رصدت «المصرى اليوم» واقعة جديدة لرى المحاصيل الزراعية بمياه الصرف الصحى والصناعى غير المعالج فى الإسكندرية، فى قرية «المراغى»، إضافة إلى عدد من القرى المحيطة بها وتعتمد على الرى القادم من الصرف الصحى بشكل مباشر عبر ترعة المحمودية، التى يتم إلقاء مخلفات الصرف الزراعى والصناعى والطبى بها، فى غياب رقابة مسؤولى البيئة ووزارتى الزراعة والصحة. وتصل مساحة الأراضى المروية بمياه الصرف فى قريتى «أبيس 1 وأبيس 2» إلى حوالى 5 آلاف فدان، وتروى من مصرف «زهرة». وكشفت الجولة فى قرية «المراغى» التابعة لحى المنتزه، عن تلوث ترعة المحمودية بمياه الصرف الصحى ومخلفات الحيوانات والمصانع، واستخدامها فى رى المحاصيل الزراعية فى «المراغى» والقرى المحيطة بها ومنها الرحمانية والبكاتوشى. ورصدت «المصرى اليوم» اعتماد المزارعين على مياه الصرف من ترعة المحمودية فى زراعة الكرنب والبطاطس والذرة والأرز والطماطم والقمح، مما ينذر بكارثة، خاصة أن هذه المياه غير معالجة وتحمل عناصر ثقيلة ومواد كيميائية خطيرة على الزراعة والصحة، نتيجة وجود مصنع للسيراميك وشركة أدوية بالقرب من الترعة يلقيان مخلفاتهما بها، إضافة إلى تشغيل عدد من المزارعين مواتير رفع مرتبطة «بخراطيم» مياه أشبه بالمستخدمة فى سيارات إطفاء الحريق، ووضع أحد طرفيها فى شبكة الصرف مباشرة، والآخر فى الأراضى الزراعية، وفى المنتصف توضع مواتير رفع كبيرة يتم إخفاؤها داخل أكشاك خشبية لرى الأراضى الزراعية، بعد وضع فلاتر بدائية لعزل المواد الصلبة والكتل الكبيرة لكنها لا تعزل الشوائب العالقة فى المياه. وفى السياق نفسه كشف تقرير «التوصيف البيئى فى محافظة الإسكندرية» - الصادر عن وزارة البيئة، عن تلوث المياه المرتبطة بمصادر الصرف الصحى غير المعالج المستخدمة فى حى المكس، الميناء الشرقى، الدخيلة، أبوقير، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة الأملاح المعدنية بها، مما أدى إلى بوار العديد من الأراضى الزراعية. وأشار التقرير الذى حصلت «المصرى اليوم» على نسخة منه إلى مشاكل عديدة تواجه مصادر مياه الرى العذبة، خاصة بحيرة مريوط، بعد تقلص مساحتها وتراجع نسبة الأكسجين الذائب بها، وإلقاء كميات كبيرة من المخلفات الزراعية والصناعية والصرف الصحى بها. وحذر التقرير من خطورة صرف المخلفات الصناعية والمواد الصلبة والسائلة، غير المعالجة على خليج أبوقير وترعة المحمودية والعوايد والمراغى، إضافة إلى خطورة الصرف الصحى، الذى يصب فى مياه الشرب وخليج أبوقير والمحمودية، التى تعتمد عليها الزراعة فى الإسكندرية. ورصد التقرير إلقاء محطات السيوف، باب شرقى، النزهة وفرن الجراية صرفها فى ترعة المحمودية. وأشار إلى عدم حصول حوالى 7٪ من سكان الإسكندرية على خدمات الصرف الصحى، خاصة فى العوايد والمراغى والرحمانية والبكاتوشى، لافتاً إلى أن حجم الصرف اليومى بلغ (1.2) مليون متر مكعب، ويمثل عبئاً على محطات تنقية الصرف الصحى، مما يؤدى إلى تسريب جزء كبير منها إلى الأراضى الزراعية، خاصة أن هناك 2 مليون متر مكعب من مخلفات الصرف الصناعى.