لتهنئته بسلامة الوصول وحظى سموه غداة يوم وصوله بمقابلة عظمة السلطان ورد عظمته الزيارة لسموه. واللطائف المصورة تهنئ سمو الأمير بعودته سالما «إلى الوطن وترحب بسموه خصوصا» لعودته فى بدء عصر النهضة المصرية بعدما استبشرت القلوب وقرت الأفئدة بتحسين الحالة، وبلوغ المنى لاسيما أن سموه معروف بوطنيته وغيرته وعمله على إعلاء شأن الوطن.