بدأت الحكومة ممثلة فى وزارة الزراعة، إجراءات تفعيل العلاقات مع إثيوبيا باعتبارها إحدى دول حوض النيل، لاستيراد أولى شحنات اللحوم الحية منها أكتوبر المقبل، فيما تدرس الوزارة تواجد بعثة بيطرية مصرية دائمة فى هذا البلد لفحص الحيوانات وتحصينها. وقال أمين أباظة، وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، إنه تقرر سفر اللجان البيطرية المصرية لفحص الحيوانات والتأكد من توافقها مع الاشتراطات المصرية المشددة لاستيراد اللحوم الحية من الخارج، وضوابط منظمتى صحة الحيوان العالمية بباريس والأغذية والزراعة «الفاو»، مشيراً إلى أنه من المقرر أن يتم فحصها بمعرفة أجهزة الحجر البيطرى للتأكد من سلامتها ومطابقتها للاشتراطات الدولية وذلك حماية للصحة العامة للمواطنين. وأضاف أباظة، فى تصريحات له أمس، أنه يجرى دراسة استيراد نحو من 100 إلى 150 ألف طن لحوما حية ومذبوحة سنويا من إثيوبيا بنسبة تصل إلى 20% من جملة استهلاك مصر من اللحوم المستوردة من الخارج والبالغة نحو 700 ألف طن سنوياً، مشيراً إلى أنه سيتم نقل الحيوانات من إثيوبيا إلى محجر جيبوتى تمهيدا لنقلها إلى مصر عبر موانئ جيبوتى البحرية حيث لا توجد منافذ بحرية فى إثيوبيا . وتابع أن بعض مناطق تجمعات الحيوانات الحية فى إثيوبيا تبعد عن جيبوتى بنحو 1300 كيلو متر، خاصة بالقرب من العاصمة أديس أبابا، وهو ما يمثل عبئاً كبيراً على الشركات المصرية العاملة فى استيراد اللحوم. وأوضح وزير الرزاعة أنه تم الاتفاق على جلب الحيوانات من المناطق الإثيوبية القريبة من محجر جيبوتى البيطرى لخفض تكلفة النقل، إلى جانب تلافى مخاطر إصابة الحيوانات بالأمراض من جراء النقل لمسافات طويلة بخلاف مرافقة طبيب بيطرى مصرى للحيوانات فى رحلة النقل وحتى وصولها إلى مصر على أن يقدم تقريراً شاملاً بموقفها، لتخضع بعد ذلك للجهات الرقابية المعنية الثلاث بوزارات الزراعة واستصلاح الأراضى والصحة والتجارة. ونفى أباظة ما تردد خلال الفترة الأخيرة عن إحجام الشركات المستوردة عن التقدم لاستيراد اللحوم الحية من إثيوبيا، مؤكداً وجود تنافس كبير بين العديد من الشركات العاملة فى مجال الثروة الحيوانية لتقديم عروضها لاستيراد اللحوم الحية والمذبوحة من هذا البلد. وأوضح أن المؤشرات الأولية لاستيراد اللحوم الحية من دول حوض النيل «مبشرة» وستساهم فى توفير اللحوم الحمراء الجيدة وبأسعار مخفضة لمحدودى الدخل. وشدد أباظة على أنه لن يسمح سوى بدخول الحيوانات السليمة والخالية من الأمراض إلى مصر وبعد مرورها بفترات الحجر البيطرى المحددة فى الاشتراطات المصرية، التى رحب بتطبيقها المسؤولون فى إثيوبيا. وأضاف أن الوزارة بصدد إقامة بعثة بيطرية مصرية دائمة فى إثيوبيا لفحص الحيوانات وتحصينها والتأكد من خلوها من الأمراض والأوبئة، مشيراً إلى أن البعثة البيطرية المصرية سيتم تغييرها كل 6 أشهر لضمان الشفافية والحياد الكامل، مشددا على أنه ليس صحيحاً أن مصر قد تقبل باستيراد لحوم حية مصابة بالأمراض لمجرد إرضاء دولة على حساب صحة المواطن المصرى «الذى من حقه أن يأكل لحوما سليمة ومعتدلة الأسعار».