النجاح الذى حققه فيلم «عمارة يعقوبيان» المأخوذ عن رواية تحمل الاسم نفسه للدكتور علاء الأسوانى، أعاد إلى أذهان السينمائيين فكرة الإقبال على تحويل الروايات الأدبية إلى أفلام، وبعده تم إبرام العديد من التعاقدات لتحويل روايات إلى أفلام، القليل منها تم تنفيذه، والكثير دخل سلسلة من التأجيلات بالرغم من بدء التحضير لتصويره. من بين الأعمال القليلة التى تم تنفيذها بالفعل فيلم «تلك الأيام» المأخوذ عن رواية تحمل الاسم نفسه للروائى الكبير فتحى غانم، وأعدت لها السيناريو والحوار علا عزالدين وأخرجه أحمد فتحى غانم نجل الروائى الكبير، وقد حصل السيناريو على دعم من وزارة الثقافة وأنتجه محمد العدل وقام ببطولته محمود حميدة وأحمد الفيشاوى وهو الآن فى مرحلة الميكساج حيث تم الانتهاء من تصويره ومونتاجه وستتم طباعة النسخ خلال الشهر المقبل. من الروايات القليلة التى تم تنفيذها أيضا رواية «عصافير النيل» لإبراهيم أصلان والذى أعد لها المخرج مجدى أحمد على السيناريو والحوار كما انتهى من تصوير جميع مشاهد الفيلم الذى يحمل نفس اسم الرواية ويقدم بطولته فتحى عبدالوهاب ودلال عبدالعزيز، وهى من الأعمال التى حظيت بدعم من وزارة الثقافة. وباستثناء التجربتين السابقتين، يوجد صف طويل من الروايات التى لا تزال مشروعاتها معطلة على الرغم من إبرام التعاقدات لتحويلها إلى أفلام سينمائية، ومن بين تلك الروايات «شيكاغو« للدكتور علاء الأسوانى وكذلك المجموعة القصصية «نيران صديقة» للمؤلف نفسه، وهما العملان اللذان اشتراهما إبراهيم المعلم لتحويلهما لأفلام سينمائية وبرغم مرور فترة على هذا التعاقد إلا أن أيا من العملين لم ير النور حتى الآن، والموقف نفسه بالنسبة لرواية «المسطول والقنبلة» لنجيب محفوظ والتى اشتراها جهاز السينما منذ فترة طويلة وأسند كتابة السيناريو والحوار للسيناريست مصطفى محرم وعلى الرغم من انتهاء كتابة السيناريو منذ فترة طويلة إلا أن الفيلم دخل نفقاً طويلاً من التأجيلات ولم يبدأ تصويره حتى الآن. رواية «يوتوبيا» لأحمد خالد توفيق كان لها المصير نفسه، فعلى الرغم من تعاقد شركة جودنيوز على تحويلها إلى فيلم منذ فترة طويلة، والاتفاق مع المخرج رامى عبد الجبار على إخراج ذلك الفيلم، إلا أن هذا العمل لا يزال حتى الآن فى مرحلة التحضير ولم يتحدد موعد لبدء تصويره. روايتا «نقطة النور» و«خالتى صفية والدير» للروائى بهاء طاهر لم تفلتا من نفق التأجيلات المظلم، فعلى الرغم من توقيع شركة أفلام يحيى شنب على استغلالهما سينمائيا، على أن يشترك المنتج حسين القلا فى إنتاج الرواية الثانية «خالتى صفية والدير» إلا أن أيا منهما لم يتم تنفيذه فعليا حتى الآن على الرغم من تردد أنباء حول التحضير فعليا لتصوير «نقطة النور» وانشغال بلال فضل بكتابة السيناريو والحوار الذى ستخرجه هالة جلال. عدد من السينمائيين والكتاب الذين خاضوا تجارب مماثلة لمعرفة أسباب تعطل المشروعات السينمائية