«فيلم بوليسى» أو «قصة خيالية».. إنه الوصف الأفضل لرحلة مرتضى عبدالله خليفة، الموظف فى مدرسة محمود العنانى، فى قرية دماص محافظة الدقهلية، فى البحث عن ابنته أميرة، الطالبة فى معهد الخدمة الاجتماعية فى المنصورة.. القصة التى رواها الأب بدموعه ويأسه ل«المصرى اليوم» بدأت قبل 5 أشهر، عندما اختفت أميرة وسأل عنها والدها فأخبرته زميلاتها أنها فى تدريب تابع للمعهد وستبيت ليلتها فى القاهرة لدى عمتها.. اتصاله بعمتها أكد له الخطورة التى تتعرض لها ابنته، حيث عرف من شقيقته أنها لم تحضر إلى القاهرة من الأساس. توجه والد أميرة إلى المعهد للسؤال عن ابنته، ففوجئ بحواديت وقصص تتناقلها الطالبات عنها، كلها تصب فى اتجاه واحد: أميرة فى الغردقة مع شخص يدعى توفيق وشهرته ربيع، وربيع هذا صديق لأحمد الشربينى، أمين الشرطة، المسؤول عن حراسة المعهد. فكّر والد أميرة فى اتخاذ إجراء قانونى وتوجه إلى قسم شرطة طلخا وحرر محضراً يفيد باختفاء ابنته، لكن الضابط استقبله باستخفاف: «اللى عدى ال16 سنة مالناش دعوة بيه.. روح دور على بنتك بعيد عننا».. لم ييأس مرتضى وذهب إلى مقر معهد الخدمة الاجتماعية فى المنصورة فلم يفده أحد بشىء، لكنه استمع إلى نصيحة إحدى الطالبات: «لو عايز تعرف بنتك فين، البس نقاب وادخل المعهد واعرف اللى بيحصل فيه بالظبط».. استجاب مرتضى للنصيحة ودخل المعهد وعرف كثيراً من الحكايات تقف وراءها طالبة تدعى أمل تبيع المخدرات لزميلاتها، فقرر مقابلة والدها الذى أدهشه برد فعله الهادئ، حيث قال له: «أمل اختفت قبل كده أسبوع ورجعت تانى.. اصبر يومين وبنتك ترجعلك». هذه المرة عاد مرتضى إلى منزله محملاً باليأس، لكنه رغم يأسه حرر محضراً ضد أمل وربيع وأمين الشرطة، وبعد ساعات من المحضر تلقى مرتضى اتصالاً من مجهول يطلب منه التنازل عن المحضر الذى حرره ضد أمل وأمين الشرطة حتى يرى ابنته مرة أخرى، واتفق معه على موعد فى أسوان يرى فيه ابنته إذا تنازل عن المحضر.. التزم مرتضى بكل ما قيل له، وفى الموعد المحدد سافر بصحبة أخيه وحماه، وقابل ابنته التى رفضت العودة معه حتى يأذن لها ربيع. حاول مرتضى خداع ربيع والذهاب إلى قسم الشرطة والإبلاغ عن مكان ابنته واصطحب معه شقيقه وترك حماه مع ربيع وابنته ليطمئنهما، وعندما عاد إليهم بصحبة الشرطة فوجئ باختفاء ربيع وابنته وإغماء حماه. قضى مرتضى أياماً فى أسوان يبحث عن ابنته، وفى كل يوم يكتشف تفاصيل أكثر، حيث تم تحرير أكثر من محضر ضد ربيع بتهمة السحر والنصب.. وقال مرتضى: «مش عارف أعمل إيه.. المحضر اتقفل من غير ما نوصل لنتيجة أو حتى القبض على ربيع، والشهور بتعدى وماعرفش حاجة عن بنتى، ما بقاش قدامى حل غير وزير الداخلية، اللى نفسى يسمع صوتى ويجيب لى بنتى».