انطلقت أمس فى العاصمة السويسرية جنيف أعمال الاجتماع المقرر بين ممثلى إيران والدول الست الكبرى المعنية بملفها النووى وسط أجواء من التفاؤل مع إعلان واشنطن استعدادها لإجراء محادثات ثنائية مباشرة مع طهران رغم العلاقات الدبلوماسية المقطوعة بين الجانبين منذ عام 1980، وتوقعت فى الوقت نفسه نجاح محادثات جنيف فى التوصل لاتفاق بشأن البرنامج النووى الإيرانى. ورغم التحذيرات التى أطلقتها العواصمالغربيةلطهران، وصفت إيران محادثات جنيف بأنها «فرصة واختبار»، مستبعدة سماح السعودية لإسرائيل بضرب مفاعلاتها. شارك فى اجتماع جنيف ممثلو طهران ودول مجموعة «5+1» التى تضم الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن، وهى: الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين، إضافة إلى ألمانيا. وتسعى تلك الدول إلى إقناع إيران بالتخلى عن برنامجها النووى خشية أن يساعدها على تصنيع أسلحة نووية، فى حين تؤكد طهران أن برنامجها مخصص لأغراض سلمية فقط. وقبل ساعات قليلة من بدء الاجتماع الذى يستمر ليوم واحد، أعلن مسؤول كبير فى الإدارة الأمريكية أن بلاده مستعدة لأن يجرى ممثلها فى الاجتماع محادثات ثنائية مع ممثل إيران. وقال المسؤول، طالباً عدم كشف هويته، «إن فترات الاستراحة بين جلسات العمل ستتيح لمختلف الوفود عقد اجتماعات للتشاور، كما سيتيح ذلك فرصة فى حال كان الأمر مفيداً للمناقشات، لإجراء محادثات ثنائية مع الوفد الإيرانى». وأوضح أن فحوى المحادثات التى يمكن أن تجرى بين مساعد وزيرة الخارجية الأمريكى وليام بيرنز وكبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلى، يبقى مفتوحاً. وأشار مسؤول أمريكى آخر إلى أن مثل هذا اللقاء فى حال عقد سيشكل حدثاً نادراً، ولكن هناك سوابق فى هذا المجال لأن محادثات ثنائية جرت فى الماضى على مستوى رفيع حول أفغانستان والعراق فى ظل الإدارة الأمريكية السابقة. وعرض عدد من المسؤولين فى الإدارة الأمريكية تطلعات الأمريكيين للتفاوض مع الإيرانيين، وهى: إدراج البرنامج النووى الإيرانى فى طليعة المحادثات، وأن يسمح الإيرانيون للمفتشين الدوليين بالوصول، بشكل «سريع جداً وتام ودون قيود»، إلى المنشأة التى كشفت إيران مؤخراً عن بنائها قرب مدينة قم، وأن تجرى محادثات بشأن تدابير أخرى يترتب على الإيرانيين اتخاذها لإعطاء ضمانة حول الطابع المدنى لأنشطتهم النووية. فى الوقت نفسه أصرت إيران على حقها فى الحصول علي التكنولوجيا النووية، وفى حوار مع مجلة دير شبيجل الألمانية أكد جليلى إصرار بلاده علي مواصلة تخصيب اليورانيوم. وردا على التهديدات الغربية بتشديد العقوبات على إيران قال جليلى «مرحباً بالعقوبات الجديدة، فإيران استطاعت أن تعيش مع العقوبات المفروضة عليها منذ 30 عاما، والعقوبات لن تنال من دولة كبيرة مثل إيران ولن تركعها أبداً». وبعيداً عن أجواء محادثات جنيف، استبعد وزير الدفاع الإيرانى، العميد أحمد وحيدى، أن تقوم السعودية «بغض الطرف» عن مرور المقاتلات الإسرائيلية فى أجوائها، إذا قررت تل أبيب ضرب المنشآت النووية الإيرانية. وقال وحيدى فى تصريحات نقلتها شبكة «سى. إن. إن» الإخبارية الأمريكية: «أستبعد قيام الأصدقاء السعوديين بالسماح للكيان الصهيونى المعتدى بمثل هذا الأمر». تأتى تصريحات الوزير الإيرانى رداً على تقرير نشرته صحيفة «صنداى إكسبرس» الأحد الماضى تحدثت فيه عن اجتماع فى لندن ضم مسؤولين سعوديين ورئيس جهاز الأمن الخارجى البريطانى، مع رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية «الموساد»، تم خلاله الاتفاق على غض السعودية الطرف فى حال قيام المقاتلات الإسرائيلية بالتحليق فوق أراضى المملكة لضرب إيران، ولكن مصدراً سعودياً مسؤولاً نفى صحة التقرير وطالب القائمين عليها بتكذيبه.