المأخوذة عن أعمال أدبية، يتحدثون عن تجاربهم وأسباب توقف تحويل الروايات إلى أفلام سينمائية. فى البداية أكد المنتج محمد العدل أن الروايات بطبيعتها تحتاج لفترة تحضير طويلة، لأنه غالبا المنتج الذى يقبل على شراء رواية وتحويلها إلى فيلم تكون لديه وجهة نظر محددة ووارد جدا أن يسند كتابة الفيلم لأى سيناريست ثم يفاجأ بعدم وجود وجهة النظر التى يريدها وبالتالى يضطر لإسنادها لسيناريست آخر وهذا يؤدى لطول مدة التحضير. واستبعد العدل أن يكون ارتفاع التكلفة سببا فى تعطيل المشروعات الأدبية، وقال: طالما أن المنتج ارتضى شراء رواية محددة فهو يعلم قبل شرائها أنها ستكلفه ويعلم أيضا كيف سيسوقها، ولكن أحيانا تحدث عراقيل رقابية واحيانا يفضل المنتج تأجيل التصوير إلى توقيت محدد لأسباب تتعلق بالتسويق أو بظروف الممثلين المتعاقدين على الاشتراك فيه، وهكذا. وأشار العدل إلى أن لديه رواية «تلك الأيام» التى انتهى تصويرها ومونتاجها وستتم طباعة الفيلم الشهر المقبل. المنتج حسين القلا استبعد أيضا أن يكون ارتفاع التكلفة سببا فى تعطيل المشروعات الأدبية، وقال القلا: تختلف الظروف من عمل لآخر، وأنا كانت لدى نية لتحويل رواية «خالتى صفية والدير» إلى فيلم سينمائى رغم أنه سبق تحويلها لعمل تليفزيونى، ولكن بعد دراسة متأنية فضلت الانسحاب ثم انشغلت بأعمال سينمائية أخرى، وهذا لا يعنى أننى أحجم عن الأعمال الأدبية، بدليل أننى قدمت من قبل رواية «المواطن مصرى» ليوسف القعيد، كما قدمت فيلم «الكيت كات» عن رواية «مالك الحزين» لإبراهيم أصلان. وأشار القلا إلى أن تحويل رواية «خالتى صفية والدير» إلى مسلسل تليفزيونى أضعف فرصتها فى التحويل لفيلم سينمائى. أما السيناريست مصطفى محرم فيرى أن الأعمال الأدبية الجيدة تتكلف الكثير، وتبدأ التكاليف المرتفعة من مرحلة شراء الرواية والتى تصل فى بعض الأحيان إلى مليون جنيه إذا كانت لأديب كبير مثل نجيب محفوظ كما أن هناك أسماء أخرى كبيرة تبيع أعمالها بأسعار كبيرة ومنهم علاء الأسوانى وبهاء طاهر، وبعد ذلك يدخل العمل مرحلة كتابة السيناريو ويتكلف الكثير أيضا بسبب ضرورة إسناد الرواية لسيناريست مخضرم له تجارب سابقة فى تحويل الروايات إلى أفلام ويعرف الفارق بين الأدب والسينما. وقال محرم: أعتقد أن ارتفاع التكاليف تكون سببا رئيسيا فى تعطيل بعض الأعمال المأخوذة عن روايات، ولكن ليست هذه قاعدة لكل الأعمال المعطلة. ويوضح محرم: نحن مثلا فى تجربة «المسطول والقنبلة» تواجهنا مشكلات رقابية وليست مشكلات إنتاجية، لأن الرقابة رفضت الفيلم كلية، ولم تكتف بإبداء ملاحظات رقابية، وهذا اضطرنا لتقديمه إلى لجنة التظلمات ومازلنا فى انتظار رد اللجنة. أما الروائى علاء الأسوانى فقد رفض التعليق على تعطل بعض المشروعات السينمائية المأخوذة عن روايات، وقال: مهمتى كروائى تنتهى عند إبرام التعاقد، أما ما يتعلق بخطوات تنفيذ الرواية سينمائيا، فهذا شأن سينمائى يخص السينمائيين.