لقى 157 شخصاً على الأقل مصرعهم وأصيب 1253 آخرون خلال قمع قوات الأمن الغينية العنيف لمظاهرة للمعارضة أمس الأول فى كوناكرى، لدى احتجاجها على احتمال ترشح رئيس المجلس العسكرى الحاكم داديس كامارا للانتخابات الرئاسية المرتقبة فى يناير، وذلك وفقاً لما أكده مسؤول المنظمة الغينية للدفاع عن حقوق الإنسان. وفى وقت سابق، أعلن حزب المعارض الغينى سيديا تورى أمس أن 128 شخصاً قتلوا خلال قمع المظاهرة. وجاء فى البيان الصادر عن حزب تورى «اتحاد القوى الجمهورية» (معارضة) أن «عسكريين شوهدوا وهم يقومون بجمع جثث فى الشوارع لنقلها إلى معسكر الفا يايا ديالو مقر المجلس العسكرى الحاكم، على الأرجح لتجنب إحصاء دقيق لعدد القتلى يكشف حجم المجزرة». وتابع البيان قائلاً: «جرائم الجيش الغينى لا تتوقف عند هذا الحد: تم اغتصاب نساء من قبل حرس كامارا قرب الملعب الرياضى حيث تجمعت الحشود». وقال: «بحسب مصادر فى المكان فإن السلطات قد تكون نصبت كمينا للشعب الذى احتشد بكثافة». وكان تورى قال فى وقت سابق: «هناك رغبة متعمدة فى تصفيتنا، نحن المعارضين». وكان مسؤول فى الشرطة الغينية قال، رافضا الكشف عن اسمه، إن 87 شخصاً على الأقل من معارضى النظام العسكرى الحاكم فى غينيا لقوا مصرعهم بالرصاص فى كوناكرى، فيما أصيب 2 من قادة المعارضة أيضا - بينهما سيديا تورى - برصاص العسكريين خلال مظاهرة قمعتها القوات الأمنية بالقوة. وقال شهود إن منزلى المعارضين الاثنين تعرضا لاحقا للنهب من قِبَل العسكريين، وأوضح الشهود أن نحو 20 معارضاً آخرين أصيبوا فى المواجهات. كان عشرات الآلاف من المتظاهرين تجمعوا، أمس الأول، فى أكبر ملعب رياضى فى كوناكرى للتعبير سلمياً عن معارضتهم لاحتمال ترشح كامارا للانتخابات الرئاسية المقبلة. وبعد تدخل القوات الأمنية التى جاءت لإخلاء الملعب وقع عشرات القتلى والمصابين فى صفوف المعارضة، كما تم اعتقال العشرات. وبينما وصف طبيب فى المركز الطبى الجامعى «دونا» الأمر ب«المذبحة»، ألمح مصدر فى الصليب الأحمر أيضاًَ إلى «رغبة فى اخفاء جثث الضحايا». فى مقابلة بثتها إذاعة فرنسا الدولية، قال رئيس المجلس العسكرى الحاكم إنه ينتظر «أن تصله أرقام» حول عدد القتلى. وأضاف «أنه أمر مؤسف ومأساوى. بالفعل سقط قتلى لكن ليس لدى أرقام بعد. أنا أنتظر تقييما للوضع. وبصراحة أنا آسف جدا».