أسقط رئيس الحكومة اللبنانى المكلف سعد الحريرى فى تصريحه الأول بعد إعادة تكليفه من قبل الرئيس اللبنانى ميشال سليمان ، عبارة «حكومة الوحدة الوطنية»، التى كان تعهد بتشكيلها بعد التكليف الأول، مكتفيًا بقوله إنه سيعمل ل«تحقيق أوسع مشاركة وطنية» على قاعدة «الحوار»، وذلك فى تطور جديد يعكس الصعوبات التى يواجهها فى تأليف تلك الحكومة أمام رفض المعارضة لما توصل إليه فى التشكيلة الأولى، مما اضطره إلى الاعتذار عن عدم مواصلة تشكيل تلك الوزارة الجديدة، التى دخل على غيابها أكثر من 80 يوما. وتلا الحريرى بعد اجتماعه مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان بيانا قال فيه إن «دفتر الشروط الذى وضعوه فى مرحلة التكليف الأولى قطع الطريق على قيام حكومة وحدة وطنية وعلى ترجمة الصيغة التى اتفقنا عليها مع فخامة رئيس الجمهورية»، وأضاف «الآن، نحن أمام استحقاق جديد ولا أريد أن أطلق وعودا فى الهواء، أو أن أعطى الحكومة أوصافا إعلامية». وقال الحريرى إن جهود تأليف الحكومة المرة الأولى «اصطدمت بالجدار المسدود»، وأضاف «نحن أمام استحقاق جديد ولا أريد أن أطلق وعودا فى الهواء، أو إن أعطى الحكومة أوصافا إعلامية». وتابع ان «اللبنانيين يريدون حكومة وفاق وطني، أو ائتلافًا وطنيًا، أو وحدة وطنية، أو «تكنوقراط»، أو برلمانية، أو أقطابًا، لكنهم فى البداية والنهاية ينتظرون تشكيل حكومة مسؤولة عن إدارة الشأن العام وتوفير مقومات الاستقرار والسلامة والتقدم ومعالجة المشكلات المتراكمة على كل صعيد». وتعهد بالعمل على ذلك، وقال إنه سيبدأ مشاوراته الواسعة وتشمل الجميع لتشكيل الحكومة بعد عطلة عيد الفطر، التى تصادف فى نهاية الاسبوع الحالى. وكلف الرئيس اللبنانى بعد مشاوراته مع الكتل النيابية أمس الحريرى، رئيس أكبر كتلة نيابية فى البرلمان، للمرة الثانية بتشكيل حكومة جديدة وسط صعوبات قد تواجهه أمام تشكيل الوزارة الجديدة، حيث لم تلح فى الأفق مؤشرات على تعبيد الطريق أمام ولادة الحكومة. وعلى صعيد متصل، اتهمت قوى (14 آذار) التى تمثل الأغلبية، المعارضة بطرح مطالب تعجيزية أمام تشكيل الحكومة الجديدة، بهدف دفع الأمور نحو أزمة نظام مفتعلة على حساب الدستور واتفاق الطائف. واعتبرت (14 آذار) أن المعارضة تجاوزت الاعتبارات اللبنانية ، وأغرقت فكرة التسوية فى منطق «ابتزازى تهويلى». وفى المقابل، أكد رئيس التيار الوطنى اللبنانى الحر النائب ميشال عون أنه يتفق مع سليمان على أمور كثيرة ومهمة لكنهما يختلفان على طرق المعالجة، مؤكدا تصميمه على المطالبة بحقيبة وزارة الاتصالات فى أى حكومة داعيًا من يتولى تشكيل الحكومة إلى تلبيتها. وقال إن وجود الحكومة لن يحسن الأوضاع معتبرا أن احتمال أن يبقى لبنان بلا حكومة أمر وارد، ولكن يجب إيجاد مخرج للأزمات، بينما دعا حزب الله إلى تشكيل حكومة جديدة تتمتع بالقدرة على النهوض بتحديات المرحلة والتصدى لمخاطرها. من جهة أخرى، بحث المبعوث الأمريكى الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشل والرئيس اللبنانى تطورات عملية السلام، وأكد ميتشل أن قضية اللاجئين الفلسطينيين فى لبنان تشكل أولوية للولايات المتحدة كما للبنان، مشددًا على حرص واشنطن على ألا يتم أى حل لهذه القضية على حساب لبنان ومصالحه.
