بين معارض لسياساته «العنصرية» ومنتقد للمواقف الأوروبية غير الحاسمة إزاء حكومته اليمينية المتطرفة الجديدة فى تل أبيب، انقسمت الصحف الأوروبية حول زيارة وزير الخارجية الإسرائيلى، أفيجدور ليبرمان، إلى عدد من عواصمها، لاسيما «الأكثر موالاة لإسرائيل من دول الاتحاد الأوروبى مثل إيطاليا وفرنسا وألمانيا والتشيك»، بحسب صحيفة «Guardian» البريطانية، التى قالت إن ليبرمان باختياره هذه الدول يسعى إلى التأثير على نتائج المحادثات المكثفة التى تجريها دول الاتحاد الأوروبى حول مستقبل علاقاتها بإسرائيل ما لم تمض الأخيرة قدما فى حل الدولتين من أجل إقامة دولة فلسطينية. ودللت الصحيفة على ذلك من اختيار ليبرمان للتشيك، الرئيس الحالى للاتحاد الأوروبى، والتى تدفع بقوة تجاه التعجيل بالقمة الإسرائيلية - الأوروبية، والتى كان من المقرر لها أن تعقد الشهر الحالى قبل أن يتم تأجيلها على الأرجح إلى الشهر المقبل، وسط توقعات نقلتها «Guardian» عن دبلوماسيين بلجيكيين بإلغاء المؤتمر برمته، منتقدة فى الوقت نفسه مواقف ميريك توبولانك، رئيسة الوزراء التشيكية، المعروفة بانحيازها الصارخ لإسرائيل، والتى وصفت المفوضية الأوروبية ب»المتغطرسة» لمجرد أنها ربطت تطوير علاقات الاتحاد بإسرائيل بموافقة نتنياهو صراحة على حل الدولة الفلسطينية. تزامُن تلك الانتقادات مع جولة ليبرمان الأوروبية جاء أيضا مواكبا لمقابلة صحفية نشرتها صحيفة «Elmundo» الإسبانية مع الرئيس السابق للكنيست إفرايم بورج، والتى وصف فيها ليبرمان بأنه «عنصرى ومعاد للأجانب وخطر على الديمقراطية الإسرائيلية». وفى حين فضلت ألمانيا، التى مثلت المحطة الأخيرة فى جولة ليبرمان، استقباله بعيدا عن وسائل الإعلام وبدون مؤتمر صحفى مشترك، وبدون حتى إعطاء المصورين فرصة التقاط صور له، استقبلته صحيفة «Libération» الفرنسية عشية زيارته لباريس بانتقادات لاذعة، واصفة إياه بأنه «عقبة أمام عملية السلام»، وبأنه «قليل الخبرة الدبلوماسية»، لأنه «يقول بصوت عال ما يفكر فيه باقى أعضاء الحكومة الإسرائيلية اليمينية بصوت منخفض».