استحوذت الشركة العربية الدولية للفنادق والسياحة المالكة لفندق رمسيس هيلتون على الشركة المصرية - الأمريكية لتعمل الأخيرة تحت اسم الأولى، وضمن كيان عمل موحد يضم البرنامج السياحى والفندق ووسائل النقل. وتعد الصفقة، التى رفضت مصادر الإعلان عن قيمتها، إحدى نتائج التوجهات الداخلية لسوق السياحة والتى تستهدف خلق كيانات عملاقة تواجه عمليات حرق الأسعار التى يتسبب فيها بعض صغار المتعاملين بسوق السياحة المستجلبة. ونادت منظمة السياحة العالمية فى أوقات سبقت اندلاع الأزمة المالية العالمية إلى دمج الكيانات الصغيرة أو استحواذ الكبار على الصغار لخلق كيانات تستطيع مواجهة الأزمات التى تضرب قطاع السياحة من إرهاب أو كوارث طبيعية أو أزمات مالية. وقال عز الدين الشبراوى رئيس الشركة المصرية- الأمريكية، إن الشركة تعمل فى السوق الأمريكية وتستهدف 100 ألف سائح أمريكى وهو ما دفعها إلى الاندماج فى شركة أخرى لتكوين كيان عملاق. وأضاف فى تصريح خاص ل«المصرى اليوم» إن الصفقة تمثل نوعا من التكامل فى الخدمات بحيث يتم الترويج للبرنامج السياحى المتكامل من حيث أسعار الغرف والجولات والزيارات والنقل. ورصد خبراء استثمار بوادر إيجابية للمتعاملين بسوق السياحة المصرية، وتمثلت فى إجراء توسعات عالمية وإتمام صفقات لها صدى دولى منها الاستحواذ على شركات سياحة وفنادق ذات سمعة عالمية جيدة. ونسب الخبراء توسعات المستثمرين المصريين فى قطاع السياحة على المستوى العالمى إلى ما وصفوه ب«بيزس ما بعد الأزمة»، واختفاء كيانات معروفة وظهور كيانات أخرى. وأكدوا أن هذا التوجه ينسجم مع توجهات أغلب الشركات السياحية المحلية فى تنويع المخاطر بالأسواق واستثمار أموالها، خاصة أن عدم استثمار تلك الأموال يمثل طاقة معطلة. كانت مجموعة شركات «بريطانيا هوسبيتاليتى» المصرية، التى تمتلكها عائلة الشرقاوى قد تمكنت الأسبوع الماضى من شراء فندق ستافورد الشهير بلندن مقابل 77.5 مليون جنيه إسترلينى، كما استحوذت مجموعة شركات «ترافكو القابضة» على 99.6% من شركة «شتايننبرجر» الألمانية المديرة لواحدة من أكبر سلاسل الفنادق عالميا. وأكد شريف سامى خبير الاستثمار المباشر أن عمليات الاستحواذ تتميز بتوافر خطط توسعية طموحة فى مجال الخدمات السياحية والذى من المتوقع أن يشهد نموا ملحوظا خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى أن الأزمة المالية العالمية ساهمت إلى حد كبير فى تنويع الفرص المتاحة للشركات المصرية. وأشار إلى أن بعض الشركات العالمية عانت من ظروف صعبة بسبب نقص التدفقات وتقليص النشاط عالميا، فى حين تتميز الشركات المحلية بتوافر فائض مالى يساعدها على إبرام صفقات استحواذ. كان حامد الشيتى رئيس مجلس الإدارة، والعضو المنتدب لمجموعة شركات ترافكو قد أكد أن الاستحواذ على شركة «شتايننبرجر» الألمانية يأتى كخطوة استكمالية لخططها التوسعية وتجاه تحول المجموعة إلى لاعب أساسى ومؤثر ليس فقط بالشرق الأوسط، بل فى قطاع الفنادق والمنتجعات العالمية. من جانبه اعتبر الدكتور محمد الصهرجتى خبير استثمار توجه الشركات السياحية لخارج مصر عن طريق شراء فنادق أو غير ذلك أمرا طبيعيا فى إطار الحصول على أفضل عائدات لمساهميها، قائلا «لابد لكل الشركات المصرية عند مرحلة معينة من تراكم الخبرة ورؤوس الأموال أن تتجه للخارج وتتوسع بهدف التنويع الجغرافى لتقليل المخاطر غير المتوقعة». وقال محمد عبد الرحيم، محلل مالى، إن الشركات المصرية بدأت مؤخرا للتوجه عالميا نتيجة لزيادة حجم أعمالها وتوسعاتها بشكل قياسى على مدار السنوات الماضية الأمر الذى أدى إلى زيادة الأموال غير المستثمرة لديها مما دفع الشركات لوضع استراتيجيات توسعية للخارج بهدف استثمار هذه الأموال.