أجريت اختبار المذيعين وأنا «أنهج» فى رمضان «متعة وفرحة لا توصف لطفل لم يتجاوز السادسة من عمره، فبترقب وشغف كان يحرص وأصحابه على الالتفاف حول هذه الآلة الحديدية الضخمة الموجودة بملعب كرة قدم فى مدينة دمنهور، فى انتظار انطلاق الصوت المدوى لمدفع الإفطار»، ذكرى لم تُمح من ذاكرة الإذاعى الكبير عمر بطيشة فحدثنا عنها قائلاً: «كانت متعتى وأنا طفل إنى أروح ملعب كرة القدم فى مدينتى دمنهور وأستنى أنا وأصحابى العسكرى ييجى ويضرب المدفع ونروح كلنا مهللين (هييييييه.. هييييييه)، ويجرى بعدها كل واحد على بيته يلحق الفطار». يضيف: رمضان يرتبط معى بذكريات جميلة وبلحظات فارقة فى حياتى، فلا أنسى أبداً اختبار المذيعين الذى صادف إجراؤه شهر رمضان وكانت أول مرة أنزل فيها القاهرة، يومها ركبت القطار ووصلت محطة مصر مع أذن المغرب، وكان ميعاد اختبارى الساعة 7 مساء، أكلت «ساندويتش» بسرعة فى المحطة وخرجت علشان أركب مواصلة توصلنى للإذاعة «إذاعة الشريفين» فى باب اللوق، لكن للأسف «تُهت» ولقيت نفسى فى السيدة زينب فأخدتها جرى من السيدة إلى باب اللوق ووصلت على نداء اسمى بالظبط، مفيش وقت حتى لألتقط أنفاسى، ودخلت على اللجنة وعملت اختبار الصوت وأنا «بانهج» لكن الحمد لله ربنا ستر ونجحت ودخلت الاختبار الثانى ونجحت فيه. الذكرى الثانية التى لا يمكن نسيانها يوم 10 رمضان الموافق 6 أكتوبر عام 1973، وقتها كنت باقدم فى البرنامج العام فوازير رمضان مع الفنانة القديرة شادية، لكن فى هذا اليوم لما وصلت الإذاعة وجدت حركة غريبة وأخبار تتناثر من هنا وهناك لغاية الساعة واحدة وخمسة وخمسين دقيقة حين أعلن بيان العبور، وكانت فرحة عارمة وأذكر يومها مكالمة جميلة بينى وبين الفنانة شادية هنأنا فيها بعضنا على النصر، وطبعاً حلقة الفوازير لم تذع واتغيرت خريطة البرامج كلها فى الإذاعة بمناسبة النصر. 25 برنامجاً ارتبط فيها صوت عمر بطيشة بهذا الشهر الكريم، حيث كانت تُذاع برامجه قبل الإفطار مباشرة، ومنها برنامجه «عازم ولا معزوم» الذى أجرى خلاله مكالمة مع الرئيس مبارك: «أذكر فى عام 2000 أثناء تقديمى برنامج (عازم ولا معزوم)، وكانت فكرته تقوم على إجراء مكالمات تليفونية مع شخصيات عامة مختلفة، ففكرنا فى يوم أن نجرى مكالمة تليفونية مع الرئيس مبارك ويكون هو ضيف البرنامج، وفعلاً اتصلنا والرئيس رحب وأجرينا المكالمة، وقال فيها الرئيس تصريحات مهمة جداً عن السلام وعن عملية التنمية، نقلتها وقتها وكالات أنباء كثيرة». بقناعة تامة يرى الإذاعى عمر بطيشة أن رمضان فى مصر له مذاقه الخاص، «رمضان فى مصر مختلف عنه فى أى بلد آخر.. أصوات الأذانات.. الزينات والفوانيس.. الونس.. أجواء لا أراها إلا فى مصر». عمر بطيشة