رغم أن الكاتب يسرى الجندى غاب عن الدراما الرمضانية هذا العام، إلا أنه ذكر إيجابياتها قبل الحديث عن سلبياتها، مبديا سعادته بظهور كتاب جدد ودخولهم إلى الساحة، وقال: سعدت بوجود عدد كبير من الكتاب الجدد شاركوا هذا العام، وأتوقع أن يكون لهم شأن فى الكتابة التليفزيونية، خاصة عبدالرحيم كمال، مؤلف مسلسل «الرحايا»، وحازم الحديدى مؤلف «هالة والمستخبى»، ووفاء الطوخى، ووجود كتاب جدد أمر مفيد جدا ونفتقده منذ سنوات، لكننى أنبههم بأن موهبتهم ستهدر إذا لم يتوخوا الحرص، وعدم اعتماد المنهج التجارى البحت فى الكتابة، لأن موهبتهم قد تتحول إلى لا شىء، والوقت سيوضح من منهم يتمتع بموهبة حقيقية، ولو تمت تصفية الأمر على كاتب أو اثنين، فلا يهم، المهم أن يخرج كاتب جديد، لأن عدم وجود كتاب جدد هو مشكلة الدراما المصرية طوال السنوات الماضية. الجندى أكد أنه لم يستطع متابعة كل الأعمال، وقد ركز على مسلسل «الرحايا»، فمن يدعى أنه شاهد جميع أعمال رمضان أو قادر على تقييمها بشكل حقيقى «كداب» وهذا فوق طاقة أى مشاهد، وقال: وفقا للحلقات التى شاهدتها من «الرحايا» يمكن أن أقول إن الكاتب له أدواته، وقدم البناء الدرامى بشكل واضح، أيضا فى رسمه للشخصيات، وتباينها وتطورها جاءا بشكل جديد، كذلك حواره ليس تقليديا أو اكليشيهات والذى للأسف هو أحد عيوب الدراما المصرية والمنتشر بكثرة، كما لو كانت الأعمال تنقل من بعضها البعض، واستطاع أن ينقل الصعيد وتقاليده ومناخه كما هو موجود، لكن يظل الحكم عليه مؤجلا لحين تقديم عمله الثانى. وأوضح الجندى أنه أصبح هناك اتجاه لأن يبدأ بعض الكتاب بنقطة الانفجار، حيث يبدأ الكاتب بحدث مدو، وهذه الطريقة تحمل العمل عبئا أكبر من لو بدأ الكاتب حلقاته بشكل تقليدى، ويتبعها هبوط فى حركة الأحداث وإيقاعها وضعف بشكل عام، والكاتب بذلك يضر نفسه، وقال: هذا النهج يفترض أن هذه البداية يتبعها دراما قوية جدا وأن يكون الكاتب متمكنا من أدواته، وليس «فرقعة» فقط، وإذا لم يكن الكاتب على دراية بهذا المنهج سيخرج عمله سيئا للغاية، وعامة كل كاتب يفرض مقتضياته، لأن الكتابة الدرامية ليست «اسطمبات»، وكل عمل له خصوصيته التى قد تفرض إطلاق حدث قنبلة فى الحلقات الأولى. ونفى الجندى علاقة التسويق بلجوء الكاتب لهذه الطريقة، قال: التسويق لا يقف على المشاهد الأولية، ولا يعتمد على جودة العمل، لأن هذا ليس له تأثير عليه، بل لأن التسويق يعتمد على الإعلانات، والإعلانات بدورها ترتبط بالنجم والأسماء التى تجلب التسويق الجيد للعمل.